سياسة عربية

الإخوان: هذا هو موقفنا من مبادرات حل الأزمة المصرية‎

منير: النظام يحاول الترويج لفكرة المصالحة لمحاولة التغطية على فشله وفاشيته- ارشيفية

أعلن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، ترحيبه بأي مبادرة أو جهد وطني مخلص يهدف لإنهاء الأزمة التي تمر بها الدولة المصرية في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها حاليا، مشدّدا على أن "هناك حقوق وثوابت (لم يحددها) لا ينبغي تجاوزها".


وأكد، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "جماعة الإخوان مستعدة للتعاطي بشكل إيجابي مع أي رؤية أو تصور عملي يقدمه أي شخص أو جهة مصرية أو عربية أو دولية لمحاولة الخروج من هذه الأزمة التي تعصف بالوطن ومقدراته وتسحق الشعب وحقوقه تحت حكم العسكر".


ولفت إلى أنه دعا، في مقابلة مع "عربي21"، منذ نحو عام ونصف، من وصفهم بحكماء الشعب المصري أو "حكماء الدنيا" لرسم "صورة واضحة للمصالحة بين أطراف الأزمة المصرية، من أجل تحقيق السلم والأمن لكل الأمة دون مداهنة أو خداع أو كذب على الناس، لكن لم يستجب أحد حتى هذه اللحظة لتلك الدعوة".


اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور نائب مرشد الإخوان حول قضايا المشهد الراهن


ودعا "منير" إلى "صياغة حل سياسي عادل ينتهي إليه العقلاء والحكماء في الداخل والخارج"، لافتا إلى أن لديهم "كامل الاستعداد للقبول بما ينتهي هؤلاء العقلاء والحكماء، وأن الجماعة ستبذل الجهود مع الآخرين لتطبيق وتفعيل هذا الحل العادل على أرض الواقع".


وقال إن "النظام يحاول الترويج لفكرة المصالحة لمحاولة التغطية على فشله وفاشيته، لكنه غير جاد مطلقا في هذا الأمر حتى الآن، لأنه لا يريد التمهيد لهذه المصالحة بأي صورة من الصور"، مؤكدا أن "أحاديث البعض حول المصالحة تأتي كجزء من مخطط للخداع الاستراتيجي للخارج قبل الداخل".


ورأى منير أن الشعب بحاجة لإجراءات بناء ثقة كتمهيد واجب لأي مصالحة، وعلى رأس تلك الإجراءات "الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ومن صدر بحقهم أحكام قضائية يعلم العالم كله أنها أحكام مزيفة، وأن يتم وقف الضربات الأمنية الباطشة بالشعب، ووقف الهجوم الإعلامي، ثم تبدأ الأحاديث الجادة لبلورة رؤى متكاملة وشاملة للعدالة الانتقالية والخروج من الأزمة".


واعتبر تكرار الأحاديث بشأن المصالحة من آن لآخر بمثابة "مناورة مفضوحة من قبل النظام يحاول من خلالها مخاطبة الخارج وأسياده في الغرب، ثم يواصل أنصاره في الداخل حملة الهجوم الشرسة والعنيفة على كل من يطلق كلمة مصالحة ليقوم بتصدير صورة زائفة أن الإخوان هي التي ترفض كل الحلول والمقترحات وتُصر تماما على مواقفها، فضلا عن أن الشعب يرفض تلك المصالحة بحسب ما يهدف رئيس الانقلاب لترويجه وادعائه".


وأوضح منير أن هناك تقارير تحدثت عن أن "نظام السيسي يعتمد خطة محدّثة لترويج شائعات فتح ملف المصالحة مع الإخوان، بهدف بدء حملة ترويج نصحت بها دوائر غربية، لتجميل صورة السيسي عبر إحداث اختراق ما في الحالة السياسية المصرية، خاصة في ظل هجوم مؤسسات ومنظمات ووسائل إعلام دولية عليه وعلى نظامه".


وكان رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي قد قال في أكثر من لقاء إعلامي إنه لا ممانعة في إجراء المصالحة، لكنه ربط ذلك بموافقة الشعب المصري، قائلا إن هذا قرار الشعب وليس قراره شخصيا.


وشدّد منير على أنه لم يصل للإخوان أي اتصالات أو مبادرات خلال الفترة الأخيرة، فضلا عن أنه لا يعلم بوجود "ثمة اتصالات مع الرئيس محمد مرسي أو قادة الإخوان المعتقلين، فلو كان لدى النظام أي نية صادقة لحل الأزمة فعليه الذهاب إليهم داخل السجون".


