ملفات وتقارير

لماذا يرفض السيسي المصالحة مع الإخوان ويتمسك بعدائهم؟

استبعد المحللون أن يسعى السيسي لأي مصالحة مع الإخوان (أرشيفية)- أ ف ب

رهن عبد الفتاح السيسي أمن واستقرار مصر باستمرار وجود جماعة الإخوان المسلمين في السجون، بدعوى أنهم "وراء ما تشهده مصر من أعمال عنف تستهدف الدولة المصرية نظاما وشعبا"، على حد وصفه.
 
جاء ذلك في كلمة له، خلال اليوم الختامي لمؤتمر "حكاية وطن"، الذي انعقد على مدى ثلاثة أيام في القاهرة، لتقديم كشف حساب عن ولايته الرئاسية الأولى، التي تنتهي خلال أشهر.
 
وقال إن "مواجهة هؤلاء (الإخوان) بالقانون فقط، وإذا قرر الشعب أن أفرج عنهم سأفرج عنهم، لكن وقتها لا تسألوني عن الأمن والاستقرار، وما دمتم موافقين على التفويض الذى فوضتموني به، فأنا معكم".
 
واستبعد قياديان في جماعة الإخوان المسلمين ومحللين في تصريحات لـ"عربي21" حدوث أي مصالحة بين نظام السيسي والإخوان، مع استمرار وجوده على رأس السلطة.
 
"شماعة الإخوان"
 

في هذا الإطار، استبعد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، أشرف عبد الغفار، فتح باب المصالحة مع جماعة الإخوان، قائلا: "لم ولن يفتح السيسي باب المصالحة يوما ما؛ لأن الانقلاب قائم على اتهاماته للإخوان"، مشيرا إلى أن "فتح باب المصالحة يعد تراجعا عن الركيزة الأساسيه التي شرعن بها الانقلاب".
 
وأضاف لـ"عربي21" أن "السيسي ونظامه ظلوا ينفخون في نار الكراهية والعداء للإخوان بشكل خاص، وللإسلاميين بشكل عام، ولذلك فهذه استراتيجيته التي يرتبط وجوده بها، وفزاعته التي لا يملك غيرها".
 
وأكد أن "نظام السيسي ارتكب جميع الانتهاكات تحت مزاعم مكافحة الإرهاب، فجوّع الشعب وقضى على الحريات ودمر الاقتصاد، واستخدم الجيش لقتال الشعب في سيناء لصالح إسرائيل، وباع ما كان يدعي أن الإخوان باعوه"، مشيرا إلى أن "مصر لن تقوم لها قائمة إلا بإبعاد السيسي وضغمته، ويعي الشعب حقيقة مزاعمهم".


لا تصالح
 
بدوره، علق عضو البرلمان المصري بالخارج، طارق مرسي، بالقول إنه "ليس هناك باب لما يسمى بالمصالحة بين السيسي، والإخوان".


وقال في تصريحات لـ"عربي21" إن "الإخوان ليست غايتهم فقط زوال السيسي، هذه مجرد خطوة، إنما الهدف هو تحرير مصر من قبضة الاستبداد أيا كانت صورته، وأيا كان القائمون عليه، وإنهاء حكم العسكر".
 
تصفية حسابات
 
ورأى المحلل السياسي والكاتب الصحفي، عزت النمر، أن "مسألة المصالحة عار لن يتورط الإخوان فيها مع منقلب على الشرعية".
 
وأضاف لـ"عربي21" أنه "لم يكن أحد ينتظر من السيسي فتح باب موضوع المصالحة، بعد أن قُتل الآف الأبرياء فمنذ 3 يوليو، ومازال الدم المصري يسيل".
 
ولفت إلى أن "السيسي يهذي في كلامه، ويستهلك الوقت ببرامجه لخداع المصريين، ولتصفية صراعات داخل منظومة الانقلاب، وفوق كل ذلك للتغطية على فشل نظامه في كل نواحي الحياة".
 
وذهب إلى أن "فزاعة الإخوان يستخدمها السيسي لتخويف الشعب المصري وليمرر بها انتخابات الاستبداد".