يعيش الجنوب السوري، وتحديدا
منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سورية (القنيطرة ودرعا)، على صفيح ساخن؛ بعد قصف
النظام المتكرر لمناطق سيطرة المعارضة في درعا، إلى جانب حشد لمليشيات وتعزيزات
عسكرية في ريف دمشق.
اقرأ أيضا: "عربي21" تنشر خارطة توزيع وسيطرة القوات الشيعية في درعا
وتتبع فصائل المعارضة
سياسة "ضبط النفس" إزاء غارات النظام على مناطق الحراك وبصرى الشام في
درعا، للحفاظ على "اتفاق خفض التصعيد"، بعد رسالة أمريكية، دعتهم إلى تجنب
منح النظام فرصة لخرق الاتفاق الثلاثي (الأمريكي والروسي والأردني) الذي وقع في
عمان في تموز/ يوليو 2017.
الناطق باسم "جيش
الثورة" في الجبهة الجنوبية السورية، التابع للجيش الحر، أبو بكر الحسن، استبعد
أن يشن النظام هجوما واسعا على مناطق الجنوب السوري، مبررا ذلك "بعدم قدرة
النظام وروسيا على شن مثل هذه الحرب".
ويعدّ الجنوب السوري
المنطقة الخامسة التي تدخل في خفض التصعيد، بعد أن تم التوافق على المصطلح ضمن
وثيقة عرضتها موسكو خلال الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا بين النظام السوري
والمعارضة عام 2017. ويشمل خفض التصعيد وقف إطلاق النار، ووقف تحليق الطيران
العسكري، إلى جانب السماح بمرور المساعدات الإنسانية.
وكان النظام السوري،
استبق الغارات الجوية بنشر إشاعات حول عزمه اجتياح عدد من القرى المحررة في الثاني
من نيسان/أبريل الماضي، عقب انتهاء "اتفاق تخفيض التصعيد"، مخيرا الناس
بين القتال أو المصالحة.
اقرأ ايضا: فصائل تحذر من شائعات المصالحة مع النظام بدرعا.. وتستعد
وتزايدت التوقعات
بارتفاع وتيرة التصعيد في الجنوب السوري، بعد اجتياح النظام للغوطة الشرقية، مما
دفع فصائل سورية معارضة في درعا لرفع جاهزيتها، تحسبا لأي تحرك عسكري باتجاه
الجنوب.
وحول الاهتمام
الأمريكي بالمحافظة على اتفاق خفض التصعيد، يعتقد السبايلة أن السبب يكمن في
"أنه لم يحن موعد المواجهة بعد".
وهدد ممثل النظام في
اتفاق حلب، عمر رحمون، محافظة درعا بمصير مشابه لما يجري في الغوطة الشرقية.
وفي تغريدة نشرها عبر
حسابه الشخصي في “تويتر”، مساء السبت الماضي، قال رحمون: "إلى أهل درعا،
أمامكم طريقان إما المصالحة أو مصير الغوطة".
معركة مؤجلة
الكاتب والمحلل
الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة، يرى أن "معركة الجنوب، هي تحصيل حاصل،
لكنها معركة مؤجلة بالنسبة للنظام السوري، كون جميع الأطراف الآن يعيشون مرحلة
الحسابات إلى أن تتضح هذه الرؤية الأمريكية".
وقال السبايلة
لـ"عربي21"، إن "معركة الجنوب السوري، تحصيل حاصل، لكن متى؟ وكيف؟
هذا ما سيحدد، لاحقا"، وتابع: "باعتقادي أن الأولوية الآن للنظام السوري
والروس هي عملية تأمين الغوطة الشرقية؛ بسبب وجود شكوك حقيقية تجاه تحرك أمريكي،
بريطاني في هذه المنطقة".
ولفت إلى أن ترك
الغوطة بالنسبة للنظام يعني خطرا كبيرا على دمشق، لكن الجنوب السوري في المقابل لا
يؤثر على دمشق فعليا بعد عزل الغوطة.
وشدد على أن المعركة
بالنسبة للولايات المتحدة حساسة، وبالتالي التسرع في هذه المرحلة بشن هجوم يعني أن
ثمنا كبيرا ستدفعه كل فصائل الجنوب.
من جانبه رأى اللواء
الطيار المتقاعد، الدكتور مأمون أبو نوار، أن سر الاهتمام الأمريكي، بعدم التصعيد
في الجنوب، يعود، "لوجود حلفاء لأمريكا (الأردن، وإسرائيل) على حدود منطقة
خفض التصعيد، مما يعني تدفقا أكبر للاجئين بالنسبة للأردن، وتهديد إيراني بالنسبة
لإسرائيل".
وقال أبو نوار
لـ"عربي21"، إن "إسرائيل لا تستطيع أن تفعل الكثير فهي تستخدم
الفصائل كمنطقة عازلة بين المليشيات الشيعية والإيرانية وبين الجولان، مستبعدا أن
تقوم إسرائيل أو الأردن بعمل عسكري داخل الجنوب، وإنشاء منطقة عازلة".
وكانت صحيفة
"هآرتس" الإسرائيلية كشفت في 19 نيسان/ أبريل 2017 عن مخطط لإقامة منطقة
عازلة على الحدود الفاصلة بين الجولان المحتل وسوريا والأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دعا مسؤولين أمريكيين ودوليين إلى أخذ إقامة منطقة
عازلة بعين الاعتبار.
وتوقع أبو نوار
"سقوط الجنوب في يد النظام عاجلا أم آجلا، بسبب؛ تفتت الفصائل، وسعي النظام
لفتح معبر نصيب مع الأردن، من باب فرض السيادة، ومن هنا تكمن أهمية المعركة
بالنسبة للنظام السوري".
ويتخوف الأردن وإلى جانبه إسرائيل، من انهيار اتفاق خفض
التصعيد، وسيطرة مليشيات تابعة لإيران على الحدود السورية الجنوبية المتاخمة
للحدود الاردنية.
وهذه التخوفات عبر عنها مسؤولون أردنيون في أكثر من موقع، في وقت تقف فيه عمان حائرة بين تحديات إقليمية تتعلق بتصفية القضية الفلسطينية، وتحديات اقتصادية داخلية، تجعل المملكة لا تحتمل تحديات أخرى قد تنبع من حدودها الشمالية.
لماذا أجّل النظام تهجير أهالي حي القدم الدمشقي للآن؟
بعد تهديدات.. لماذا أرجأ النظام العملية العسكرية بريف حماة؟
هل تؤدي استفزازات حلفاء النظام بدير الزور لمواجهة مع أمريكا؟