صحافة دولية

التايمز: لماذا يعد فوز السيسي خبرا سيئا لمصر والمنطقة؟

التايمز: انتخاب السيسي خبر سيء لمصر والمنطقة- جيتي

قالت صحيفة "التايمز" إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فاز بولاية ثانية للحكم في مصر، مشيرة إلى أن فوزه يمنح مصر سنوات من الحكم المتشدد.

 

وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن فوز السيسي لم يكن فيه تعبير عن حالة من التشويق، فبحسب الأرقام الرسمية التي صدرت يوم أمس، فإن الجنرال فاز بنسبة 97% من أصوات الناخبين.  

 

وتستدرك الصحيفة بأن "الأرقام الأكثر أهمية هي أن 60 في المئة من الناخبين رفضوا الأغذية التي كانت توزعها السلطات، والوعود بتحسين الخدمات، ورحلات العمرة، وقاطعوا الانتخابات". 

 

وتلفت الافتتاحية إلى أن "الرئيس وعد بمصر جديدة، لكنه منع منافسيه من الترشح للانتخابات، إما بعرقلتهم، أو اعتقالهم، كما فعل مع قائد أركان الجيش السابق سامي عنان، بتهمة مخالفة قوانين الجيش، ودخل سباق الرئاسة مرشح واحد كان من مؤيدي السيسي، وهناك صحافيون تعرضوا للاعتقال؛ لأنهم انتقدوا الرئيس، وقد طردت مراسلة (التايمز)، بعدما هددت بمحاكمة عسكرية، وذلك حدث دون أي مبرر مقبول". 

 

وترى "التايمز" أن "الانتخابات في مصر لا تمثل خطوة نحو انتقال ديمقراطي، لكنها تجعل السيسي جزءا من نادي رؤساء شرق أفريقيا بحسب نسب انتخابهم، من بينهم رؤساء أثيوبيا (100 في المئة)، رواندا (99 في المئة)، وكينيا (98 في المئة)". 

 

وتفيد الافتتاحية بأن "الغرب يثمن مساهمة سياسة مصر الخارجية، إلى درجة أنه يتغاضى عن انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، فعلاقات مصر الدبلوماسية مع إسرائيل ضرورية للسلام في المنطقة، بالإضافة إلى أنها تواجه الجماعات المتشددة في سيناء، وتساعد في منع وصول المهاجرين إلى أوروبا، وهي طرف في الحرب على تنظيم الدولة." 

 

وتستدرك الافتتاحية بأن "رئاسة السيسي، التي تعتمد على الجيش والشرطة، لابد أن تكون مصدر قلق، ليس للغرب فقط، بل للمنطقة كلها". 

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن "جماعة الإخوان المسلمين محظورة، وأفرادها في السجون، أما المرشح الوحيد فإنه كان من مؤيدي الرئيس، وتم طرد مراسلة (التايمز) بيل ترو بعدما هددت بمحاكمة عسكرية، ولم تقدم السلطات أي تفسير لطردها". 

 

وتذكر الافتتاحية أن "السيسي لم يقدم أي أدلة حول ما يجب عليه أن يفعله في ولايته الثانية، أبعد من الحفاظ على برامج البنى التحتية، خاصة أن الشرطة والجيش يؤديان دورا مهما في تحقيق الاستقرار، وتقوية دور مصر في المنطقة، إلا أن السيسي لم يحاول بناء إجماع شعبي لتحقيق هذه الأهداف". 

 

وتجد الصحيفة أنه "لا يمكن لمصر أن تصدر الاستقرار طالما أنها رفضت القبول بخيار بديل للتعبير السياسي، فلن تستطيع التعويل على الهدوء الحالي، وهناك إمكانية لمحاولته تعديل الدستور حتى يوسع مدة ولايته بعد الولاية الثانية".

 

وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "السيسي وعد بحكومة قوية، إلا أنه قدم للمصريين حكما مستبدا".