صحافة دولية

صحيفة: حملة غريبة لتلميع صورة ابن سلمان خلال زيارته للندن

احتج نشطاء على ابن سلمان في لندن- جيتي

أطلق أنصار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في أعقاب زيارة رسمية يجريها إلى المملكة المتحدة، حملة غير "غريبة" لتلميع  صورته، تأتي على خلفية الاتهامات التي وجهت له فيما يتعلق بخوض حرب دموية في اليمن، حسبما قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.


وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الأمير محمد بن سلمان سيلتقي بكل من تيريزا ماي والملكة. ولكن ولي العهد السعودي سيستقبل أيضا من قبل المحتجين الغاضبين. وفي هذا الشأن، أفادت إميلي ثورنبيري، العضو في حزب العمال، أن هذه الاحتجاجات انبثقت للتنديد بالغارات الجوية ضد المدنيين في اليمن التي خلفت "مئات القتلى والجرحى".

ومن المثير للاهتمام أن أنصار النظام السعودي قد توقعوا ظهور إعلانات مسيئة لولي العهد، لذلك اتخذوا إجراءات استباقية وأرسلوا سيارات تجوب شوارع لندن تحمل لافتات رقمية لصور الأمير السعودي. كما اشتروا الإعلانات التي تظهر إلى جانب تقرير إميلي ثورنبيري الهجومي في الصحف.

وقالت الصحيفة إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي قد أعربت عن قلقها العميق حول الوضع الإنساني والأزمة في اليمن. لكن الحفاوة التي قوبل بها ولي العهد السعودي، توحي بأن المملكة المتحدة مهتمة بالحفاظ على مصالحها، خاصة بعد أن أصبحت مليارات الجنيهات، التي تحصدها بفضل التجارة مع الاتحاد الأوروبي، على المحك.

 

اقرأ ايضا: حملة دعاية ضخمة.. لندن تصبح الرياض بزيارة ابن سلمان (شاهد)

وفي تقرير نشر في للغارديان، كتبت وزيرة الخارجية في حكومة الظل إميلي ثورنبيري، أن الزيارة التي تمتد لثلاثة أيام تظهر أن الحكومة البريطانية لا تبالي مثقال ذرة بوضع حقوق الإنسان. وأردفت ثورنبيري أنه "اليوم سيزور مهندس التدخل السعودي في اليمن بريطانيا وسيتلقى معاملة ملكية ومميزة من قبل حكومة حزب المحافظين، كما لو أن الضيف نيلسون مانديلا".

وأضافت ثورنبيري أن "هذا الرجل يقف خلف الحصار المفروض على الموانئ اليمنية الواقعة تحت سيطرة المتمردين، مانعا المدنيين من التزود بالحاجيات الغذائية الضرورية، والدواء والوقود. كما أنه ينتهك القانون الدولي من خلال استخدام التجويع سلاح حرب".

وذكرت الصحيفة أن نشطاء في مجال حقوق الإنسان يخططون لتنظيم احتجاج في داوننغ ستريت، المقر الرسمي لإقامة وزراء بريطانيا، على ضوء زيارة الأمير ابن سلمان للمملكة. في المقابل، ولمجابهة الإعلانات السلبية ضد ولي العهد السعودي، جابت سيارات تحمل رسائل إيجابية حول الأمير السعودي شوارع لندن.

وقد ثبتت على تلك السيارات صورة الأمير، معززة بهاشتاغ "مرحبا بولي العهد السعودي"، بينما رفع على لافتة رقمية على طريق "أم 4" السريعة التي تمر بهيثرو، شعار أكثر مللا: "إنه بصدد إحداث تغييرات في المملكة العربية السعودية". وفي تطور مثير للسخرية، ظهر إعلان مع رسالة مفادها: "إنه يعمل على تعزيز مكانة المرأة السعودية"، الذي نشر على موقع "الغارديان" بجوار مقالة ثورنبيري. وقد ظهر إعلان مشابه ملأ نصف الصفحة في النسخة المطبوعة من "الغارديان"، والأمر سيان بالنسبة لصحيفة "التايمز" و"التلغراف" و"فاينانشال تايمز" و"إيفينينغ ستاندرد"، قبل أن تحذف في وقت لاحق.

