ملفات وتقارير

إسرائيل تترقب رد موسكو على حادثة الطائرة.. كيف يكون الثمن؟

أكد كاتب إسرائيلي أن "إسقاط الطائرة الروسية يخدم مصلحة نظام بشار الأسد، الذي يفهم لعبة الكرملين المزدوجة"- جيتي

تحدثت صحف إسرائيلية الخميس، عن حالة الترقب التي تملأ وجوه قادتها السياسيين، نظرا لتوتر العلاقات مع موسكو على خلفية إسقاط الطائرة الروسية في سوريا قبل يومين ومقتل 15 جنديا روسيا.


وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مقالها الافتتاحي إن "الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا مهما كانت ذكية، إلا أنها انتهت بأزمة دبلوماسية لا داعي لها مع قوة عظمى عالمية"، مؤكدة أن "تحقق الأهداف العسكرية لا يعني نجاح العملية، بل على العكس فإن هذا فشل لأنه في الشرق الأوسط لا توجد وجبات بالمجان"، بحسب تعبيرها.


وأوضحت الصحيفة أن "إسرائيل ستدفع الثمن بعد فقدان موسكو طائرة استخبارية إلكترونية على متنها 15 ضابطا، من خبراء الاستخبارات ورجال الفريق الجوي"، مضيفة أنه "صحيح لن ينفذ الروس صباح غد عملية رد ضد قواعد سلاح الجو، مثلما اقترحوا في اللجنة الأمنية للبرلمان الروسي، لكن إسرائيل ستكون مطالبة الآن أكثر مما في الماضي بأن تكيف سلوكها ضد أهداف على الأرض السورية مع المصالح الروسية".


وأشارت إلى أن "النتائج واضحة في الميدان بشكل فوري"، مبينة أن "السلطات اليونانية أعلنت أمس بأن الروس أوضحوا أن نيتهم أن ينفذوا ابتداء من اليوم مناورة جوية مفاجئة على مدى ستة أيام، في المساحة التي بين نيقوسيا والمنطقة التي استخرجت منها أجزاء من الطائرة التي أسقطت في البحر أمام اللاذقية".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: هل تفرض موسكو قيودا على قصف إسرائيل بسوريا؟


ورأت أن "ذلك يوضح أن المنطقة الجوية الكبرى هذه ستكون مغلقة تماما أمام الطيران من كل نوع مهما كان"، معتقدة أن "هذه هي المرحلة الأولى في النية الروسية لإغلاق منطقتين لدخول الطائرات الأجنبية في منطقة الشاطئ السوري وفي دمشق، ما سيقيد جدا كل نشاط إسرائيلي جوي في هاتين المنطقتين، وهذا هو الرد الفوري على إسقاط الطائرة".


وذكرت الصحيفة أن "القيادة الإسرائيلية تصببت عرقا بما يكفي بعد إسقاط الطائرة الروسية"، مؤكدة أن "الروس فهموا بعد هذه الحادثة أن بإمكانهم تحقيق إنجازات إستراتيجية حيال إسرائيل، ولهذا فلم يسارعوا ليوجهوا الاتهامات على الفور، واستغرق الأمر 12 ساعة لدراسة وتحليل الحدث".


وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "هآرتس" في مقال لكاتبها عاموس هرئيل إن "هناك تعقيدات في العلاقات بين روسيا وإسرائيل"، موضحة أن "روسيا تستطيع أن تطالب بتحذير مسبق لوقت أطول قبل الهجمات أو أن تحدد مناطق حظر طيران للطائرات الإسرائيلية أو تزويد الأسد بأنظمة دفاع جوية حديثة، والتي امتنعت حتى الآن عن تزويد نظام الأسد بها".


واعتبرت الصحيفة أن "الحادثة أوقعت إسرائيل في ورطة مع الروس، ما قد يؤثر بصورة سيئة على حرية العمل الإستراتيجي التي يتمتع بها سلاح الجو الإسرائيلي في الجبهة الشمالية"، مشددة على أن "إسرائيل ما زالت تنتظر رؤية ما هي الخطوات التي ستتخذها روسيا".


وتوقعت أن "تطلب موسكو من تل أبيب إعطاءها تحذيرا مبكرا أكثر قبل الهجمات، أو تحديد منطقة محظور للطيران الإسرائيلي التحليق فيها والقريبة من قواعدها العسكرية في شمال سوريا"، مضيفة أنه "يجب أن نتذكر دائما الدرس الأول في التاريخ العسكري وهو لا تلعب مع الروس".

 

اقرأ أيضا: هكذا سترد موسكو على إسرائيل بعد إسقاط طائرتها بسوريا


وحول تصريحات بوتين بأن بلاده ستتخذ خطوات لحماية رجالها ومنشآتها في سوريا، قالت الصحيفة الإسرائيلية إن "التفسير العملي لهذه الأقوال سيتضح في الأيام القريبة"، معتبرة أنه "في حال قررت روسيا أن تظهر طوال الوقت خطا متشددا، فإنها تستطيع التشويش على حرية العمل الإسرائيلية في سماء سوريا، لا سيما في شمال غرب الدولة".


من جهته، قال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان، إن "إسرائيل ستضطر إلى التدقيق أكثر بالنسبة للمنطقة التي ستتعرض لأي هجوم قادم"، مؤكدا أن "إسقاط الطائرة الروسية يخدم مصلحة نظام بشار الأسد، الذي يفهم لعبة الكرملين المزدوجة".


وفسر ميلمان تصريحات بوتين التي جاءت أقل حدة من بيان وزارة الدفاع الروسية، أنها "ستدفع إسرائيل إلى تحسين تنسيقها مع روسيا، كي لا تتكرر الحادثة الأخيرة"، مشيرا إلى أن "بيانات التنسيق الإسرائيلية السابقة إلى روسيا لا تسلم إلا قبل وقت قصير من الهجوم، وهي عمومية جدا، ولا توضح أهداف الهجوم".


وتوقع أن "يحدث تغيير في هذه البيانات، وستضطر إسرائيل إلى أن تستبق ببضع دقائق الإخطار بالهجوم"، مستدركا بقوله إنه "لا يزال لإسرائيل حرية عمل ومناورة للعمل في سوريا، لأن بوتين لم يقل لا بعد، وبتعابير كرة القدم لم يرفع لإسرائيل سوى بطاقة صفراء"، بحسب تعبيره.