ملفات وتقارير

السعودية تعيد ترتيب علاقاتها مع لبنان و"الحريري"

أعرب تيار المستقبل عن ارتياحه من زيارة الوفد السعودي وما رشح عن اللقاءات- جيتي

أنجز الوفد السعودي الرسمي إلى لبنان سلسلة لقاءات ومباحثات مع القيادات اللبنانية الرسمية وعدد من قادة الأحزاب السياسية، فيما يعرف بعودة الروح السعودية إلى المياه اللبنانية بعد فترة ركود خلفتها أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري المفاجئة من الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قبل عودته عنها فور رجوعه إلى لبنان إثر مساع فرنسية.


ويرأس الوفد السعودي موفد الملك سلمان بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، إلى جانب الوزير المفوض في الديوان الملكي وليد البخاري والسفير السعودي لدى لبنان وليد اليعقوب، وعقد الوفد سلسلة لقاءات شملت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، إلى جانب جولة على عدد من القيادات السياسية والحزبية والروحية.


رأب الصدع


ولاقت الزيارة السعودية ترحيبا وإشادة واسعة في الأوساط السياسية، واعتبرها نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي نوعا من التعبير عن عودة العلاقات إلى طبيعتها، قائلا في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "لا يوجد مبرر لاستمرار هذا الخلاف".


وأضاف الفرزلي: "الرئيس الحريري يُصنف في موقع الحليف للممكلة، علما أنّ لبنان لم يرتكب أي خطأ تجاهها، وما اتخذ من إجراءات ومواقف لبنانية يأتي من باب الحرص على رئيس الحكومة وللمطالبة بعودته".


وأبدى الفرزلي تفاؤله من اقتراب رأب الصدع على المستوى الرسمي بين البلدين، فقال: "إعادة تقويم الاعوجاج أمر طبيعي، وحسنا فعلت قيادة المملكة بإرسال مبعوثيها لتصحيح الخلل في العلاقات".


وعن الطروحات السعودية المتعلقة بتدخلات حزب الله الخارجية، قال: "لبنان نأى بنفسه عن الخلافات والاضطرابات الحاصلة في المنطقة"، متابعا: "وطننا بلد الحريات ولا يعني إبداء الآراء والمواقف على اختلافها حصول تدخل في شؤون دولة أخرى".

 

اقرأ أيضا: الحريري يتسلم الدعوة الأولى لزيارة الرياض منذ أزمة الاستقالة


ونبه إلى أنه "لا يمكن قمع الآراء وسدّ الأفواه في لبنان"، متحدثا عن تنوع المواقف السياسية اللبنانية: "توجد آراء مؤيدة للمملكة في معركتها في اليمن وفي الوقت نفسه هناك آراء مؤيدة لسوريا"، مؤكدا أن "المرحلة الأخيرة عززت مبدأ النأي بالنفس أكثر من أي وقت مضى مما يعكس إيجابية على الأصعد كافة".


وعن إمكانية عودة الدعم المالي إلى لبنان كبادرة حسن نيّة من قبل السعودية، قال: "لا أستطيع الاستنتاج وهذا أمر عائد إلى المملكة وخياراتها"، مردفا: "لطالما قدمت القيادة السعودية الدعم للبنان في مختلف المجالات".


دعم تيار عون


من جهته، أعرب النائب عن التيار الوطني الحر آلان عون عن دعم تياره الموالي لرئيس الجمهورية "لأي حوار ومحادثات لإعادة العلاقات الى مستواها الطبيعي".


وشدد عون في تصريحات خاصة لـ"عربي21" على "إيجابية المباحثات اللبنانية مع الوفد السعودي لما يشكله من تقديم لمرحلة جديدة نحو طي صفحة الماضي"، معتبرا أن "الخلافات بين لبنان الرسمي والسعودية انتهت فور عودة الرئيس الحريري إلى لبنان وممارسته لمهامه من جديد على النسق الذي يريده اللبنانيون".


وطالب النائب اللبناني "بإزالة الشوائب التي ما زالت تعكر صفو العلاقة بين البلدين".


وعن مضمون الزيارة وما نتج عنه، قال: "الزيارة تندرج في إطار إعادة التواصل حيث قام الوفد بلقاء الرؤساء الثلاثة من بينهم الرئيس الحريري"، مشددا على أن "الرؤساء يريدون علاقة طيبة مع السعودية ولا يسعون إلى نسج عداوة أو اشتباك مع المملكة".

 

اقرأ أيضا: مصادر: الحريري إلى الرياض.. مرحلة جديدة في العلاقة بين رئيس الحكومة والسعودية


لكن عون أقرّ أن "أزمة استقالة الحريري قد أثرت كثيرا على المستوى السياسي بين البلدين لما ولّدته من تداعيات ثقال"، متمنيا "أن تسترجع الديبلوماسية بين الطرفين إيقاعها تمهيدا لعودة الأمور الى نصابها المعتاد".


وفيما يخص التأثيرات السعودية المتوقعة على الانتخابات اللبنانية، قال: "لن ندخل في الحكم على نوايا الآخرين، ولكن اللبنانيين يرفضون التدخل بأمورهم الداخلية، ولا نريد اتهام أي كان بالسعي إلى ذلك".


وأثنى عون على ما أسماه لبنانية القرار السياسي في الآونة الأخيرة، فقال: "الكلّ يعلم أن اللبنانيين بعيدون عن أي تأثير خارجي خصوصا في الانتخابات".


ارتياح تيار المستقبل


وفيما يخص موقف تيار المستقبل من نتائج الزيارة، أكد النائب عن التيار نضال طعمة أن "ما رشح عن اللقاءات التي أجراها الوفد السعودي يبعث على الارتياح".


وأثنى طعمة في تصريحات خاصة لـ"عربي21" على "أهمية التصريحات المرافقة للزيارة لما تعكسه من مدى حرص قيادة المملكة والرؤساء في لبنان على نسج علاقات ثنائية سليمة ومتينة، والنأي بالخلافات السابقة جانبا، خصوصا أن لبنان يحتل مكانة كبيرة بالنسبة للمملكة".


وكشف طعمة أن الزيارة السعودية تحمل أهدافا عدّة من أهمها ترتيب العلاقة مجددا مع الرئيس الحريري، وقال: "الملك سلمان ينظر إلى الرئيس الحريري كأخ أصغر، وبالتالي لا يمكن أن يبقى الخلاف قائما بينهما في ظل المسعى السعودي باتجاه لجم الدور الإيراني في المنطقة".


ورأى طعمة أن "الخلافات بين تيار المستقبل والسعودية وصلت إلى المراحل الأخيرة من المعالجة النهائية"، متوقعا أن "تشكل زيارة الحريري إلى السعودية خطوة نحو تمتين العلاقة مجددا".


وأردف: "القيادة في المملكة تسعى إلى فتح قنوات مع مختلف القوى السياسية باستثناء حزب الله، بسبب حلفه مع إيران ودوره الخارجي في الفترة السابقة".