صحافة دولية

هل ستكون قاعدة أمريكا الجديدة أقوى من قاعدة حميميم الروسية؟

قالت الصحيفة إنه حسب مصادر عسكرية ودبلوماسية سيتم بناء مطار عسكري في مدينة "الشدادي"- روسيا اليوم

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الهجوم الصاروخي الأمريكي المحتمل على مواقع الجيش السوري، ومن المتوقع أن ينفذ هذا الهجوم انطلاقا من قاعدة جوية أمريكية جديدة، ووفقا لوسائل إعلام عربية وروسية، وحسب الخبير اللبناني نضال سابي، يجري بناء هذه القاعدة شمال شرق سوريا في محافظة الحسكة.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه حسب مصادر عسكرية ودبلوماسية سيتم بناء مطار عسكري في مدينة "الشدادي" التابعة لمحافظة الحسكة، حيث سيتمكن المختصون الأمريكيون من استقبال طائرات نقل عسكرية، كما تشير بعض المصادر إلى أن هذا المطار العسكري سيتفوق من الناحية العسكرية على قاعدة حميميم الجوية الروسية.


وإلى جانب العقوبات الاقتصادية المسلطة على روسيا، تعتزم واشنطن حرمان موسكو من مواقع نفوذها في سوريا خاصة ومن نفوذها في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ويبدو أن واشنطن ستحاول استغلال مسألة الهجوم الكيميائي لإضعاف موقف الأسد، وفي الوقت الحالي، تتركز أغلب العمليات العسكرية في سوريا في محافظة إدلب، التي يقطن بها ثلاثة ملايين شخص، وقد أعلنت دمشق اعتزامها القيام بمسح شامل لأراضي شمال سوريا.


وأشارت الصحيفة المقربة من الكرملين إلى أن العملية العسكرية في إدلب، التي تستهدف الجماعات المسلحة غير الشرعية، تتزامن مع تهديدات غربية بضرب منشآت حكومية سورية في حال استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية، ويعتقد قائد المركز الروسي لمصالحة أطراف النزاع في سوريا، اللواء أليكسي تسيجانكوف، أن ممثلي منظمة "أصحاب الخوذ البيضاء" يستعدون لهجوم كيميائي في إدلب، مع العلم أنهم قاموا سابقا بإجراءات مماثلة.


وعلى إثر الهجمات الكيميائية السابقة، قام التحالف بقيادة الولايات المتحدة بشن هجوم على دمشق في ربيع سنة 2017 وسنة 2018، وعلى العموم، تعتقد وزارة الدفاع أن دمشق ستتعرض في المستقبل القريب لهجوم صاروخي جديد.

 

اقرأ أيضا: هل سيشن نظام الأسد عملية عسكرية ضد إدلب؟


وأفادت الصحيفة بأن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشنكوف، أكد أنه "جنوب منطقة خفض التصعيد في إدلب، وصل خبراء ناطقون باللغة الإنجليزية إلى سوريا لشن هجوم كيميائي ضد المدنيين".


وأضاف الجنرال أنه "من المقرر إطلاق مواد سامة خلال اليومين القادمين من منصات إطلاق الصواريخ الواقعة في مستوطنة كفر الزيت، التي تبعد ستة كيلومترات جنوبي قرية الهبيط".


ومن الواضح أن بعض القوى الخارجية تستعد من جديدة لاستفزازات كبيرة في سوريا باستخدام مواد سامة، لزعزعة الاستقرار في المنطقة وتعطيل المفاوضات الجارية لأجل تسوية الأزمة السورية، وحسب وزارة الدفاع الروسية، يعتبر هذا السيناريو محتملا جدا خاصة مع وصول المدمرة الأمريكية "يو إس إس سولفيان" إلى الخليج العربي منذ أيام، إلى جانب 56 صاروخ كروز على متن طائرة، كما وصلت القاذفة الاستراتيجية الأمريكية إلى قاعدة "العديد" في قطر مع 24 صاروخا مجنحا.


وذكرت الصحيفة أن مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جون بولتون، أكد في مقابلة مع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن "إمكانية تسديد البنتاغون لضربة صاروخية ضد الأسد كبيرة جدا، في حال استخدم الأسلحة الكيميائية".

 

اقرأ أيضا: 16 طائرة مسيّرة هاجمت قاعدة "حميميم" في سوريا بنصف شهر


وأضافت الصحيفة أن أهداف الولايات المتحدة وحلفاءها ضد دمشق واضحة تماما، فليس من قبيل المصادفة وصول فرقاطة "الأدميرال إيسن" و"الأدميرال غريغوروفيتش" إلى البحر الأبيض المتوسط، وقد صممت هذه السفن الحديثة من أجل الرحلات البحرية لمسافات طويلة والقتال ضد سفن وغواصات تابعة لأي عدو محتمل، بالإضافة إلى قدرتها على صد الهجمات الجوية والضربات الصاروخية.


ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري فلاديمير بوبوف قوله إن "السفن الروسية وصلت إلى البحر الأبيض المتوسط لإظهار قدرتها على احتواء أي اعتداء من قبل الأطراف التي تسعى لشن هجماتها على النظام السوري"، ومع ذلك، أقر الخبير بأنه غير متأكد من نجاعة مثل هذه الخطوة البحرية الروسية لمنع التحالف الأمريكي من شن ضرباته الصاروخية ضد دمشق.


وحيال هذا الشأن، أشار الخبير اللبناني نضال سابي إلى أن "الولايات المتحدة وحلفاءها يريدون استفزاز دمشق من خلال استخدام الأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب، مما سيساهم في توتر الأوضاع في شمال سوريا"، كما أشار سابي إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا ستواصلان العمل في سوريا، من خلال استخدام مسألة الأسلحة الكيميائية كذريعة للاستمرار في التدخل المسلح في سوريا.

 

اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": قاعدة عسكرية روسية جديدة بريف حماة الشمالي


وأوضحت الصحيفة أن موسكو وطهران تدعمان العملية العسكرية التي ستنفذها قوات الأسد وحلفاؤه في محافظة إدلب، في المقابل، لا تزال ردة فعل تركيا غير واضحة، وعلى الرغم من زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الدفاع خلوصي أكار لموسكو خلال الأسبوع الماضي، حيث التقيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن نتائج الاجتماع غير معلومة.


وبينت الصحيفة أن مولود جاويش أوغلو أشار في مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إلى أن "العملية العسكرية في إدلب الهادفة لدحر الإرهاب، قد تنتج موجة جديدة من اللاجئين، ما قد يؤثر سلبا على مصداقية تركيا وروسيا في سوريا، لذلك، نحن بحاجة إلى مزيد العمل المشترك للحفاظ على ما حققناه إلى حد الآن، والتفكير في الجهد الذي يجب بذله مستقبلا فيما يتعلق بمسألة اللاجئين".