ونقلت الصحيفة تغريدة كارولين لوكاس، القيادية في حزب الخضر البريطاني، على "تويتر"، التي قالت فيها: "لم أستطع تقبل مدى غرابة أن تخرج تلك السيارات وتجوب شوارع لندن في استقبال لقائد نظام يعذب مواطنيه ويرتكب جرائم حرب. من العار أن تدير شركاتنا هذه الإعلانات، كان يجب عليها عدم قبول هذه المهمة من الأساس".

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير السعودي كان القوة الدافعة لبرنامج تحديث المملكة "رؤية السعودية 2030". لكن المحتجين أكدوا أن هذه الإصلاحات التي يطبقها ليست سوى ضرب من "الوهم".

وقالت الصحيفة إنه سيتم استقبال ولي العهد السعودي في قصر بكنغهام في بداية زيارته، ثم سيجتمع مع الملكة في إطار مأدبة غداء، قبل أن يجلس على طاولة عشاء مع أمير ويلز ودوق كامبريدج. فضلا عن ذلك، منح ولي العهد فرصة نادرة للاطلاع على ملخص بشأن قضايا السياسة الخارجية، بما في ذلك اليمن، من قبل مسؤولي الأمن الوطني.

 

اقرأ ايضا: هكذا تناولت الصحف السعودية والبريطانية زيارة ابن سلمان

والجدير بالذكر أن ابن سلمان سيتوجه اليوم إلى تشيكرز لإجراء محادثات، وحضور مأدبة عشاء خاصة مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي. وفي خضم هذا اللقاء، سيتناول كلا القائدين القضايا السياسة الخارجية بما في ذلك اليمن وإيران. ثم في يوم الجمعة، سيلتقي ولي العهد السعودي بوزير الدفاع غافين ويليامسون لإجراء محادثات أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت بلغ فيه التنافس من أجل إدراج شركة النفط السعودي أرامكو في بورصة لندن مراحل متقدمة، فيما وصف بأنه أكبر تعويم في التاريخ. وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم رئيسة الوزراء إنها "ستعمد إلى التأكيد على أنه من الضروري أن نرى تقدما فيما يتعلق بالمسار السياسي، الذي يعد في نهاية المطاف السبيل الوحيد لإنهاء النزاع والمعاناة الإنسانية في اليمن".

ونوهت الصحيفة إلى أن ماي ستعترف بالخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية مؤخرا لمعالجة الأزمة اليمنية. ولكنها في المقابل ستشدد أيضا على أهمية السماح بعمليات التدخل الإنساني والتجاري الكامل وغير المقيد، عبر الموانئ التي شملها الحصار. وأضاف المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، أنها "ستؤكد مجددا على مدى جدية اهتمامنا بادعاءات انتهاك القانون الإنساني الدولي، وسنشدد على ضرورة إجراء تحقيقات بشأن هذه الانتهاكات بشكل سريع وبكل دقة".

وذكرت الصحيفة أن منظمة العفو الدولية ترى أن الإصلاحات في المملكة العربية السعودية ليست أكثر من مجرد "سراب كبير"، حيث لا يزال المنتقدون السلميون للنظام يرمون في السجون، وما زالت النساء تعتمدن على الرجال في الحصول على تصاريح في حال أردن السفر للدراسة أو العمل. من جهتها، صرحت مديرة المنظمة في المملكة المتحدة كايت ألين، قائلة: "نود أن تظهر تيريزا ماي أخيرا بعض الصلابة في علاقة المملكة المتحدة بالمملكة العربية السعودية".