والسؤال: لماذا توجه المناورات المصرية المشتركة مع أي من دول العالم نحو المنطقة الغربية للبلاد، دون إطلاقها بالمنطقة الشرقية أو بالقرب من شبه جزيرة سيناء؟، وفي المقابل أطلق الجيش الإسرائيلي بمشاركة أمريكية في شباط/ فبراير 2018، مناورات واسعة لفحص جاهزية القوات البرية والشبكة اللوجستية في حالة الطوارئ على الجبهة الجنوبية المشرفة على حدود قطاع غزة وسيناء، وتم فيها استدعاء قوات الاحتياط.
طبيعة الأرض.. وخطط العمليات
وفي رده على هذه التساؤلات، قال السياسي المصري الدكتور محمد محيي الدين، إن "السبب يتعلق بطبيعة الأرض ووجود السكان، موضحا أن "منطقة شرق النيل بدءا من جنوب السويس وحتي الحدود السودانية تتسم بالطبيعة الجبلية وبمحدودية الطرق وبضيق الحيز المكاني المتاح للتدريب المحصور بين سلسلة جبال البحر الأحمر وساحل خليج السويس والبحر الأحمر".
البرلماني السابق، أضاف لـ"عربي21"، "أما عن سيناء ذاتها ففي الماضي كانت ملاحق معاهدة السلام تقيد حق مصر في عدد الأفراد والمعدات ونوعية السلاح؛ مما يستحيل معه إجراء مناورات واسعة إلا بنطاق المنطقة (أ) المحاذية لقناة السويس؛ ومع وجود الحرب علي الإرهاب الآن فقد صار عمل مناورة في سيناء غير عقلاني من الناحية العسكرية لوجود عمليات فعلية تتم علي الأرض".
ويرى محيي الدين، أن "الكثافة السكانية العالية والتصاق الكتل السكنية بالمناطق الزراعية بمنطقة غرب قناة السويس تجعل من إجراء مناورات بهذه المنطقة غير فعال إلا أن تكون مناورات جوية فقط".
وقال الأكاديمي المصري، "وعلى العكس من هذا فإن طبيعة المنطقة الغربية تتسم بمحدودية بل وندرة السكان والمساحات الشاسعة وبطبيعة أرض مستوية؛ وهو ما يتشابه لحد ما مع طبيعة أرض شمال سيناء ويجعل إجراء مناورات بأعداد أفراد ومعدات كبيرة ممكن وميسور"، موضحا أنها "ولذلك هي الاختيار الموضوعي لإجراء مناورات مشتركة مع قوات غير مصرية".
السلام الدافئ.. وخطف الأضواء
ومن ناحية أخري، أوضح أن "متطلبات أمن خطط العمليات ألا تجعل قوات دول أخري تجري مناورات وتتعرف علي طبيعة وطبوغرافية الأرض التي تشكل جزءا رئيسا من خطط عمليات قواتنا المسلحة بسيناء وهو المكان الأبدي لخوض حروب مصر مع أعدائها".
ويعتقد ناب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية مجدي حمدان موسى، أن السبب يتمثل في 3 أمور، أولها: أن "(محمد نجيب) قاعدة محكمة يمكن من التحكم في المناورات والتدريبات باختلاف أنواعها وتواجدها وهو مايجعل الأمور مطمئنة إلى حد كبير للقائمين على تلك التدريبات وخاصة أنها متعددة الجنسيات".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف أن الأمر الثاني: هو "الحالة المتعايشة من سلام دافئ مع الكيان الصهيوني والتوتر المتجدد يوميا بالشأن الفلسطيني وفاعليات التظاهر والذي يجبر القيادة العسكرية بالابتعاد عن الجهة الشرقية للبلاد حتى لا تسوء الأمور وتخوفا من إطلاق أية ذخائر بالخطأ فتصنع أزمة دولية".
وأوضح أن الأمر الثالث" هو الأضواء المسلطة على المنتدى العالمي الثاني للشباب بشرم الشيخ وزخم هذا المؤتمر؛ وبالتالي لابد ألا تحيد بوصلة الإعلام عن هذا المؤتمر بالانشغال بالتدريبات العسكرية، لو أقيمت في نفس المنطقة".
اقرأ أيضا: تدريبات درع العرب بمصر ..هل تكون بداية الـ"ناتو" العربي
حمدان، وقبل عقد مناورات النجم الساطع مابين مصر وأمريكا بقاعدة محمد نجيب، بشهر، كان قد تساءل في أيلول/سبتمبر 2017، عبر صفحته بـ"فيسبوك": "لماذا قاعدة محمد نجيب؛ رغم أن المناورات السابقة كانت من فترة زمنية قريبة ودائما ماكانت في منطقة سيناء".
"تغير العدو"
وفي تعليقه يرى العقيد متقاعد محمد بدر، إنه يجب تويجه هذا السؤال مرة أخرى للدولة المصرية لمعرفة السبب؟، مفسرا حصر المناورات بالمنطقة الغربية بقوله لـ"عربي21": "من الواضح الآن أن الإرهاب أصبح هو العدو لمصر وليست إسرائيل؛ مع الأسف الشديد".
كيف حول جيش السيسي سيناء لسجن كبير.. خبراء يجيبون؟
لماذا هدد السيسي مبارك بقضية مقتل محجوب؟.. خبراء يجيبون
قانون "الاعتمادات الحكومية" الباب الرسمي لتقنين فساد نظام السيسي