توصلت لجنة المفاوضات التابعة للمعارضة السورية
المسلحة في مدينة
الضمير شرق دمشق إلى اتفاق مع
روسيا، يقضي بانسحاب المقاتلين من
المدينة وتسوية أوضاع من يرغب بذلك.
وأعلنت لجنة المفاوضات إلى توصلها مع الجانب
الروسي إلى اتفاق مبدئي يقضي بدخول قوات النظام السوري إلى المدينة، وخروج مقاتلي
جيش الإسلام وقوات الشهيد أحمد العبدو إلى الشمال السوري.
وجاء في البيان الذي اطلعت عليه
"
عربي21"، أن لجنة المفاوضات عقدت اجتماعًا في مطار الضمير العسكري مع
الجانب الروسي، حيث تم الاتفاق على "سلامة أهالي المنطقة وتجنيبها ويلات
الحرب".
وأشارت إلى أن الاتفاق ينص على تشكيل لجنة
لتسجيل أسماء من يرغب بالخروج من المنطقة أو يريد تسوية وضعه، إلى جانب التفاوض
على الضمانات لكل من يريد البقاء في المنطقة.
وتعليقا على الاتفاق قال رئيس "مجلس
السوريين الأحرار" أسامة بشير: "إن اكبر ترسانة لجيش الإسلام سلاحا وعدة
ورجالا في
الغوطة تم الاتفاق عليها وخرج منها"، متسائلا: "فهل يستطيع البقاء في الضمير
أو غيرها، وبالتالي بالتأكيد سيقبل بالشروط الروسية".
وأكد بشير في حديث لـ"
عربي21" على أن
جميع المؤشرات تقول إن المناطق الأخرى قرب دمشق سيتم التعامل معها بنفس الطريقة،
لأنه ليس أمامها خيار إلا الموافقة على الشروط الروسية بعد تهجير فصائل المعارضة من
"أكبر قلاع الثورة في الغوطة الشرقية".
وأشار إلى أن روسيا بعد سوتشي عملت على "زرع
خلايا المصالحات في كل المناطق المحررة، حيث استطاعت هذه الخلايا تحقيق المطلب
الروسي بأن تكون الضامن".
وأضاف أن الضمانات الروسية "تذهب أدراج
الرياح بمجرد دخول قوات النظام إلى البلدات من خلال اعتقال وقتل وإذلال المواطنين
بهدف تهجير وإفراغ المناطق من سكانها لذلك نشاهد هذا التعامل مع من فضل البقاء
بطريقة مذلة".
ويعتقد أن الروس مستمرون في نفس نهج الحرب
والقصف أو القصف للقبول بشروطها، حيث يرى أن الجميع يريد أن يعيش لذلك يتم الحل
عبر التهجير وإعادة سيطرة قوات النظام على المناطق.
وتخضع مدينة الضمير الواقعة في شرق دمشق لسيطرة
جيش الإسلام وقوات الشهيد أحمد العبدو التابعين للمعارضة السورية المسلحة، حيث أن
هذه المنطقة ضمن هدنة مع النظام منذ أكثر من عامين، وتعتبر ذات أهمية استراتيجية
كبيرة في المنطقة، كونها متاخمة لمطار الضمير العسكري، والذي يعتبر من أكبر
المطارات التي تستخدمها قوات النظام في عملياتها العسكرية.
وفي الجهة المقابلة في جنوب دمشق تعرض
"صالح الخطيب" رئيس لجنة المصالحة ومسؤول ملف المفاوضات في بلدة يلدا
جنوبي دمشق لمحاولة اغتيال.
وقالت مصادر لـ"
عربي21": "إن مجهولين
أطلقوا النار على سيارة الخطيب عند مروره على حاجز ببيلا - سيدي مقداد، ما أدى إلى
إصابته في قدميه، وأُسعف مباشرة إلى مستشفى المجتهد بدمشق".
وأشارت إلى أن محاولة الاغتيال جاءت بالتزامن
مع مفاوضات تجري بين فصائل المعارضة وروسيا خيرت فيها الأخيرة المنطقة بين
المصالحة أو التهجير.
وكانت مصادر محلية كشفت في وقت سابق
لـ"
عربي21"، عن اجتماع جرى بين ضباط روس ولجنة عسكرية عن فصائل المعارضة
السورية في ريف دمشق الجنوبي.
وقالت: إن وفدا روسيا اجتمع مع فصائل المعارضة
السورية في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، بدعوة من الجانب الروسي في منطقة الرهونجي
القريبة من البلدات المذكورة، حيث شدد الروس خلال الاجتماع على "حسم ملف جنوب
دمشق".
وأوضحت أن الوفد العسكري الروسي عرض على مندوبي
فصائل المعارضة خيار تسوية الوضع لمَن يريد البقاء من عناصر الفصائل المسلحة في
المنطقة، أو الترحيل إلى الشمال السوري، كما حدث في الغوطة، وباقي المدن السورية.