صحافة دولية

الغارديان: كندا صندوق بريد.. وهذه رسالة ابن سلمان للغرب

الغارديان: حان الوقت لدعم كندا- جيتي

دعت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها الدول الأوروبية للوقوف إلى جانب كندا في الأزمة الأخيرة مع السعودية

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "نزعة التهور لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أدت إلى الإصلاحات (السماح للمرأة بقيادة السيارة) وحملات القمع لمن دعوا لها، مثل اعتقال النساء اللاتي دافعن عن حق المرأة بقيادة السيارة". 

 

وتشير الصحيفة إلى أنه عندما ردت أوتاوا على هذه الحملات مطالبة بالإفراج الفوري عن سمر بدوي، حيث تعيش عائلة شقيقها المدون رائف بدوي في كندا، فإن الرياض ردت على ما اعتبرته تدخلا مستهجنا في شؤونها الداخلية وبقوة، فطردت السفير الكندي، وألغت الرحلات الجوية بين البلدين، وجمدت التجارة والاستثمارات، واستدعت الطلاب والمرضى. 

 

وتورد الافتتاحية نقلا عن بعض التقارير، قولها إن السعودية تقوم ببيع أرصدتها في كندا، مشيرة إلى أن بعض الإجراءات التي اتخذتها السعودية، مثل استدعاء الطلاب والمرضى، يبدو ضررها على المواطنين السعوديين أكثر من الدولة المضيفة لهم، وهي كندا. 

وترى الصحيفة أن "هذا الرد المبالغ فيه يعكس حماقة رجل شن حربا على اليمن، وحصارا فشل في تركيع قطر، لكنه بالتأكيد يشعر بالجرأة بتبني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له، وبهجوم الأخير على رئيس وزراء كندا جاستين ترودو، فلم يكن مفاجئا عندما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لن تتدخل في هذا الشجار، وما كان مخيبا أكثر هو صمت الآخرين، فكل ما طلبته بريطانيا هو ضبط النفس من (حليفيها المقربين)، وقالت إنها تقوم وبشكل منتظم بمناقشة موضوعات حقوق الإنسان مع السعودية، بما فيها الاعتقالات الأخيرة". 

 

وتجد الافتتاحية أن "الرياض ترسل بمواقفها المتشددة من كندا رسائل للآخرين، فمع أن الإجراءات قاسية لكنها ليست جديدة، فقد دفعت الشركات الألمانية ثمن الموقف الذي أبدته الحكومة العام الماضي من احتجاز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري في الرياض". 

 

وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إن "من مصلحة الدول الأوروبية الوقوف معا، وإخبار ولي العهد السعودي بأن أفعاله لن تكون دون ثمن، وعلى غرار حملته لمكافحة الفساد، فإن هذه الأزمة مع كندا لن توفر الضمانات والتطمينات للمستثمرين، وتحتاج مهمته لتحديث السعودية لدعم خارجي".

 

ونشرت الصحيفة تحليلا تحت عنوان "تغريدة ثم تجميد التجارة: ابن سلمان يرسل رسالة"، جاء فيه أن الخلاف الأخير بين السعودية وكندا بدأ بتغريدة، ثم زاد ليشمل طرد سفير، وتعليق الرحلات الجوية، وتجميد الاتفاقيات التجارية. 

 

وتشير الصحيفة إلى أنه مع ذلك، فإن مسؤولين ومحللين يرون أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية لا يقصد بها كندا تحديدا، حيث يرون أن السعودية ترسل رسالة أكثر شمولا إلى الغرب، مفادها بأنها لن تقبل أي انتقاد لسياساتها الداخلية. 

 

ويلفت المقال التحليلي، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الخلاف بدأ عندما أعلنت وزارة الخارجية الكندية عن قلقها إزاء اعتقال نشطاء المجتمع المدني وحقوق المرأة في السعودية.

 

وتقول الصحيفة إنه كان يجري التعامل مع مثل هذه الانتقادات من حلفاء السعودية في الأعوام الماضية في تكتم، وخلف أبواب مغلقة، مشيرة إلى أن هناك شعورا وسط الدبلوماسيين في الرياض وغيرها من مناطق العالم العربي، بأن القيادة الجديدة في السعودية تريد التأكيد على مجموعة جديدة من القواعد في اللعبة الإقليمية، وأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يشعر بأن لديه الدعم للقيام بذلك.

 

ويفيد المقال بأن التفكير الجديد في السعودية هو أن كرمها قد استغل، وأن حلفاءها، خاصة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قد خذلوها.

 

وترى الصحيفة أن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض غير الأمر برمته، حيث أعطى موقفه إزاء المملكة وإزاء الشرق الأوسط عامة، الكثير من الراحة للسعودية، فالولايات المتحدة ترفض نقاش حقوق الإنسان مع حلفائها أو خصومها، بالإضافة إلى أنه يبدو أن قضية حقوق الإنسان لا تلقى الكثير من الاهتمام من ترامب. 

 

وتختم "الغارديان" تحليلها قائلة إن "كندا أصبحت، دون قصد منها، وسيلة تبلغ بها السعودية رسالة تقول فيها: (لا تتحدوننا في ما يتعلق في شؤوننا المحلية)".