ملفات وتقارير

"تسايت": هل تتسع الحرب بسوريا لتشمل لبنان وإسرائيل؟

الصحيفة الألمانية قالت إن الحرس الثوري الإيراني اقترب كثيرا من مرتفعات الجولان- جيتي

نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن تصاعد وتيرة الحرب السورية، حيث من الممكن أن تؤدي حادثة إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية إلى اتساع رقعة الحرب لتشمل كلا من إسرائيل ولبنان.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "الحرب السورية بلغت، السبت الماضي، مرحلة جديدة من التصعيد على خلفية إسقاط طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ سوري على مستوى الحدود السورية الإسرائيلية. ورغم تواتر الأخبار بشأن الهجمات الإسرائيلية على المواقع السورية، إلا أن الجانب الإسرائيلي مازال متكتما حيال هذا الشأن".


وأكدت أن "القوات الجوية الإسرائيلية كثفت خلال الأشهر الأخيرة من غاراتها على  المواقع التابعة للحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله. في الأثناء، ادعى الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ، الذي أسقط طائرته الحربية، أطلق من قاعدة جوية إيرانية في الأراضي السورية. وقد أورد متحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أن إسرائيل لن تقبل هجمات تهدد مصالحها، في الوقت نفسه لا نريد أي تصعيد".

 

اقرأ أيضا: للتغطية على إسقاط F16.. من الذين اختارتهم إسرائيل للتصفية؟

وأشارت الصحيفة إلى أن "الحرس الثوري الإيراني اقترب كثيرا من مرتفعات الجولان منذ انتصار النظام السوري وحلفائه على قوات المعارضة المسلحة. وقد تولى أفراد الحرس الثوري الإيراني تسليح حزب الله، الذي يسيطر على لبنان وسوريا".


وأوضحت أن "رقعة الحرب السورية قد تتسع لتشمل كلا من لبنان وإسرائيل، خاصة وأن حزب الله قادر على شن هجوم على حيفا أو تل أبيب بفضل ما يملكه من صواريخ إيرانية. ولعل هذا السيناريو الذي حذرت منه مجموعة الأزمات الدولية التي أكدت أن الانتصارات، التي حققها الأسد، ترسم ملامح الحرب المقبلة التي ستندلع بين إسرائيل وحزب الله وإيران".


وأفادت الصحيفة بأن الدول المكونة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة تفككت إلى جبهات متفرقة عقب انسحاب تنظيم الدولة من الأراضي السورية. كما أصبحت مصالح الدول المكونة للتحالف متضاربة، مما ساهم في تفاقم معاناة الشعب السوري.


وأضافت أن "القوات التركية تشن هجوما عسكريا على مدينة عفرين دون هوادة. في الأثناء، يرغب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في إحداث منطقة عازلة ضد وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعد فرعا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا". 


وتابعت "تسايت" أن "ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي تعارض عملية غصن الزيتون، التي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وفرار أكثر من 15 ألف شخص، ناهيك عن تأجيج العداوة بين العرب والأكراد. وما زاد الوضع توترا، استنجاد تركيا بقوات الجيش السوري الحر خلال تدخلها العسكري".


وبينت أن "القوات الأمريكية شنت يوم الخميس الماضي سلسلة من الغارات الجوية على القوات الموالية للنظام السوري في  شرق البلاد، الذي يقع تحت سيطرة التحالف الأمريكي الكردي".

 

اقرأ أيضا: نتنياهو: وجّهنا ضربات قاسية للقوات السورية والإيرانية

ومن جهتها، ادعت واشنطن أنها تخطط للبقاء في شرق سوريا بهدف ضمان الاستقرار في المنطقة وحمايتها من الهجمات الإرهابية التي ينفذها تنظيم الدولة. ولكن الحقيقة مخالفة لذلك، حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى السيطرة على الموارد النفطية، التي يحتاجها الأسد، بحسب الصحيفة.


وأبرزت "تسايت" أن الميليشيات التابعة للنظام السوري شنت غارة جوية على شرق البلاد بهدف اختبار مدى جهوزية القوات الأمريكية، لتسفر عن مقتل نحو 100 شخص. في المقابل، تعتبر روسيا الحاكم الفعلي في سوريا؛ ففي شهر أيار/ مايو الماضي، بدا بوتين سيد القرار فيما يتعلق بالحرب السورية، وذلك بعد أن ضمن بقاء حليفه الأسد في الحكم.


وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تتواجد  في الأراضي السورية دون إستراتيجية واضحة، فيما أصبحت إسرائيل متيقنة بأن موسكو لا تعير اهتماما لمصالحها الأمنية. في الأثناء، تبقى روسيا مستمرة في شن غارات جوية لصالح النظام السوري، علما بأن مؤتمر سوتشي لم يفض لأي نتيجة تذكر للتخفيف من حدة هذا الصراع.


وأردفت أن "محافظة إدلب تعد آخر معاقل قوات المعارضة، حيث يقطن مئات الآلاف من السوريين الفارين من شرق حلب. في هذا الصدد، أورد مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، جان إيغلاند، أن "محافظة إدلب تعتبر مخيما للاجئين".


وأشارت الصحيفة إلى أن "النظام السوري استخدم غاز الكلور في سلسلة من الغارات الجوية على محافظة إدلب ومنطقة الغوطة الشرقية. ومنذ الثلاثاء الماضي، لقي حوالي 200 شخص مصرعهم جراء الغارات الجوية في منطقة الغوطة الشرقية، التي تعيش تحت وطأة حصار يفرضه النظام السوري".


وفي الختام، قالت إن قمة أستانا، التي انعقدت في شهر أيار/ مايو الماضي، أدرجت محافظة إدلب ومنطقة الغوطة الشرقية ضمن  مناطق خفض التصعيد. وفي ظل تأزم الوضع، اضطر العديد من المدنيين إلى الفرار.