صحافة دولية

"نيويورك تايمز": لهذا قوبلت زيارة ترامب لبريطانيا باحتجاجات

الصيفة قالت إن التظاهرات جاءت ضد ممارسات ترامب وانتهاكاته المتكررة لحقوق الإنسان- جيتي

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على المظاهرات التي اندلعت في المملكة المتحدة بسبب زيارة العمل التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بلادهم. ويبدو أن الاحتجاجات التي اندلعت، الجمعة الماضي، في طريقها للتشعب واتخاذ منحى جدي، نظرا للسخط الجماهيري والغضب الشعبي ضد ممارسات ترامب وانتهاكاته المتكررة لحقوق الإنسان.


وقالت في تقرير ترجمته "عربي21" إن عشرات الآلاف من المتظاهرين احتشدوا في ساحة البرلمان البريطاني في لندن مرددين شعارات مناهضة لترامب وحاملين بالونات كتب عليها "الرضيع ترامب". واقترنت حدة هذه الاحتجاجات بمراحل زيارة العمل، التي يقوم بها ترامب في المملكة المتحدة، والتي لم تتجاوز اليومين، حيث دأب المتظاهرون على التجمهر والإعلان عن رفضهم لوجود الرئيس الأمريكي خلال كل محطة بارزة له.


وأضافت الصحيفة أن الاحتجاجات الأبرز اجتاحت جميع المدن الرئيسية في البلاد بعد يوم واحد من إجراء ترامب لمقابلة مع صحيفة الصن، التي أدلى خلالها بتقييم قاس لإستراتيجية رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي ترمي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولعل ما زاد الطين بلة، ثناء ترامب على بوريس جونسون، عضو حزب المحافظين البريطاني، الذي ينافس ماي على منصب رئيس الوزراء.


والجدير بالذكر أن دونالد ترامب سعى لجبر الضرر الذي أحدثه تصريحه وعمد إلى وصف تيريزا ماي بالمرأة القوية. ولعل من أبرز تجليات التظاهرات التي انبثقت عن زلة لسان الرئيس الأمريكي، والتي تحمل شعار "أوقفوا ترامب"، وجود بالون برتقالي عملاق للرئيس الأمريكي مرتدياً حفاضاً عملاقا ويحمل هاتفا ذكيا بين يديه. وقد وقع إطلاق بالون الرضيع ترامب ليحوم في سماء لندن في وقت مبكر من يوم الأمس.


وأفادت الصحيفة بأن بعض المتظاهرين عمدوا إلى الهتاف بشكل صاخب قبل إطلاق البالون الذي يبلغ طوله 19 قدماً في الهواء. وصرح ليو موراي، أحد الناشطين الحقوقيين وصانع بالون الرضيع ترامب، أن "هذا انتصار عظيم، الناس يحبون هذا البالون وترامب يكرهه. لقد قمنا بإرسال البالون خارج لندن". ووصف موراي مبادرة البالون برمز المقاومة، وأنهم يطمحون من خلاله إلى توجيه رسالة لترامب مفادها أنه ليس محل ترحيب في بريطانيا.


ومن جهته، قال آدم كوتريل، أحد النشطاء المشاركين في هذه المظاهرات، أن السبب الرئيسي لاندلاع هذه الاحتجاجات يكمن في أن ترامب لا يتوانى عن السخرية من الجميع ويهين كل شخص لا يدعمه.

 

وتابع كوتريل، قائلا إن "الرئيس الأمريكي سيرى الآن نتاج أعماله". في المقابل، لا يبدو أن الجميع يشعر بالرضا عن هذه الاحتجاجات، حيث أعربت المواطنة الأمريكية لوسي لاوسون عن انزعاجها من طريقة الاحتجاج على ممارسات ترامب ووصفتها بالطفولية.


وأشارت الصحيفة إلى أن المحتجين يعولون على مشاركة مستخدمي موقع تويتر لصور البالون العملاق والتجمعات المصاحبة للحدث لكي يشاهدها ترامب. وأصر كوتريل على أن اطلاع الرئيس الأمريكي على الاحتجاجات المناهضة لقدومه لبريطانيا أمر حتمي، لاسيما وأن ترامب ينشر تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي بصفة دورية.


وذكرت أن الاحتجاجات واسعة النطاق انطلقت على الساعة الثانية من مساء يوم الجمعة، حيث تجمع المواطنون في الساحات العامة، على غرار ميدان ترفلغار وشارع أوكسفورد في لندن. نتيجة لذلك، باتت الشوارع والساحات أقرب إلى مهرجان من الشعارات واللافتات المناهضة لدونالد ترامب. وردد المتظاهرون عبارات من قبيل "ترامب الغبي" "ومختطف الأطفال"، في حين كُتب على إحدى اللافتات عبارة "يتوجب على دونالد ترامب الرحيل"، في حين عمد المتظاهرون الآخرون إلى ترديد شعارات تزامنا مع قرع الطبول.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب لم يحظ بإقامة مريحة أثناء زيارته التي تواصلت يومي الخميس والجمعة الماضيين، حيث احتشد المتظاهرون أمام وينفيلد هاوس، مقر إقامة السفير الأمريكي في ريجنت بارك، وعمدوا إلى قرع الأواني والمقالي لإقلاق مضجعه. علاوة على ذلك، قام المحتجون بتشغيل تسجيلات صوتية لبكاء أطفال مكسيكيين أثناء فصلهم عن عائلاتهم بصفة قسرية على الحدود الأمريكية المكسيكية.


وبينت أن الاحتجاجات اتخذت منحى أكثر جدية ولم تعد مقتصرة فقط على التنديد بإهانة ماي، حيث انضم المسلمون البريطانيون إلى المظاهرات تنديدا بسياسات ترامب التي تشجع على التفرقة والانقسام والتمييز وفق الانتماءات العرقية. وحيال هذا الشأن، صرح رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا، أنس التكريتي، أن ترامب يعمل على تفرقة شعبه وتقسيمه، وهو ما سيؤدي إلى نشر الفرقة بين شعوب العالم.


وأحالت الصحيفة إلى أن سياسة ترامب ضد المسلمين تساهم في تشجيع الدول الغربية على كراهية المسلمين وتعزيز شعور مواطنيها بالتهديد من طرفهم. وفي هذا الصدد، قال عمراني جاني، أحد المشاركين في هذه الاحتجاجات، أن ترامب يضع المسلمين والإرهابيين في خانة واحدة، الأمر الذي له تأثيرات سلبية وخطيرة للغاية. بشكل عام، تشجع تصريحات ترامب الأشخاص الذين يعانون من بالإسلاموفوبيا على إهانة المواطنين المسلمين ومطالبتهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية.


وفي الختام، أقرت الصحيفة بأن المحتجين يعتقدون أنه من الطبيعي أن تندلع مثل هذه المظاهرات التي ترفض وجود ترامب على الأراضي البريطانية، حيث يفتقر الرئيس الأمريكي لأي تأثير إيجابي على العالم.

 

وفي المقابل، يرى بعض مناصري ترامب أن هذه الاحتجاجات مجحفة بحق الرئيس الأمريكي، وينوون بموجب ذلك تنظيم مسيرة احتجاجية انطلاقا من سفارة الولايات المتحدة في لندن إلى وايت هول، حيث تتركز أغلب المباني الحكومية.