سياسة دولية

غزيون: الوضع في القطاع ينذر بكارثة

إسرائيل غزة - جيتي

تردي مجمل الأوضاع الحياتية في قطاع غزة لحد غير مسبوق، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر للعام الـ11 على التوالي، واستمرار الإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة الفلسطينية على القطاع، في ظل تعثر المصالحة، كل ذلك جعل القطاع يقف اليوم على حافة الكارثة.

عمق المأساة

 

وتحت عنوان: "لحظات ما قبل الكارثة"، أوضح الخبير الاقتصادي الفلسطيني البارز، عمر أبو شعبان، في منشور له على "فيسبوك"، أن "النسب والأرقام لم تعد كافية للتعبير عن حجم الكارثة الإنسانية وعمقها في قطاع غزة".

ورأى في تصريح اطلعت عليه "عربي21"، أن "الوضع في قطاع غزة بحاجة لتوصيف جديد لم تتناوله الأدبيات الاقتصادية والتنموية سابقا".

ولفت أبو شعبان إلى أنه "لا يمكن فهم أو إدراك حجم وعمق المأساة التي يرزح تحتها سكان قطاع غزة (2 مليون فلسطيني) باستخدام النسب والمؤشرات الرقمية المعتادة، مثل نسبة البطالة والفقر وغيرهما".

وأكد أن "تداعيات الأزمة المتراكمة منذ سنوات، بفعل عوامل الحصار والانقسام والتهميش، تنخر بقوة في النسيج الاجتماعي والضمير الجمعي لفلسطيني القطاع"، لافتا إلى أن الأزمات الإنسانية "تنتج سلوكيات وقيما ومنظومة علاقات اجتماعية غير سوية".


اقرأ أيضا: اقتصاد غزة دخل مرحلة "الموات" ما ينذر بالانفجار.. ما المخرج؟

وبين الخبير الاقتصادي أن "الأزمة في القطاع وصلت لجميع الشرائح، حتى تلك التي تعمل، حيث ارتفعت نسب الإعالة المباشرة وغير المباشرة لهذه الشرائح، حتى أصبح الجميع مرهقا تحت ضغط الأزمة المتواصلة".

وأضاف: "الطالب الجامعي لا يستطع الذهاب لجامعته، والمريض لا يقدر على شراء الدواء، والشباب تجاوز سن الزواج، وأصبح غير قادر على مواصلة مشوار حياته، وسيدات فاضلات يتسولن في الشوارع، وأستاذ جامعي يعمل سائق تاكسي بعد الظهر".

الكل مسؤول

 

وتابع: "وسائق تكسي يعمل 12 ساعة يوميا؛ كي يعود لبيته ببضعة شواكل، وطبيب يحضر للمستشفى سائرا على قدميه، ورجل شرطة ليس لديه ما يسد به رمق أسرته، ومدرس يفترض به أن يربي الأجيال ليس بمقدوره العودة لبيته ببعض الاحتياجات الأساسية، وآباء يعيشون الإهانة لعدم قدرتهم على ممارسة دور الأبوة والوفاء بتوقعات أهله منه".

ونوه أبو شعبان بوجود "آلاف التجار يعانون الإفلاس وانهيار القوة الشرائية لمعظم الناس، مع ركود اقتصادي غير مسبوق"، مشيرا إلى "تزايد مؤشرات التطرف والإحباط والرغبة في الانتحار، وغيرها من السلوكيات والمفاهيم المدمرة".

وقال: "لقد دخل المجتمع كله حالة اكتئاب جماعي"، معتبرا أن "الذي زاد الطين بلة أن الكارثة الإنسانية التي يمر بها القطاع، ليست من صنع الاحتلال الإسرائيلي وحده، بل إن الانقسام والتشتت الفلسطيني عمّق الكارثة"، وفق تقديره.

وقدر الخبير الاقتصادي أن "المجتمع في قطاع غزة في حالة انكشاف واهتلاك وتدمير لإرادته الإنسانية والسياسية ومنظومته الجماعية"، منوها بأنه "ليس من الصحيح القول إن الكل مسؤول؛ لأن مسؤولية الحاكم تفوق بكثير مسؤولية المحكوم".

يذكر أن إضرابا تجاريا شاملا عم قطاع غزة، الاثنين الماضي، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع، حيث أغلقت الشركات والمؤسسات والبنوك الخاصة والمحال التجارية أبوابها.