من المتوقع أن تشهد الأيام الأخيرة من الشهر لجاري الكثير من التقلبات في الأسواق العالمية، بالنظر إلى الأحداث القادمة وآثار ما جرى خلال الفترة الماضية.
وستتجه أنظار السوق والمستثمرين من جميع أنجاء
العالم إلى المؤتمر السنوي للاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول، وهو المؤتمر الذي
سيتحدث فيه رئيسه جيروم باول الجمعة، فيما سيعقد مسؤولو البنوك المركزية حول
العالم محادثات معمقة تتعلق بالسياسات المالية والاقتصادية.
ولا تزال الأزمة التي تمر بها الليرة التركية تحت
أنظار الأسواق في جميع أنحاء العالم، ولكن مسألة المحادثات الجارية حاليا ربما
ستحظى باهتمام أكبر خلال الفترة المقبلة، بسبب التأثيرات الملحوظة التي ألقت
بظلالها على أداء الأسواق الأمريكية والآسيوية جراء ذلك، حيث وصل المسؤولون
الأوروبيون إلى العاصمة واشنطن لمناقشة موضوع التجارة الاثنين، وهي المحادثات التي
ستتضمن العديد من الأطراف من الصين والمكسيك والولايات المتحدة وغيرها.
وتعلق الأسواق آمالا كبيرة في التوصل إلى اتفاق يزيل
مخاوف المستثمرين من الحرب التجارية الدائرة حاليا، بيد أن التركيز الأكبر سيكون
في المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة مع الصين يومي الأربعاء والخميس، خاصة أنه لا وجود لأي إشارات على إمكانية التوصل إلى اتفاق مرض لجميع الأطراف، ووجود
احتمالية فرض المزيد من الرسوم بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.
اقرأ أيضا: أوبزيرفر: المال أداة حروب ترامب.. هل يؤدي لنتائج عكسية؟
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الجمعة
الماضي، تقريرا ذكرت فيه أن المحادثات بين الولايات المتحدة والصين لم يتم
التوصل فيها إلى أي حلول واقعية، ولكن اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكي
والصيني في نوفمبر المقبل، ربما يؤدي إلى تخفيض لهجة التصعيد الحالية بين الدولتين.
وقال محللون إنه "لولا الحرب التجارية التي
ألقت بظلالها السلبية على الأسواق العالمية، فإن أداء الأسواق كان ليصل إلى
مستويات أفضل من التي يتم تحقيقها حاليا".
ومن المقرر أن يعقد وانغ شوين نائب وزير التجارة
الصيني الذي يقود وفدا صينيا إلى الولايات المتحدة، اجتماعات مع المسؤولين
الأمريكيين للحديث عن آفاق الحرب التجارية، ومن المتوقع أن يرأس ديفيد مالباس
وكيل وزارة الخزانة الأمريكية، فريق المحادثات الأمريكي.
وسجلت الأسهم العالمية أداء إيجابيا الأسبوع الماضي،
حيث حقق "أس آند بي 500" ارتفاعا بنسبة 0.6 بالمئة، فيما سجل مؤشر
ناسداك أداء أفضل من الأسبوع قبل الماضي رغم أنه أنهى تداولاته في النطاق السلبي.
وأشار خبراء إلى أن الفترة الماضية شهدت تقلبات
متفاوتة بالنسبة للأسواق العالمية، ومن المتوقع أن تستمر خلال الفترة المقبلة إلى
حين التوصل إلى اتفاق يقضى بإنهاء الحرب التجارية أو ظهور بوادر حقيقية لحلها،
إضافة إلى أن تمكن تركيا من التحكم في انهيار عملتها والمخاوف المرتبطة بديونها
الخارجية يمكن أن يكون له أثر إيجابي على الأسواق.
اقرأ أيضا: الحرب الاقتصادية.. هل تساعد تركيا بعقد تحالفات جديدة؟
وستتوجه الأنظار بشكل مكثف خلال الأسبوع الجاري على
مؤتمر الاحتياطي الفيدرالي، ومن المتوقع أن يؤدي إلى ردة فعل سلبية من جانب
الأسواق، فقد أشارت بعض التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي ربما سيدرس إجراء بعض
التغييرات في سياساته المالية الخاصة بالميزانية.
ورغم اتصاف المؤتمر بصبغة أكاديمية بعض الشيء، إلا
أن تأثيراته كبيرة جدا على الأسواق المالية حول العالم، وتخشى الأسواق من ظهور
أفكار جديدة في المؤتمر يتم تطبيقها لاحقا، ورغم أن جيروم باول يبدو متفائلا حيال
الآفاق الاقتصادية للولايات المتحدة، إلا أن الأسواق دائما ما تنظر للمؤتمر على
أنه منجم للأفكار المضادة للتوجهات الإيجابية للسوق.