صحافة دولية

نيويورك تايمز: كيف يمكن لصخور عُمان إنقاذ العالم؟

نيويورك تايمز: صخور عمانية ستنقذ العالم- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمراسلها للشؤون العلمية هنري فاونتين، يقول فيه إن العلماء يبحثون عن طرق للاستفادة من صخور عُمانية.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن العلماء يبحثون عن طرق لاستغلال صخور عُمانية، لتحويل ثاني أوكسيد الكربون في الجو إلى صخر، ما يخفف بذلك من هذا الغاز المتسبب بالاحتباس الحراري، لافتا إلى أن من مميزات تلك الصخور هي أنها تتفاعل مع غاز ثاني أوكسيد الكربون وتحوله إلى حجر.

 

وينشر التقرير مجموعة من الصور، تظهر ثاني أوكسيد الكربون وقد تحول إلى معادن كربونية, حيث شكلت عروقا بيضاء في الصخور, تشبه العروق في الرخام، كما تحيط المعادن الكربونية بهذه الحجارة والحصى لتشكل فسيفساء طبيعية.

 

ويقول الكاتب إنه حتى مياه العيون، التي تخرج عبر الصخور، تتفاعل مع ثاني أوكسيد الكربون لتشكل قشرة خفيفه تشبه الثلج، التي إن كسرت تعود وتتكون خلال أيام، فعندما يلامس الماء الهواء ثانية تتكون طبقة جديدة من المعادن تطفو على وجهه.

 

وتورد الصحيفة نقلا عن علماء، قولهم إنه إن كان بالإمكان أن يتم استغلال هذه الظاهرة على مستوى صناعي وتسريع العملية، فإنه قد يمكن استخدامها لحل مشكلة التغير المناخي، وتساعد على التخفيف من مليارات الأمتار المكعبة من ثاني أوكسيد الكربون التي يبثها الإنسان في الجو منذ بداية الثورة الصناعية.

 

وينقل التقرير عن الجيولوجي في جامعة كولومبيا الدكتور بيتر كيليمين، الذي درس تلك الصخور على مدى عقدين، قوله إن تحول ثاني أوكسيد الكربون إلى نوع من الحجر يعني خروج هذا الغاز من الغلاف الجوي؛ "لأن المعادن الكربونية ستبقى في مكانها".

 

ويفيد فاونتين بأن تحويل ثاني أوكسيد الكربون، الذي يعد أكثر غازات الاحتباس الحراري شيوعا، يجذب اهتماما خاصا، مشيرا إلى قول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بأن نشر مثل هذه التكنولوجيا ضروري لجهود وقف الاحتباس الحراري العالمي. 

 

وتستدرك الصحيفة بأن الفكرة لم تطبق بعد على نطاق واسع، حيث لا يوجد سوى 20 مشروعا كبيرا حول العالم لإزالة ثاني أوكسيد الكربون من الهواء، الذي ينتج عن حرق الوقود الأحفوري في محطات توليد الكهرباء وغيرها من العمليات الصناعية، وتخزينه تحت الأرض بشكله الغازي.

 

ويلفت التقرير إلى أن فكرة الدكتور كيليمين وغيره هي أن يزال غاز ثاني أوكسيد الكربون من الهواء لمنع زيادته أو لعكس هذا التوجه، بالرغم من أن بعض الباحثين يرون أن هذه العملية غير صالحة، لا من ناحية لوجستية ولا من ناحية اقتصادية، خاصة أن هناك مليارات الأطنان من هذا الغاز في الجو بحاجة إلى إزالتها. 

 

ويذكر الكاتب أن عددا من الباحثين والشركات قاموا بصناعة أجهزة تستطيع سحب كميات صغيرة نسبيا من الجو، مستدركا بأن العملية الطبيعية لسحب ثاني أوكسيد الكربون عن طريق الصخور لم يتم تطويرها أو تحسينها بعد.

 

وتنوه الصحيفة إلى أن الدكتور كيلمين يعد واحدا من عدد قليل من الباحثين حول العالم الذين يدرسون الفكرة، لافتة إلى أنه يتم في محطة توليد كهرباء في أيسلندا، باستخدام الحرارة الجيولوجية، وبعد عدة سنوات من التجارب، ضخ كميات قليلة من ثاني أوكسيد الكربون في الصخور البركانية، حيث يتم تحويلها إلى معادن كربونية.

 

وبحسب التقرير، فإن باحثين من هولندا اقترحوا أن تنشر كميات مطحونة من الصخور على الشواطئ لتقوم باصطياد ثاني أوكسيد الكربون من الجو، بالإضافة إلى أن العلماء في كندا وجنوب أفريقيا يدرسون طرقا لاستخدام نفايات المناجم لفعل الشيء ذاته.

 

ويبين فاونتين أن الصخور التي تحدث عنها الدكتور كيليمين هي جزء من القشرة المحيطية وطبقة الوشاح تحتها، اللتين دفعتا الى السطح قبل 100 مليون عام، وأدى التآكل إلى بروز منطقة تمتد حوالي 200 ميل، وبعرض حوالي 25 ميلا، وعمقها عدة أميال في شمال عُمان، مشيرا إلى أن كيليمين يرى أنه إذا تمكن العلماء من استغلال هذه الصخور بشكل فعال فإنه سيكون بالإمكان تخزين انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون لمئات السنين. 

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه على المستوى العملي, فإن عُمان وحدها يمكنها استيعاب ما لا يقل عن مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون في العام الواحد، "حيث ينتج العالم 40 مليار طن من هذا الغاز".