حول العالم

لماذا تعتبر قصص ما قبل النوم مهمة بالنسبة للأطفال؟

الوقت المخصص لرواية "قصة ما قبل النوم" يسمح للطفل بإيجاد مكان له في صلب الأسرة - فام أكتيوال

نشرت مجلة " فام أكتيوال" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن أهمية قصص ما قبل النوم بالنسبة للأطفال، فضلا عن سبب تعلقهم بها. والجدير بالذكر أن هذه القصص تعمل على تعزيز علاقة الطفل بوالديه وشعوره بالانتماء داخل الأسرة.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الوقت الذي يخصصه الآباء، كل مساء، لقراءة "قصة ما قبل النوم" لأطفالهم، يتميز بجو من الحنان والحميمية. ففي الواقع، يمثل استلقاء الطفل في فراشه استعدادا للنوم، واستماعه بكل شغف لصوت أبيه أو أمه أثناء سرد قصة مشوقة، إحدى اللحظات المميزة بين الوالدين وطفلهم.

وأوردت المجلة وجهة نظر المختص في طب نفس الأطفال والمؤلف المشارك في كتاب "تربية الطفل"، مارسيل روفو، الذي أفاد بأن "قراءة قصص ممتعة يتم بشكل أساسي قبيل النوم، وهو ما يرغب فيه العديد من الأطفال".

 

وأضاف روفو أن "سرد قصة بأسلوب جميل وفي جو مناسب، يساهم بشكل كبير في تعزيز ثقة الطفل في نفسه. ففي هذا الإطار، سيبادر الطفل بطرح الأسئلة التي تشغل تفكيره كما سيعبر عن المشاعر التي تزعجه". في الواقع، يمثل هذا الأمر فرصة حتى ينفتح الطفل على والديه، مما يقوي العلاقة بينهم.

وأضافت المجلة، على لسان الطبيب النفسي، أن "قصص الأطفال تكشف عن عالم رائع وعجيب، حيث يبدو كل شيء ممكنا، في حين غالبا ما يتغلب الأخيار على الأشرار، والشخصيات الصغيرة على الكبيرة والضعيفة على القوية، في نهاية المطاف. في الوقت ذاته، تحيل القصص إلى أنه يمكن تجاوز كل الصعوبات عن طريق الحيلة والخدعة واللطف والذكاء". وبالتالي، تدفع هذه الجوانب الطفل إلى النوم في كنف الطمأنينة، كما يخفف ذلك من التوتر الذي قد يعاني منه بعض الأطفال.

وأوضحت المجلة، من وجهة نظر الخبراء النفسيين، أن الوقت المخصص لرواية "قصة ما قبل النوم" يسمح للطفل بإيجاد مكان له في صلب الأسرة. في هذا الصدد، أفاد مارسيل روفو أن "استماع الطفل إلى أمه وهي بصدد سرد قصة ذات الرداء الأحمر أو إلى والده وهو يروي له مغامرات بينوكيو، من شأنه أن يعزز لديه الشعور بالانتماء". 

وشدد مارسيل روفو على ضرورة اختيار الوالدين للقصص الخيالية التي "يكون لها تأثير مهدئ ومحفز" على الأطفال مع الحرص على التعامل مع بعض المواضيع الحساسة بطريقة غير مباشرة (مثل مسألة البلوغ في قصة ذات الرداء الأحمر أو الصراعات بين الأم وابنتها في قصة بياض الثلج). كما يمكن أن تمثل جوانب أخرى من حياة الإنسان موضوع "قصة ما قبل النوم". وفي هذا السياق، أوضح المختص النفسي أن "بعض الكتاب قد تطرقوا، بشكل غير مباشر، لمعالجة بعض المشاكل التي قد يتعرض لها الأطفال على غرار الدخول إلى المدرسة، وفقدان أحد أفراد أسرته، وولادة طفل آخر...".

وذكرت المجلة، وفقا للطبيب النفسي، مارسيل روفو، أن الجانب الأهم في هذا الصدد، يكمن في اختيار قصص غير مملة بالنسبة للأطفال. وأردف روفو، أنه "ينبغي لنا أن نوازن بين عمر الطفل وقدرته على الفهم وأن لا نتردد في طرح الأسئلة عليه أثناء القراءة للتأكد من مدى فهمه لأطوار القصة". وأضاف المختص النفسي أن "القصص التي تحتوي على رسومات بارزة، والتي تتميز بحس فكاهي تعد الاختيار الأنسب بالنسبة للأطفال في عمر الخمس والست سنوات".