ملفات وتقارير

"الفريكة".. سنابل فلسطينية تقاوم الاحتلال والجدار (صور)

الفريكة تنتج في قرى شمال الضفة الغربية المحتلة- فيسبوك

خلف جدار الفصل العنصري الذي يلف مدن وقرى شمال الضفة الغربية المحتلة؛ تلوح سنابل القمح لتغطي مروجا زراعية واسعة؛ تعد مسرحا موسميا في هذا الوقت من كل عام لصناعة الفريكة الفلسطينية الشهيرة التي يجري تحضيرها من سنابل القمح الغضة.


والفريكة؛ منتج شعبي فلسطيني يعد من أهم وأقدم الصناعات الفلسطينية التقليدية التي توارثتها الأجيال منذ مئات السنين، وتستخدم كطبق طعام رئيسي في فلسطين وبلاد الشام، لكن إجراءات الاحتلال التعسفية بحق المزارعين في الضفة الغربية خاصة بناء جدار الفصل العنصري، أدى إلى قضم مساحات زراعية واسعة وحرمت المزارعين من التوسع في زراعة القمح، والمحاصيل الزراعية الأخرى.


وقال الناشط والمزارع الفلسطيني أيوب سرور من قرية نعلين برام الله، إن الفريكة تنتج يدويا في الحقول التي يزرع فيها القمح، حيث يجري تجهيزيها في موسم حصاد القمح من السنابل الخضراء قبل أن تجف بشكل كامل.


وأضاف سرور في حديث لـ"عربي21" أن المزارعين يبدأون بنثر سنابل القمح على البيدر (ساحة واسعة يجمع عليها القمح) منذ ساعات الصباح الأولي، حيث تترك السنابل مدة ساعتين تحت أشعة الشمس، ومن ثم تبدأ عملية الشواء والتقليب، على النيران التي يجري إشعالها من النباتات الحرشية الناشفة".


وأشار المزارع الفلسطيني إلى أنه بعد شواء السنابل بالكامل، يجري جمعها تمهيدا لتنظيفها من الشوائب، ومن ثم يجري جرشها (عملية الطحن الخشن) إلى أن تصبح جاهزة للطبخ والتخزين.

وتعد الفريكة مصدر رزق موسمي لأهالي القرى خاصة تلك الواقعة شمال في الضفة الغربية المحتلة، إذ تنخرط عائلات بأكملها في عملية الإنتاج التي تمثل فرصة عمل جيدة للعديد من أهالي وشباب القرى، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية.


ويتراوح موسم إنتاج الفريكة بين شهر إلى 40 يوما من كل عام بين قطف وشواء، و تمتد فترة إنتاجه من مطلع نيسان/ أبريل حتى نهاية آيار/ مايو من كل عام.

يذكر أن إنتاج الفريكة في فلسطين شهد تطورا كبيرا، خلال السنوات الماضية، وتحول الإنتاج اليدوي التقليدي إلى الإنتاج الآلي، حيث يتم استخدام أدوات حديثة، ويجري إنتاج كميات كبيرة منها تصدر إلى دول العالم خاصة دول الخليج العربي.