صحافة دولية

التايمز: ماذا وراء تجنيد مخابرات بريطانيا لأبناء المهاجرين؟

التايمز: فتحت الاستخبارات البريطانية المجال أمام أطفال المهاجرين للانضمام إليها- جيتي

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمحررة شؤون الدفاع ديبورا هاينز، تقول فيه إن الاستخبارات البريطانية فتحت المجال أمام أطفال المهاجرين للانضمام إليها والعمل جواسيس.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا القرار هو الأول الذي تخفف فيه الاستخبارات البريطانية (أم أي 6) شروط الانتساب إليها؛ وذلك من أجل زيادة أعداد الجواسيس لها من ذوي الأصول السوداء والأقليات الأخرى.  

 

وتستدرك هاينز بأنه مع ذلك، فإن المنتسب يجب أن تكون لديه الجنسية البريطانية، إلا أنه لا يحتاج لأن يكون واحدا من والديه مواطنا بريطانيا أو لديه روابط أساسية بها.

 

وتقول الصحيفة إن محاولة تسميم العميل الروسي السابق في بلدة سالزبري أدت إلى زيادة عدد المتقدمين للانتساب إلى منظمة الجاسوسية الخارجية في بريطانيا، مشيرة إلى أن محاولة تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال، وابنته يوليا في آذار/ مارس، أدت إلى زيادة وتعزيز صورة (أم آي-6)، وذلك بحسب مديرة دائرة التجنيد، التي كشفت عن اسمها الأول إميلي. 

 

ويلفت التقرير إلى أن خدمات المخابرات السرية جندت سكريبال عندما كان يعمل في الاستخبارات العسكرية الروسية في التسعينيات من القرن الماضي، وقالت إن الصورة القوية عن المخابرات تعد "فرصة"، وأضافت: "لدينا مرشحون أصحاب دوافع قوية"، وذلك في مقابلة نادرة مع الصحافيين في مقر "أم آي6" في جنوب لندن.

 

وتفيد الكاتبة بأن التفاصيل عن الحملة الجديدة بدت من خلال الحملة التلفزيونية التي أعلنت عنها يوم أمس؛ من أجل تقوية التعددية في قوتها العاملة، التي يسيطر عليها الرجال البيض.

 

وتنقل الصحيفة عن المسؤولة، قولها إنه لا يوجد سود أو أي من الأقليات العرقية في المراكز البارزة للمؤسسة، ولا تزيد نسبة أبناء الأقليات في العاملين غير البارزين على 6.8% حتى آذار/ مارس، أما النساء فلا تزيد نسبتهن على الربع في المناصب البارزة.

 

ويورد التقرير نقلا عن مدير "أم آي6" والمعروف بـ"سي" أليكس يانغر، قوله إنه من المهم أن تعكس المؤسسة التنوع في سكان بريطانيا، مشيرا إلى أن النساء وأبناء الأقليات والسود ابتعدوا عن المؤسسة بسبب المعلومات المغلوطة عما يمكن أن يكون "جاسوسا بريطانيا،" وأضاف: "لا توجد معايير معينة لضابط (أم آي6)، ولو كانت لديك الشروط فقدم طلب انتساب".

 

وتنقل هاينز عن إيلين، وهي أم لثلاثة أولاد، وعملت في سوق التجزئة قبل الانضمام إلى المخابرات قبل عام، قولها إنها كانت قادرة على تقديم منظور مختلف لتحدي التفكير. 

 

وتبين الصحيفة أنه جاء في الإعلان التلفزيوني "سرا نحن مثلكم"، أم من أصول خليطة وابنها، ويبدأ بصورة للقرش، وتلميح لجيمس بوند، يقطع نحو مياه زرقاء ومن ثم ظلمة، ويكتشف المشاهد أن سمك القرش في حوض سمك، وكان الولد يشاهد القرش وسمكة أخرى وحده، وتخشى الأم أن يكون الولد خائفا فتحضنه، وبعدها يراقبان الحوض وقد تغير مزاجهما. 

 

وبحسب التقرير، فإنه خلال اللقطة، التي تستمر لمدة 30 ثانية، يسمع صوت معلق وهو يقول: "نحن ضباط الاستخبارات لكننا لسنا كما تعتقد فنحن من نقوم بحمايتك من سمك القرش، ونحن من يستخرج الأدلة من الصمت".

 

وتنوه الكاتبة إلى أن الإعلان عرض لأول مرة على القناة الرابعة أثناء نشرة الأخبار، حيث تم اختيار هذه القناة لتنوع مشاهديها، مشيرة إلى أن المنظمة تريد توسيع قوتها بحدود 800 موظف جديد بحلول 2021.

 

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الشروط هي أنه يجب أن يكون عمر المتقدم 21 عاما، ولديه شهادة جامعية، والراتب في البداية يتراوح ما بين 35 -37 ألف جنيه.