صحافة إسرائيلية

يديعوت: إسرائيل ارتكبت 5 أخطاء مع غزة.. كيف يتم العلاج؟

الصحيفة الإسرائيلية توقعت إنهيار السلطة الفلسطينية- جيتي

مع حديث رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، عن نيته إلغاء الاتفاقات مع إسرائيل، تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن فرصة سانحة لتقوم "إسرائيل"، بتصميم سياسة إسرائيلية مستقلة تجاه قطاع غزة الـ"دولة عدو".

الوضع معاكس


تشير التقديرات، أنه "بعد خطابات عباس الأخيرة، وتصاعد الأزمة بين السلطة وواشنطن، والاعتراف أنه لا يوجد حل سياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أن السلطة على وشك انهيار متوقع، أو على الأقل انهيار الاتفاقات القائمة بينها وبين إسرائيل، وهذا ليس هو التقدير الأول بهذا الخصوص"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.


وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها، الأحد، التي كتبها الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن ذات التقديرات والتخوفات برزت عقب عملية "السور الواقي" عام 2002 في الضفة الغربية المحتلة، وعلقت "يديعوت" على هذا بقولها: "هذا لم يحصل في حينه ولن يحصل الآن".


وأكدت أن "المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة بين إسرائيل والسلطة، إضافة لارتباط البنى التحتية للطرقات، الكهرباء والماء، سيمنع وقوع أزمة حقيقية، لكن الوضع في قطاع غزة معاكس".


وقدرت أن الواقع الاقتصادي في القطاع من شأنه أن يؤدي إلى واحد من السيناريوهين وهما؛ مواجهة عسكرية مثل التي وقعت عام 2014، أو أخطر منها بكثر؛ وهو خليط من الفوضى السلطوية إلى جانب أزمة إنسانية شديدة تدفع بآلاف الغزيين نحو الجدار والتحرك لداخل إسرائيل"، موضحة أن هذا "الواقع الخطير، نشأ ضمن أمور أخرى، بسبب خمسة أخطاء ارتكبتها إسرائيل".


دولة غزة


ففي عام 2005، عندما "فكت إسرائيل ارتباطها بغزة، امتنعت عن اتخاذ خطوة سياسية كان بإمكانها أن ترفع مسؤولية القطاع عنها"، وفق الصحيفة التي أفادت أنه "من ناحية القانون الدولي، مكانة المنطقة لا يمكنها أن تكون إلا واحدة من ثلاثة؛ إما دولة (أو جزء من دولة)، أو منطقة برعاية دولية؛ وإما أرض محتلة، والنتيجة هي أن غزة لا تزال تعرف كأرض محتلة من قبل إسرائيل".


وأما الخطأ الثاني والمتواصل بحسب الصحيفة، "لم تعمل إسرائيل بشكل رسمي على الاعتراف بأن غزة هي دولة بكل معنى الكلمة، والخطأ الثالث؛ في نهاية حرب 2014، عندما أيدت إسرائيل أن تقود مصر خطة إعادة إعمار غزة، وأن تتلقى السلطة الفلسطينية المال، وهو ما سمح لقطين سمينين حراسة القشدة، حيث تبين أن مصر والسلطة غير معنيتين بإعمار غزة تحت حكم حماس".


كما أن "إسرائيل منعت حلولا متوافرة، حينما اقترحت تركيا إقامة محطة كهرباء عائمة أمام شاطئ غزة، وهذا هو الخطأ الرابع، الذي كان بإمكانه أن يساهم بتقليل أزمة الكهرباء في القطاع في غضون عدة أسابيع، ولكنه لم يقر".


عصي وجزر


وذكرت الصحيفة، أن "الخطأ الخامس، إسرائيل ما زالت تواصل خدمة عباس الذي يدير حربا اقتصادية ضد حماس، ولكن النتيجة هي أنه لا توجد كهرباء وماء، والمجاري تفيض على ضفافها والبطالة هائلة"، مشددة على أنه "من الواجب إجراء تغيير جذري وفوري في هذا النهج، ووضع إستراتيجية ذات سبعة مبادئ".


ولفتت أن هذه المبادئ هي؛ "الاعتراف بأن غزة هي دولة؛ وسكانها يقررون من يحكمها، وفي هذه المرحلة فإن الحكم الشرعي هو لحركة حماس، كما على إسرائيل أن تصر أن أموال إعمار غزة يجب أن تمنح لحكومة غزة؛ مع الاشتراط بأن هذه الأموال تستهدف إقامة شبكات كهرباء، مياه ومجاري؛ وهذه المبادئ الأربعة الأولى".


وأما الخامس والسادس، هو "الموافقة على إقامة ميناء في غزة؛ وإقامة البنى التحتية، مع مضاعفة إسرائيل ضخ الكهرباء والمياه إلى القطاع"، منوها أن المبادئ السابع هو "الضغط على مصر للسماح لسكان غزة بالسفر عبرها للعمل في الدول العربية".


ومع التأكيد على أن غزة "هي دولة عدو، إلا أن السياسية لا تقوم فقط على العصي دون الجزر، ولا يمكن الاعتماد على أن يوفر عباس الجزر لغزة"، وفق "يديعوت".


ورأت الصحيفة، في "نية رئيس السلطة إلغاء الاتفاقات مع إسرائيل، فرصة لتصميم سياسة إسرائيلية مستقلة تجاه غزة، مع التوقف عن مراعاة إدارة الفلسطينيين، في أن تواصل غزة والضفة كونهما كيانا سياسيا واحدا".