ملفات وتقارير

هل تساعد عُمان نتنياهو للتوصل إلى تفاهم مع إيران والسعودية؟

لوبلوغ: السلطان قابوس أخذ العالم على حين غرة عندما استضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي- جيتي

نشر موقع "لوبلوغ" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن الدعم الذي تقدمه سلطنة عمان لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أجل فرض السياسة الإسرائيلية في المنطقة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن السلطان قابوس أخذ العالم على حين غرة عندما استضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مسقط، الأسبوع الماضي. والجدير بالذكر أن قابوس بن سعيد، الذي تلقى تعليمه في بريطانيا، والذي تعد فترة حكمه الأطول بين ملوك العالم العربي، لعب دورا هاما منذ توليه الحكم في سنة 1970، لسدّ الفجوة بين واشنطن وطهران وبين إسرائيل والدول العربية.

وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من معارضة نتنياهو الشديدة لخطة العمل الشاملة المشتركة وممارسة الضغط على إدارة ترامب لإلغائها بالكامل، إلا أن زيارته إلى مسقط تم تنسيقها بشكل وثيق مع البيت الأبيض، وبمباركة صهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، على وجه الخصوص، للمساعدة في تقديم العرب للدعم من أجل سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 

ومن خلال دعوة نتنياهو، أظهرت سلطنة عمان شجاعة دبلوماسية كبيرة عبر السعي لاستيعاب قوتين إقليميتين، وهما إسرائيل وإيران، الأمر الذي لا تتقبله دول الخليج العربية.

ونوه الموقع بأن توقيت محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي في مسقط يتزامن مع غضب دولي متزايد إزاء مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول. ومن وجهة نظر عمان، تساهم قضية خاشقجي بشكل أكبر في انعدام الاستقرار في شرق أوسط متقلب.

وتعتقد مسقط أن إسرائيل هي قوة استقرار في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التوتر القائم بين تركيا والسعودية. من هذا المنطلق، تسعى سلطنة عمان إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال دعم عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة، عبر إشراك نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، علانية.

وأشار الموقع إلى أن سلطنة عمان تدرك أيضا أن الرأي العام العربي يؤيد القضية الفلسطينية بشكل مباشر، وهو ما يفسر سبب إرسال قابوس بن سعيد رسالة شخصية إلى عباس بعد الاجتماع مع نتنياهو مباشرة، حيث عبر فيها عن دعمه لإقامة دولة فلسطينية. ومن خلال الرسالة، سعى السلطان قابوس إلى البعث بإشارة إلى عباس بأن عمان لم تتخل عن القضية الفلسطينية في الوقت الذي كانت فيه الانتقادات العربية والفلسطينية لزيارة نتنياهو أمرا لا مفر منه.

في أعقاب زيارة نتنياهو، أكد وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، أن سلطنة عمان لا تسعى إلى "لعب دور الوسيط" بين إسرائيل وفلسطين، لكنها تسعى إلى الجمع بين الطرفين. وأضاف بن علوي أن "دورنا الرئيسي في عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين يتوافق مع الإدارة الأمريكية. إن إقامة دولة فلسطينية ضرورة إستراتيجية، ومن دونها لن يكون هناك استقرار في المنطقة".

وقال الموقع إنه على الرغم من أن سلطنة عمان وإسرائيل لا تربطهما في الوقت الراهن علاقات دبلوماسية رسمية، إلا أن البلدين قبل زيارة نتنياهو حافظا على علاقات منخفضة المستوى من خلال مركز الشرق الأوسط لأبحاث تحلية المياه، وهي منظمة مقرها في مسقط، وتكرس جهودها لتوحيد العلماء الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب للتعاون في مجال الأمن المائي.

وأشار الموقع إلى أن دعم السلطان قابوس لصنع السلام العربي الإسرائيلي يعود إلى سنة 1979، عندما مثلت عمان، الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تقاطع مصر بعد أن وقع رئيسها أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل. بالمثل، وفي أعقاب اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية في سنة 1994، سعى السلطان قابوس إلى تكريم صديقه ومرشده، الملك حسين ملك الأردن، من خلال دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إسحاق رابين، إلى مدينة صلالة العمانية الجنوبية.

وأضاف الموقع أنه من بين جميع الأنظمة الملكية العربية، تحافظ عمان على علاقات ودية مع إيران. ولم يتجاوز انتقاد طهران لقرار قابوس باستضافة نتنياهو حده الأدنى، حيث لم يطلق الرئيس حسن روحاني أو المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أي تصريحات. ولو أن نتنياهو زار أي دولة خليجية أخرى، لكان من المحتمل أن تعرب إيران عن غضب شديد. علاوة على ذلك، كانت الإدانة العربية والفلسطينية لزيارة نتنياهو ضعيفة.

وبين الموقع أن مسقط تدرك أنه لا يمكن التوصل إلى معاهدة سلام شاملة بين إسرائيل وفلسطين من دون دعم المملكة العربية السعودية. ولتحقيق هذه الغاية، يبدو أن قابوس يحاول التوفيق بين ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان، حيث من المقرر أن يقوم ولي العهد السعودي بزيارة مسقط في وقت قريب، كجزء من مساعي سلطنة عمان لنزع فتيل التوترات الإقليمية التي تفاقمت بسبب قضية خاشقجي.

وفي الختام، أوضح الموقع أنه من خلال مساعدة ابن سلمان في الخروج من مأزق مقتل خاشقجي، يسعى السلطان قابوس إلى حشد الدعم العربي لجارة عمان القوية، المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي يستغل فيه القضية الإسرائيلية الفلسطينية لتعزيز الصلة بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل؛ من أجل استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط عبر إقامة دولة فلسطينية.