صحافة إسرائيلية

قلق متزايد في إسرائيل من تصعيد فلسطيني خلال شهرين

الجيش الإسرائيلي يبدي قلقا متزايدا من مسيرات العودة التي سيشهدها قطاع غزة أواخر الشهر الجاري- أرشيفية

قال خبير عسكري إسرائيلي بصحيفة معاريف إن الأشهر القادمة قد تشهد اندلاع تصعيد عسكري ميداني في الأراضي الفلسطينية، في ظل جملة تطورات سياسية تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، خاصة معركة الوراثة لخلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أو نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فضلا عن جملة تواريخ وأحداث سياسية قد تشكل تحديات أمنية للجيش الإسرائيلي في الفترة القريبة القادمة.


وأضاف تال ليف-رام في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن الجيش الإسرائيلي يبدي قلقا متزايدا من مسيرات العودة التي سيشهدها قطاع غزة أواخر الشهر الجاري، مما يجعل الشهور القليلة القادمة فرصة مناسبة جدا لسخونة الأوضاع وتصعيد الميدان.


ونقل عن أوساط عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن الحالة الصحية لعباس ما زالت تتصدر اهتمامات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وهي مسألة تشكل زاوية واحدة من كامل المشهد، بجانب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مع إحياء ذكرى يوم الأرض في الثلاثين من آذار/ مارس الجاري، واقتراب أعياد الفصح اليهودية، ويوم الأسير الفلسطيني، وذكرى النكبة، وبداية شهر رمضان أواسط أيار/ مايو.


وأضافت: هذه التواريخ تشهد في كل عام أحداثا ميدانية ساخنة، لكن هذا العام حين يحل الخامس عشر من أيار/مايو وهو ذكرى النكبة الفلسطينية، سيكون اليوم التالي لنقل السفارة الأمريكية للقدس، مما يعني أننا سنكون أمام شهر مفصلي فيه مناسبات وأحداث غاية في الخطورة.


كما أن الأجواء الفلسطينية التي ستتلو غياب أبو مازن عن الوضع الفلسطيني، والضائقة الاقتصادية المتفاقمة في قطاع غزة، والانهيار المتوقع للمصالحة الفلسطينية، بالتزامن مع إحياء الفلسطينيين لعدد من المناسبات الوطنية والأحداث التاريخية، كل ذلك يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيعلن حالة التأهب والجاهزية تحسبا لأي تصعيد عسكري.


إضافة لذلك، قالت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بدأت تتحضر لما يطلق عليها الفلسطينيون "مسيرات العودة" أواخر الشهر الجاري، رغم ما يعلنه منظموها بأنها لن تكون عنيفة، وأن الجيش الإسرائيلي سيكون مكبلا من الناحية الأخلاقية في عدم استخدام القوة تجاه المدنيين المتظاهرين.


وتوقع الكاتب أن يتوافد عشرات ومئات الآلاف يتقدمهم النساء والأطفال لإقامة خيام على بعد سبعمائة متر من الحدود الإسرائيلية، ويزاولوا حياتهم بصورة طبيعية لفترة من الزمن، دون إلقاء الحجارة أو مهاجمة المواقع الإسرائيلية، ودون أن يعرف أحد إن كان المتظاهرون سيخترقون الحدود باتجاه إسرائيل.


وختم بالقول: رغم أن المسيرة تبعد نسبيا عن الجدار الإسرائيلي، لكن هذه الفعالية تشكل لإسرائيل تحديا إعلاميا دوليا، والاقتراب من الجدار ومحاولة اجتيازه تشكل تهديدا أمنيا، ورغم أن هذه المبادرة فردية، ومستقلة عن التنظيمات الفلسطينية، لكن من المتوقع أن تحاول اللحاق بها، وإرفادها بآلاف المشاركين.


وأكد أن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش بدأت تتجهز ليوم الثلاثين من مارس الجاري، والهدف أمامها واضح بمنع أي اجتياز فلسطيني للحدود بكل ثمن، مع ضرورة تقليل عدد الخسائر في صفوف الفلسطينيين.