صحافة دولية

ناشونال إنترست: لماذا يجب على ترامب وقف هذه الحروب سريعا؟

ناشونال إنترست: يجب على ترامب إنهاء الحرب في أفغانستان واليمن وسوريا- جيتي

نشرت مجلة "ناشونال إنترست" مقالا للمحلل في شؤون السياسة الخارجية دانيال آر ديبتريس، يدعو فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف الدور الأمريكي في كل من أفغانستان واليمن وسوريا وفي أسرع وقت. 

ويقول الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "ترامب وقع الشهر الماضي مترددا على ميزانية نفقات عامة، ووصفها بأنها واحدة من أكثر التشريعات (السخيفة)، التي تهزأ بالكونغرس بصفته مؤسسة، ووعد بأنه (لن يوقع على ميزانية كهذه مرة أخرى)". 

ويرى ديبتريس أن "السبب الذي جعله يوقع على هذه الميزانية هو الميزانية الكبيرة التي خصصت للدفاع، بالإضافة إلى أن الميزانية الجامعة لعام 2018 خصصت 700 مليار دولار لخزائن الجيش-، وهو مبلغ لم يخصص مثله من قبل". 

ويشير الكاتب إلى أنه "سيتم استخدام معظم المبلغ لشراء طائرات (أف-35) الجديدة التي يحتاج إليها سلاح الجو الأمريكي بشكل ماس، وهناك جزء من الميزانية الدفاعية سيخصص للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية حول العالم، وبعضها مستمر منذ عقود ومرتبطة بالأمن القومي، فيما تطور بعضها إلى حروب مفتوحة ودون هدف محدد منها". 

ويذهب الكاتب إلى أن الحروب التي يجب على ترامب إنهاؤها هي أفغانستان واليمن وسوريا.

أفغانستان

ويلفت ديبتريس إلى أنه بعد ثمانية أشهر من إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب عن استراتيجية جنوب آسيا، فإن الحرب في أفغانستان تواجه نوعا من الانسداد والتداخل، وقبل أن يعلن البيت الأبيض عن دعم القوات المرابطة بثلاثة آلاف جندي إضافي، ولم تكن استراتيجية الإدارة في أفغانستان جديدة بقدر ما هي استمرارية للخطة القديمة بمصادر قليلة، ودون جدول زمني". 

ويجد الكاتب أن "الفرق الوحيد بين أمس والآن هو استهداف حركة طالبان أكثر من الطيران الأمريكي، وهي حقيقة طالما حاول القادة العسكريون إخفاءها في اللقاءات الصحافية، وبالتأكيد تحاول البنتاغون التأثير على الرأي العام الأمريكي بأن الاستراتيجية الجديدة هي استمرارية بتحسينات للقديمة". 

وتنقل المجلة عن رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، قوله: "بهذه الاستراتيجية المشروطة فإن حركة طالبان تحاول مواصلة حرب طويلة لا تستطيع الفوز فيها". 

ويعلق ديبتريس قائلا: "هذا صحيح، إلا أن الجانب الآخر صحيح أيضا، فالحكومة الأمريكية لديها 15 ألف جندي يقومون بنصح القوات الأفغانية وتدريبها بميزانية 45 مليار في العام، ولا يمكن لها الانتصار في هذه الحرب أيضا، فالحرب مستعصية على الحل في بلد متشرذم وفقير وفاسد، لم ير السلام منذ حوالي 40 عاما".

وينوه الكاتب إلى أن "قوات حركة طالبان تقدر بحوالي 60 ألف مقاتل، ويمكن أن تمثل تهديدا على الحكومة لسنوات قادمة، وطالما ظلت باكستان تؤدي دور العدو لا الصديق لحكومة كابول، فلن تقتنع حركة طالبان بحل الأزمة سياسيا أو التصالح مع الحكومة الأفغانية الفاسدة، ومن هنا فقد تم وضع الجنود الأمريكيين في وضع مشكوك فيه لمنع سقوط الحكومة الأفغانية".

اليمن

 

ويقول ديبتريس إن "القوات الجوية الأمريكية أدت دور محطة بنزين في الجو للطائرات السعودية، التي تقوم برمي القنابل على اليمن، في رهان على أن القصف والجوع والمرض ستجبر الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة ومعظم غرب اليمن، على التفاوض، فعندما شنت السعودية حملتها العسكرية توقع الجنرالات أن تكون الحرب قصيرة، ويتم دفع الحوثيين مرة أخرى لمعاقلهم في صعدة، بمدة لا تزيد على أشهر". 

ويستدرك الكاتب بأن "هذا التقييم لم يكن صحيحا، مع أن السعوديين كانوا يؤمنون به وبصدق، وقد تجاوز النزاع عامه الثالث بشكل يجعل من النصر الحاسم خيالا، بل على العكس زادت الحرب سوءا، ولم يعد اليمن دولة وطنية إلا بالاسم، فهناك حوالي نسبة 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وتم تدمير نصف المستشفيات اليمنية، وهناك سبعة ملايين يمني يعيشون على حافة المجاعة". 

ويتساءل ديبتريس عن سبب تدخل الولايات المتحدة في اليمن الذي يعد بلدا غير مهم من الناحية الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وستتواصل السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة بعيدا عمن سيحكم في العاصمة صنعاء. 

ويرى الكاتب أن "مساعدة الأمير محمد بن سلمان ليست سببا كافيا لتشويه موقع أمريكا الأخلاقي من خلال الانجرار إلى كارثة من صنع الإنسان".

سوريا

 

ويقول ديبتريس إن "الحرب ضد تنظيم الدولة قد انتهت تقريبا، واختفت الخلافة، وتم تشتيت قادتها، ولم يعد عدد جنودها إلا مئات، ويريد الرئيس ترامب الانسحاب، وفي الوقت الذي يريد فيه القادة العسكريون البقاء، حيث تم إقناعه بالتريث، لكن مسؤولا قال لوكالة (رويترز) إنه (لن يتحمل البقاء لسنوات طويلة)". 

ويعتقد الكاتب أن "على الرئيس التقدم خطوة للإمام، فسنوات طويلة ليست مقبولة، بل البقاء حتى نهاية العام، فليس من مهمة القوات الأمريكية القيام بجهود (تحقيق الاستقرار)، وهو ما تقوم به القوات الأمريكية في الوقت الحالي في مدينة منبج، حيث تركب القوات الأمريكية العربات وتبني نقاط التفتيش؛ لحماية قوات سوريا الديمقراطية، ومنع القوات التركية من مهاجمة المدينة، فكلما أقامت الولايات المتحدة في سوريا زاد احتمال قيام واشنطن بمهام لا علاقة لها بالمهمة الأولى". 

ويختم ديبتريس مقاله بالقول إن "الحل للشق السياسي السوري يجب أن يكون في يد السوريين وجيرانهم وليس القوى الأجنبية مثل أمريكا".