صحافة إسرائيلية

ضابط إسرائيلي يستعرض ثلاثة خيارات تجاه غزة.. ما هي؟

ماتسا: المعطيات الميدانية في قطاع غزة تشير إلى أن إسرائيل تبدو عالقة في ورطة- جيتي

قال خبير إسرائيلي إن "الوضع الأمني في قطاع غزة قد يأخذ بالجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى المواجهة العسكرية غير المرغوبة، في ظل أن الجيش الإسرائيلي اعتاد أن يعمل أمام حماس بواحدة من طريقتين: إما المواجهة الشاملة أو الهدوء النسبي، فيما أوجدت ظاهرة الطائرات الورقية المشتعلة واقعا جديدا ينبئ بحالة من عدم الراحة والهدوء، وقد يؤدي بالوضع في النهاية لتدهور غير محسوب العواقب".


وأضاف دورون ماتسا في مقاله بصحيفة مكور ريشون، وترجمته "عربي21" أن "المعطيات الميدانية في قطاع غزة تشير إلى أن إسرائيل تبدو عالقة في ورطة، فحماس تضع أمامها تحديا أمنيا جديا، وهي فاقدة القدرة للرد عليها، أسوأ من ذلك فإن إسرائيل يتم استدراجها إلى مآلات استراتيجية لا توجد على سلم أولوياتها في هذه المرحلة، وهي المواجهة العسكرية الشاملة مع حماس".


المعالجة المحدودة


وأوضح ماتسا الذي عمل سابقا في صفوف المخابرات الإسرائيلية، أن "إسرائيل تواجه التوتر الأمني في جبهة غزة ضمن بدائل ثلاث، الواحد أسوأ من الآخر، الأول عنوانه أن تجلس دون حراك، ولا تفعل شيئا، وإن فعلت فبالحد الأدنى من العمل، من خلال معالجة ميدانية محدودة لمواجهة الحرائق، على أمل أن يفعل الزمن فعله، لكن مشكلة هذا الخيار أنه لا يكشف ظهر إسرائيل فقط أمام أعدائها، ولا يجعلها عرضة لمزيد من الاستهدافات بأسلحة جديدة فحسب، بل إنه يبدد ما تبقى لديها من قوة ردعية، ويشجع الطرف الآخر، وهي حماس، على فعل المزيد لكبح جماحها، لأنها لا تقوم بما فيه الكفاية لإقناعه بالحد من استفزازاته لها".


أما الخيار الثاني، فقال ماتسا إنه "المس مباشرة بمطلقي الطائرات الورقية المشتعلة، ورغم تهديدات وزير الحرب أفيغدور ليبرمان باستهدافهم، لكن إسرائيل تخشى أن يجر ذلك الوضع لحرب واسعة ومواجهة شاملة في القطاع، مع أن معركة جديدة لا تعتبر مصلحة مباشرة لإسرائيل، في هذه الآونة على الأقل، لأنها ما زالت ترى في حماس عنوانا استراتيجيا لها في غزة، وتريد المحافظة على الوضع القائم هناك".


وأكد ماتسا، المحاضر الجامعي في شؤون الشرق الأوسط، والباحث في الصراع العربي الإسرائيلي، أنه "في حال تم استهداف هذا العنوان السياسي، وهو حماس، فإنه يفتح الباب واسعا على سيناريوهات الفوضى الميدانية وانهيار للمؤسسات الأمنية في غزة، وتفكك للسلطة المركزية، في حال قرر الجيش الذهاب لإعادة احتلالها، أو يعمد لإضعاف المؤسسات الفلسطينية".


الاستهداف المباشر


واستدرك الكاتب قائلا إن "الأمر اللافت في هذا الخيار، يكمن في أن الجيش الإسرائيلي يعرف مواجهة حماس في معركة عسكرية من خلال طريقتين اثنتين غير فعالتين،: الأولى عبر الجو وهي لا تستطيع التأثير بسرعة على روح القتال لدى مقاتلي حماس، والثانية احتلال كامل للقطاع كفيل بتوريط إسرائيل أكثر مما هي عليه اليوم، وتستوجب من المستوى السياسي الحذر من استخدام القوة ضد مطلقي الطائرات الورقية؛ خشية الوصول لهذا السيناريو غير المرغوب".


ينتقل ماتسا، الذي يدير اليوم مشروع الأقلية العربية في إسرائيل بمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، بالحديث عن الخيار الثالث المتمثل "بإمكانية التوصل لترتيبات سياسية مع قطاع غزة من خلال تفاهمات غير مباشرة مع حماس، تشمل قضايا نزع سلاح غزة، وعودة الإسرائيليين المحتجزين فيها وجثامينهم، مقابل تخفيف الحصار المفروض على القطاع، وصولا لإعادة إعماره، وهذا الخيار ما زالت إسرائيل وحماس على حد سواء لا تقتربان منه، رغم توفر أركانه كافة".


الحوار السياسي


يجمل الكاتب ترجيح خياراته بالقول إنه "طالما أن إسرائيل تفتقد لخيار جيد بالنسبة لها تجاه الوضع في غزة، فإن الإسرائيليين يقفون أمام واقع بموجبه ينحصر الحل في أن يأخذ الجيش زمام المبادرة، ويذهب باتجاه تصعيد تدريجي، بكلمات أخرى رفع مستوى الرد على مطلقي الطائرات الورقية، واستمرار مهاجمة أهداف حماس من الجو، لتجديد الردع الإسرائيلي المتآكل، وهذا يعني ذهاب الطرفين مع مرور الوقت لمعركة جديدة واسعة وشاملة ضد حماس".


وختم بأن "خيارا كهذا في ضوء المعطيات الاستراتيجية القائمة، لن يكون كفيلا بتغيير الوضع القائم في غزة، في ظل ما انتهت إليه الحروب السابقة: الرصاص المصبوب 2008، عمود السحاب 2012، الجرف الصامد 2014، مما قد يضطر الجانبين للبحث عن خيارات سياسية يجدان صعوبة في الاقتراب منها حاليا".