ونوه إلى أن "النظام غير صادق وغير جاد تماما في إحداث أي مصالحة حقيقية وشاملة مع الشعب المصري، وأن ما يُطلق من مبادرات أو مقترحات بمنزلة قنابل دخان ليس إلا لمحاولة التغطية على أزماته الداخلية والخارجية".


واستطرد قائلا:" أي كلام حول المصالحة في ظل الظروف الراهنة هزل ومضيعة للوقت والجهد، فلا أتصور أن تحدث أي مصالحات في أي دولة ما بينما رئيس الجمهورية الشرعي يموت داخل محبسه، وهناك عشرات الآلاف من الرهائن داخل السجون ثم يفاوضننا عليهم".


وتساءل منير: "إذا كان هذا النظام لديه نية خالصة للمصالحة وصادق فيما يدعي فما الذي يمنعه من الاتصال مباشرة بالرئيس مرسي وقيادات الإخوان في السجون، وهو قادر على فعل ذلك بكل سهولة؟، وإذا كان قد تواصل معهم ونحن لا نعلم فلماذا لا يعلن ذلك صراحة وعلى الملأ ليقيم الحُجة علينا؟".  


وأوضح منير أن جهود المصالحة لابد أن تشمل الجميع؛ فليس الإخوان فقط هم الموجودين على الساحة السياسية، ولذلك لابد من دعوة كل رموز المعارضة التي وقفت ضد النظام العسكري سواء في الداخل أو الخارج من أجل الاستماع لهم والتشاور معهم في هذا الأمر".


ورأى أن دعوة الإعلامي المؤيد لسلطة الانقلاب، عماد الدين أديب، بالحوار مع من وصفهم بالمتعاطفين مع جماعة الإخوان تؤكد أن "النظام يدفع نحو هذا الاتجاه، فلا يمكن لشخصية محسوبة على النظام منذ عهد المخلوع مبارك أن تقول هذا الكلام إلا بضوء أخضر لها، لكن ليس هذا دليل مطلقا على صدق نوايا النظام".


ولفت إلى أن "من وقف مع نظام السيسي وأيد جرائمه وسياساته لابد أن يأخذ خطوة للخلف، وأن يكون داعما وليس مساهما في حل الأزمة"، مشدّدا أن "أي وساطة جادة لابد أن تكون من أطراف محايدة ومقبولة من الجميع".


وقال نائب المرشد العام للإخوان إن "النظام العسكري في ورطة شديدة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، وإن تلك الورطة ستتأزم وتتعقد أكثر طالما استمر بقاء هذا النظام في موقعه وأصرّ على تكرار نفس سياساته ومواقفه".  


ورأى أن "نظام السيسي يتعرض لضغوط داخلية وخارجية لن يقوى كثيرا على تحملها خلال الفترة المقبلة"، مستدركا بالقول:" لكننا لا نعول مطلقا على أي ضغوط خارجية تمارس من هنا أو هناك، لأننا لا نعول إلا على الله وحده ثم الشعب المصري".


وبسؤاله عن موقفهم من مبادرة القيادي الإخواني السابق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، كمال الهلباوي، التي تهدف لإنهاء الأزمة المصرية القائمة، اكتفى منير بالقول :"لا تعقيب".


واختتم نائب المرشد العام للإخوان، بقوله: " أنصح النظام ومؤيديه أن يرحلوا بهدوء قبل أن تحدث الطامة الكبرى وتنفجر الأوضاع ويحدث ما لا يحمد عقباه، وقبل أن لا يستطيع أحد فعل أي شيء".


وأطلق القيادي الإخواني السابق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، كمال الهلباوي، مبادرة جديدة لمحاولة إنهاء الأزمة المصرية القائمة، مقترحا تشكيل ما أسماه "مجلس حكماء من شخصيات وطنية مصرية أو عربية أو دولية".


اقرأ أيضا: الهلباوي يطلق مبادرة جديدة لإنهاء أزمة مصر.. هذه تفاصيلها


ويضم مجلس الحكماء، بحسب تصور "الهلباوي"، كل من عبد الرحمن سوار الذهب (الرئيس السابق للجمهورية السودانية)، ومرزوق الغانم (رئيس مجلس الأمة الكويتي)، وعبد العزيز بلخادم (رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق)، والصادق المهدي (رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان)، ومنير شفيق (مفكر فلسطيني)، ومعن بشور (مفكر وكاتب سياسي لبناني).


كما يضم مجلس الحكماء - الذي قال "الهلباوي" إنه سيقود وساطة تاريخية لإنهاء أكبر أزمة داخلية تشهدها مصر في تاريخها الحديث وسيؤسس لمصالحة وطنية حقيقية وشاملة- محمد فايق (رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان)، وعمرو موسى (الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية)، بالإضافة إلى شخصية يختارها الأزهر، وأخرى تمثل الأقباط، وغيرهم.