سياسة عربية

الحراك الليلي والبحري بغزة.. إشغال للاحتلال من البر للبحر

أبو شمالة: الحراك البحري والليلي هو أحد الشواهد على تطور مسيرات العودة ونموها وتصاعدها- عربي21

أكد متحدثون فلسطينيون، أن الحراك الليلي اليومي والبحري الأسبوعي بغزة، الذي يأتي ضمن فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار، هو "خطوة متقدمة" نجحت في إشغال وإرباك قوات الاحتلال الإسرائيلي من البر إلى البحر.
 
قنبلة موقوتة

 

وأوضح المتحدث باسم الحراك البحري، بسام مناصرة، أن "الحراك الشعبي بأدواته المختلفة يأتي في إطار إصرار وقرار شعبنا كسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، والمضي قدما في تحقيق ذلك".
 
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، أن "الشعب الفلسطيني لن يلتفت لأي مبادرات سياسية ما لم تقدم مسبقا إجراءات فعلية على الأرض لكسر الحصار"، لافتا إلى أن "رسالة الحراك البحري والبري للعالم، أن من حق غزة أن تنعم بحياة كريمة تلامس احتياجات سكان القطاع، البالغ عدده أكثر من 2 مليون إنسان".
 
وطالب مناصرة دول العالم وكافة المؤسسات الدولية بـ"سرعة التحرك لإنقاذ أهل غزة من الحصار الإسرائيلي"، مؤكدا أنه "في حال لم تستجب لمطالب شعبنا الإنسانية، سيتحول 2 مليون إنسان لقنبلة موقوتة تتفجر في وجه الاحتلال".
 
ولفت المتحدث باسم الحراك البحري، أن "إسرائيل ما زالت تمعن عبر العديد من الوسائل والأساليب في خنق أهل غزة"، وفق وصفه.
 
من جانبه، أكد المختص بالشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، أن "حراك الإرباك الليلي الجديد هو تطور مهم ومؤثر دفع إسرائيل إلى إرسال الوفد المصري لقطاع غزة؛ من أجل الضغط على حركة حماس والفصائل الفلسطينية لوقفه".
 
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "هذه الأدوات الشعبية المقاومة بدأت تتطور مع قرب دخول الشتاء؛ لأن الاحتلال كان ينتظر هذا الفصل للتخلص من خطر الحرائق التي تسببها البالونات والطائرات الورقية".
 
خطوة متقدمة


وتوقع بشارات أن "تشهد المرحلة القادمة ضغطا من نوع آخر يتناسب وظروف الطقس، وهذا سيكون أشد تأثيرا وإشغالا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي عول على تراجع أعداد المشاركين في فعاليات مسيرة العودة، لكن توقعاته انعكست".
 
وأكد المختص أن "الإبداع الغزاوي القادم من شأنه أن يربك حسابات الاحتلال وجيشه، ويشكل نقطة ضغط عليه، وربما تجبره على التراجع خطوات بشأن حصار غزة"، وفق تقديره.
 
كما أوضح الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن "الحراك البحري هو خطوة متقدمة، أضافت بعدا مكانيا لمسيرات العودة السلمية التي كانت مقتصرة على منطقة السياج الفاصل، وانتقلت بها من اليابسة إلى البحر، كما أن إبداع الإرباك الليلي لقوات الاحتلال أضاف بعدا زمانيا لمسيرات العودة".
 
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، بأن "لانتقال الفعاليات الشعبية من النهار إلى الليل ومن البر إلى البحر، معاني وأبعادا ستؤثر على جولة المواجهات القادمة التي لن تقف على المواجهة البرية وإنما البحرية، في ظل تواصل المواجهة في السماء، والتصعيد عبر البالونات الحارقة، وهو بعد جديد في طريقة تطوير الأدوات والتصعيد مع الاحتلال".
 
وذكر أبو شمالة أن الحراك البحري والليلي هو أحد الشواهد على تطور مسيرات العودة ونموها وتصاعدها، وقابليتها لمزيد من استثمار الواقع، وتوظيف قدرات الشباب الفلسطيني الإبداعية".
 
من جهته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله العقاد، أن "غزة أبدعت في استنحات أوراق القوة، وتظهير القضية الفلسطينية، وتصدير مفاعيل الحصار الظالم إلى حيث المحاصرين".
 
التطور الأبرز


ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن مسيرات العودة وكسر الحصار "تحولت لانتفاضة متجددة، بأساليب ووسائل إبداعية ابتكرتها العقول الثائرة، لتصدع استقرار العدو، وتشغله طول الوقت بما لا يدع له مجالا للراحة".
 
وذكر العقاد أن هذه "المسيرات الشعبية، والتي انطلقت من منطقة السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، بدأت تنطلق في ساحات جديدة، منها النقاط الأمنية ممثلة بمعبر إيرز وناحل عوز"، معتبرا أن "التطور الأبرز في فعاليات مسيرة العودة هو الحراك البحري الأسبوعي المسنود جماهيريا في شمال القطاع مقابل زيكيم، إضافة للحراك الليلي اليومي".
 
ورأى أنه "ليس أمام أبناء الشعب الفلسطيني في غزة إلا الصمود والاستمرار في الفعل النضالي حتى ينتزع حقوقه الوطنية المشروعة".
 
وتشهد جميع مناطق غزة الشرقية القريبة من السياج الفاصل مواجهات ليلية مع قوات الاحتلال، تشرف عليها وحدة "الإرباك الليلي" التابعة للهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، التي تسير أسبوعيا حراكا بحريا في منطقة شمال قطاع غزة.
 
وأدى القمع الدموي من قبل قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة بغزة إلى ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 186 شهيدا، والجرحى لأكثر من 20 ألف مصاب بجراح مختلفة، وفق إحصائية وصلت "عربي21" نسخة عنها، صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
 
وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس الماضي، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، وتم إقامة خمسة مخيمات مؤقتة على مقربة من الخط العازل الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.