سياسة عربية

صحفي سعودي يواصل لقاءات معتقلين سياسيين وردود غاضبة

قال قاسم إن علاقة ود تجمعه بجميل فارسي وعادل بانعمة- أرشيفية

واصل الصحفي السعودي، عبد العزيز قاسم، نشر تفاصيل لقاءاته مع دعاة وأكاديميين معتقلين في سجن ذهبان السياسي.

 

وبعد مقالين عن لقائه الشيخ سلمان العودة، والشيخ عوض القرني، نشر قاسم مقالا، تحدث فيه عن لقائه بالكاتب جميل فارسي، والداعية والأكاديمي عادل بانعمة.

 

وقال قاسم إنه أصر على مدير سجن ذهبان للسماح له بمقابلة فارسي وبانعمة، إذ إن الاثنين كانا قد دافعا عنه بعد مقاله، الذي كال به المديح لإدارة سجن ذهبان قبل سنوات، قائلا إنه تعرض لهجوم شديد حينها من كتاب وإعلاميين ودعاة، إلا أن فارسي وبانعمة كانا من بين المدافعين عنه.

 

ونقل قاسم عن جميل فارسي، المعتقل منذ عدة شهور، قوله: "أنا قلت لزوجتي وأهلي، احمدوا الله أنني مسجونٌ هنا في السعودية.. كل شيء نطلبه يأتينا.. لا أجاملهم، فكل من في السجن يعاملني كأخ أكبر له.. أنا لا أرضى أبدا أن يتكلم أحد في موضوعي.. هل تعرفون لماذا؟! ثقة مني تجاه الدولة التي تعاملني كابن لها.. الاتصالات والزيارات مفتوحة لي، والحمد لله، وشددتُ على أبنائي ألا يكتبوا شيئا، وألا يسمحوا لأحد أن يتكلم في قضيتي، لا من قريب ولا من بعيد، بل لم أطلب من أيّ أحد أن يتكلم.. هذه مسألة بين الدولة وابنها".

 

وبأسلوب لمقاليه السابقين، تحدث عبد العزيز قاسم عن حسن المعاملة في سجن ذهبان، ونقل عن المعتقلين شكرهم الشديد لإدارة السجن، وتوصيتهم أبناءهم بعدم نشر أي شكوى تخصهم، مقلصا مطالباتهم بالسجن الجماعي، أو الاتصالات بالأهل، إضافة إلى شنه هجوما عنيفا على قطر، متهما وسائل إعلام بالتبعية لها.

 

وقال قاسم إن جميل فارسي أثنى على جميع الخطوات الإصلاحية التي اتخذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 

وبحسب عبد العزيز قاسم، فإن وساطته لدى مدير سجن ذهبان مكّنت عادل بانعمة من رؤية خاله المعتقل أيضا، الشيخ علي بادحدح.

 

وأوضح أن بانعمة أبلغه بتوقفه عن كتابة الشعر منذ اعتقاله، وتعويض وقته بقراءة القرآن الكريم، وصحيح البخاري، إذ ختم القرآن 30 مرة كاملة، وفق قوله.

 

ونقل عن بانعمة قوله: "وقفنا مع بلادنا في عاصفة الحزم، ولا مزايدة في ذلك؛ فهو واجب. أما قطر؛ فحصلت أكثر من مرة أزمة معها، ما لبث أن رضيت قيادتنا عنها، وباتت الأزمة عابرة، ولم يكن مطروحا وقتها لماذا لا نكتب؟! ولو طُلب منا الكتابة فلن نتأخر أبدا، فهذه بلادنا في النهاية".

 

ورغم تكراره بعلاقته الوطيدة بالمعتقلين الذين التقاهم، وأمله بسرعة الإفراج عنهم، إلا أن عبد العزيز قاسم ألمح في عدة مواضع من مقاله إلى أحقية الحكومة في اعتقالهم.

 

وختم مقاله بأبيات شعر للمتنبي، وجهها إلى الملك سلمان، جاء فيها: "وأَنــتَ حَيــاتُهُم غَضِبَــت عَلَيهِـم.. وهَجـــرُ حَيــاتِهِم لَهُــمُ عِقــابُ، وعَيــنُ المُخــطِئينَ هُــمُ ولَيسُـوا.. بِــأَوَّلِ مَعشَــرٍ خَــطِئُوا فَتــابوا، وَمــا جَــهِلَت أَيــادِيَكَ البَــوادِي.. ولكِــنْ رُبّمــا خَــفِيَ الصَــوابُ".

 

وقال قاسم إن المقالة القادمة بعد أيام ستكون الأخيرة، ويتحدث فيها عن لقائه الشيخين علي بادحدح، ومحمد موسى الشريف.

 

ونوه قاسم إلى أن الشيخين اللذين رافقاه في زيارته إلى سجن ذهبان، ولم يذكر اسمهما بعد، سيكشفان عن نفسيهما لاحقا.

 

بدورهم، شن ناشطون هجوما على عبد العزيز قاسم، متهمينه بمحاولة تبييض صورة الحكومة، على حساب دعاة ومفكرين بعضهم كبار في السن، زج بهم في زنازين انفرادية منذ عدة شهور.

 

وفيما أعرب الكاتب جمال خاشقجي عن أمله بأن تكون مقالات قاسم مقدمة للإفراج عن المعتقلين، توقع ناشطون أن تستمر السلطات السعودية في نهجها، بشيطنة من تم اعتقالهم، وامتداح السجن وظروف اعتقالهم.