ملفات وتقارير

هكذا قرأ محللون دور الوساطة المصرية بين المقاومة والاحتلال

محللون قالوا إن استمرار التصعيد لا يصب في المصلحة الفلسطينية- جيتي

قدم محللون سياسيون وخبراء عسكريون قراءة في دور الوساطة المصرية بين المقاومة الفلسطينية في غزة، والاحتلال الإسرائيلي عقب التصعيد بين الجانبين السبت.


وبينما شكك بعضهم بنجاعة دور الوساطة المصرية باعتباره أمرا ضارا بالمقاومة، رأى آخرون أن مصر تستند في وساطتها على رغبة الطرفين(المقاومة والاحتلال) في عدم التصعيد، مشددين على أن دورها في وقف إطلاق النار يعتبر مصلحة فلسطينية عليا في هذا الوقت بالذات.
 
وقال المحلل السياسي حمزة أبو شنب إن المعطيات الميدانية والسياسية تدل على المقاومة والاحتلال لا يرغبان في تصعيد المواجهة، الأمر الذي يعطي الوسطاء هامش من مريح من المناورة.


وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن العدوان على غزة مرتبط بتطور ميداني وليست بقرار مواجهة سواء من المقاومة في غزة أو الاحتلال، لافتا في هذا الصدد إلى أن الاحتلال يحاول كسر المعادلة التي فرضتها المقاومة والقائمة على الرد الفوري على أي تصعيد.

وشدد بقوله: "لا أعتقد أن دور الوسيط المصري في وقف التصعيد سيكون على حساب كسر هذه معادلة الهدوء مقابل الهدوء، والمقاومة واضح أنها لم تستشر أحدا في ردها، وتملك زمام المبادرة".


ومستندا إلى معلومات ومعطيات أكد أبو شنب أنه: "لم يمارس على حماس وأجنحة المقاومة في غزة أي ضغط مصري، أو من أطراف لتثبيت وقف إطلاق النار الذي أعلن السبت في غزة، والوساطة التي تمت ليست مصرية فقط بل هناك وسيط قطري وآخر أممي، لكن الدور المصري كان الأسرع استجابة كونه يحظى بعلاقة جيدة مع طرفي الصراع".

من جهته قال الخبير العسكري واصف عريقات إنه ليس هناك مصلحة فلسطينية في استمرار المواجهة مع الاحتلال خاصة بعد النجاحات التي حققتها مسيرات العودة، ومحافل أخرى، معتبرا أن دور مصر في وقف إطلاق النار "مصلحة فلسطينية".


وأضاف عريقات في حديث لـ"عربي21" أن التركيز الفلسطيني حاليا يجب أن ينصب على ما يؤذي إسرائيل، والمتمثل في العمل الشعبي الجماهير(مسيرات العودة) التي تقف إسرائيل عاجزة أمامها". محذرا من مساعي إسرائيل لتحويل فشلها أمام التحركات الشعبية الفلسطينية؛ إلى تصعيد عسكري تهدف من خلاله إلى المقاومة لمواجهة شاملة هي المستفيدة منها.


لكن الخبير العسكري قال إن المقاومة قد تذهب في أي وقت إلى مواجهة مفتوحة مع الاحتلال وهي تملك زمام المبادرة اذا ما شعرت أنها بحاجة إلى تصعيد عسكري.

ومتفقا مع عريقات، قال الخبير العسكري والأمني محمود العجرمي إن المقاومة أثبتت أنها تتعاطى بشكل مستقل مع تطورات الميدان منذ العدوان الإسرائيلي عام 2006 إلى الآن.

وقال العجرمي في حديث لـ"عربي21" إن المقاومة وعلى مدار أكثر من 10 سنوات مضت لم تعبأ بكل التدخلات الإقليمية والدولية، وكانت دائما تتعاطي مع ما يفرضه الميدان من معادلات، وأثبتت أنها قادرة على التعامل مع تجاوزات الاحتلال حتى بعد تطبيق وقف إطلاق النار، ورسخت بذلك معادلة "القصف يقابله قصف".

 

اقرأ أيضا: ملادينوف: غزة كانت بالأمس على حافة حرب حقيقية

في المقابل، قدم المحلل السياسي والأكاديمي نهاد الشيخ خليل صورة قاتمة عن الوساطة التي تم بموجبها وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة والاحتلال، بما فيها الوساطة المصرية.


وقال الشيخ خليل في تحليل له اطلعت عليه "عربي21 " إن تدخل الوسطاء للتوصل إلى تهدئة أمر ضار جداً في أغلب الأحيان، قائلا: "إن تجربة صيف عام 2014 هي الأبرز، هي التي لا تُنسى في سوء موقف الوسطاء"، في إشارة إلى وقف إطلاق النار الذي أعلنته مصر بالتشاور مع الاحتلال في حينها دون استشارة المقاومة في غزة.


وقال الشيخ خليل "من الأفضل أن تُلغي المقاومة من تفكيرها مسألة التهدئة، وهذا لا يعني أن تستمر الاشتباكات المسلحة طيلة الوقت، ولكن ليبق الأمر مفتوحاً، ولتبادر المقاومة متى وجدت ذلك مفيداً، ولتتوقف عندما تصل إلى استنتاج أن التوقف أكثر جدوى".


وأضاف: "هذا يحتاج أن تضبط المقاومة أداءها تصعيداً وتهدئة، على إيقاع ظروفها ومصالحها، ومن خلال أوسع نقاش وتفاهم بين الأجنحة المسلحة، والفصائل السياسية، وشرائح المثقفين، وممثلي الشرائح الاجتماعية المختلفة".

وكانت حركة حماس، أعلنت السبت، التوصل إلى اتفاق بوساطة مصرية لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، الذي نتج عنه ارتقاء شهيدين وإصابة نحو 25 آخرين في قصف لعدد من المواقع في القطاع.

وقال فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة: "إن جهودا من أطراف عدة بذلت منذ بداية التصعيد والقصف الإسرائيلي على غزة لوقف العدوان توجت بنجاح الجهد المصري في العودة إلى التهدئة ووقف التصعيد".

 

اقرأ أيضا: هذه تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال

فيما قال داود شهاب، الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي: "تعاطينا مع الجهد المصري ووافقنا على وقف التصعيد العسكري الذي دخل حيّز التنفيذ اعتبارا من الساعة الثامنة من مساء اليوم (السبت) على أن يلتزم الاحتلال (إسرائيل) بوقف العدوان". 


وتابع: "نؤكد مجددا على حقنا في الرد على أي انتهاك عدواني بمعنى أننا نلتزم بالهدوء طالما التزم به الاحتلال "