صحافة إسرائيلية

4 ملاحظات إسرائيلية على العقوبات الأمريكية ضد إيران

رأت صحيفة "هآرتس" أن "الحذر الإيراني في مجال الذرة يستحق الإشادة"- جيتي

تناولت صحيفة إسرائيلية الثلاثاء، أربع ملاحظات تخص العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران؛ التي تشعر أن الإدارة الأمريكية تسعى لتغيير نظامها الحالي.


ورأت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير لها اليوم أعده أودي افنطال، أن "الحذر الإيراني في مجال الذرة يستحق الإشادة"، مضيفة أنه "بصورة مفاجئة، امتنعت طهران حتى الآن عن الرد في المستوى اليومي ضد انسحاب واشنطن من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات".


وأكدت أنه "كان بالإمكان التوقع أن طهران لن تسمح بإهانتها، وتواصل الخضوع للاتفاق، بل ستغرى باستخدامه بصورة موسعة ومراقبة ومحسوبة للمشروع النووي، كرافعة ستدفع بأوروبا بشكل كبير للوقوف ضد العقوبات الأمريكية، وهذا الأمر لم يحدث حتى الآن".


وذكرت الصحيفة، في حديثها عن الملاحظة الأولى، أن "هناك أكثر من تصريح لرئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، والزعيم خامنئي، حول الاستعداد لتوسيع المشروع، وأن إيران لم تنحرف عن تعهداتها حسب الاتفاق النووي".


وتساءلت: "ما الذي يمكن تعلمه من هذا؟"، موضحة أنه "تحت ضغط العقوبات، النظام الإيراني يخشى من أن خرق الاتفاق سيثير ضده أوروبا، بصورة يجد نفسه في عزلة اقتصادية، ويزيد حدة الثورة الداخلية ويؤثر على استقراره".

 

اقرأ أيضا: ترامب يبدي قلقه من ارتفاع أسعار النفط بعد عقوبات إيران


وحول الملاحظة الثانية، نوهت إلى أن "انعدام الحذر الإيراني يستحق الإشارة في مجال الإرهاب"، معتبرة أن "النشاط الإيراني الذي استهدف اغتيال معارضي النظام في أوروبا (فرنسا والدانمارك مؤخرا)، مفاجئة، في ظل اعتمادها على أوروبا على خلفية العقوبات الاريكية، وأن تجربة الماضي أثبتت أن لهذه عمليات تأثير مدمر على علاقات الطرفين، وأمور أخرى".


"إذا لماذا تطلق إيران النار على قدميها؟"، تساءلت "هآرتس"، والتي ردت بأن "النظام يتعرض للضغط على خلفية الاحتجاج الذي يرفض أن يتلاشى، وقيام المنظمات الإيرانية الانقسامية برفع رأسها، لذلك فهي أمام أمرين؛ أن يتعلق الأمر بخطأ تحت الضغط، أو أن النظام يفضل أن يدفع أثمان لإقصاء تهديدات مباشرة عليه".


وبشأن الملاحظة الثالثة، أشارت الصحيفة إلى أن هناك تحول من "استراتيجية الضغط بالحد الأعلى دفعة واحدة، إلى زيادة الضغط تدريجيا، وهو ما تمثل بمنح واشنطن إعفاء مؤقتا من العقوبات لثماني دول"، منوهة أن الإدارة الأمريكية "فهمت أن ضغطا شديدا جدا من شأنه أن يضعضع سوق النفط، وأن تقفز الأسعار بصورة غير مراقبة، وبصورة ستقلل من تأثير تقليص تصدير النفط الإيراني على اقتصاد طهران".


وبينت أن "الصعوبات لدفع السعودية لزيادة إنتاج النفط، والإشارات الصادرة عن السوق عندما قفز سعر البرميل قبل نحو شهر لـ80 دولار، أقنع واشنطن بأن تقلل الضغط قليلا"، مضيفة: "ضغط تدريجي من شأنه أن يظهر كاستراتيجية ليست أقل نجاعة، لأنه سيمكن من عدم دفع إيران نحو الزاوية، وسيبقي فوق رأسها سيفا مسلطا على شكل إلغاء الإعفاءات ومنع الوصول إلى "سويفت" (جمعية اتصالات مالية عالمية توفر شبكة موحدة للاتصالات المالية الآمنة بين البنوك)".


ونبهت أن "تصميم واشنطن على مواصلة شد البراغي، تجسد بتهديد وزير المالية، منوتشن، نهاية الأسبوع، بأنه إذا عملت أوروبا على إقامة نظام يتجاوز "سويفت" فإن أمريكا سترد بصورة عنيفة".

 

اقرأ أيضا: إجراءات إيرانية "هزيلة" بمواجهة عقوبات قاسية.. هل تنجح؟


وأما الملاحظة الرابعة، والتي تتعلق بـ"تركيز الاستراتيجية الأمريكية"، حيث أعلنت "الولايات المتحدة أن هدف الضغط هو تغيير أساسي في سلوك النظام الإيراني"، وفق الصحيفة العبرية التي نوهت أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وضع 12 طلبا مفصلا، وهو ما رأى فيها البعض نية الإدارة الأمريكية تغيير النظام الإيراني الحالي".


وتابعت: "في هذه الظروف، وكلما تعمق الشعور الإيراني بأن هذا التهديد هو الهدف السامي لواشنطن، فإن احتمال أن تدخل إيران لمفاوضات جوهرية، يتضاءل بصورة دراماتيكية، وفي المقابل يزداد الخطر بأن ترد بتوسيع مشروعها النووي أو زيادة هجمات لأذرعها ضد قوات ومصالح أمريكية في المنطقة".


وقدرت "هآرتس"، أنه "من أجل محاولة تغيير هذه الديناميكية الإشكالية يجب على واشنطن تركيز طلباتها، وتعديل الاتفاق النووي، ومنع المساعدة في الوسائل القتالية والمعدات العسكرية (عناصر ودول) طبقا لقرارات مجلس الأمن وكبح برنامج صواريخ أرض-أرض الدقيقة".


وإضافة لما سبق، نبهت أنه "من المهم أن تعرض واشنطن على طهران عدد من الإغراءات مقابل التعاون، وكذلك تواصل التوضيح بأنها لا تسعى لتغيير النظام في إيران، كما أعلن مستشار الأمن القومي بولتون، خلال زيارته لإسرائيل".