علوم وتكنولوجيا

تعديل بفيسبوك يجعلك تشاهد مزيدا من منشورات الأصدقاء والعائلة

فيسبوك - أ ف ب

نشرت مجلة "وايرد" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن التغييرات الجديدة التي أقرها مارك زوكربيرغ بشأن موقع فيسبوك، حيث يسعى مطورو الموقع إلى منح الأولوية للمنشورات التي تعود لأفراد العائلة والأصدقاء.
 
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المدير التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، استعرض خلال مؤتمر المستثمرين ربع السنوي، في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، فكرة تكريس مبادئ الشركة؛ عن طريق العمل على تقريب الأشخاص من بعضهم البعض.
 
وحيال هذا الشأن، بيّن زوكربيرغ أن موقع التواصل الاجتماعي يمثل منصة هامة لتواصلنا مع أصدقائنا ومع جميع أفراد العائلة، فضلا عن أن هدف فيسبوك السامي هو تشجيع الأشخاص على إنشاء روابط متينة؛ من خلال التفاعل فيما بينهم بشكل هادف؛ لبناء علاقات مفيدة.
 
وأوضحت المجلة أن مارك زوكربيرغ أفاد مساء، يوم الخميس، بأن المطورين في فيسبوك يعملون على تغيير الخوارزمية المسؤولة عن تحديد المحتوى الذي نشاهده على صفحاتنا الرئيسية، فضلا عن تحيين الآلية التي تتحكم في نشر المعلومات والأخبار حول العالم.
 
ونقلت المجلة تدوينة لزوكربيرغ، قال فيها: "لقد أنشأنا فيسبوك لمساعدة الأشخاص على البقاء على اتصال دائم، وتقريبهم من ذويهم. فقد أظهرت الأبحاث أن توطيد علاقاتنا يساهم في تحسين صحتنا، ويزيد سعادتنا في الحياة". وأضاف الملياردير الشاب أنه وردتهم عدة تشكيات تتعلق بالمحتوى العام، الذي تطغى عليه المنشورات الدعائية، ما يتسبب في تضاؤل ظهور اللحظات الخاصة والمنشورات التي تقربنا من بعضنا البعض.
 
بناء على هذه التشكيات، يسعى فيسبوك لإحداث العديد من التغييرات، كما ينوي إجراء تحويرات مركزية على طريقة عمل الموقع. كما صرح زوكربيرغ بأنه سيغير الهدف المحدد لفرق الإنتاج، حيث كان التركيز منصبا على تسهيل وصول المستخدم إلى المحتوى المناسب له، لكنه أصبح يتمحور حول عرض المزيد من المنشورات التفاعلية.
 
وبينت المجلة أن خوارزمية المحتوى العام الجديدة تولي أهمية أقل لمدى شهرة المنشورات، مقابل منح الأولوية للمنشورات التي تشجع المستخدمين على التفاعل وكتابة التعليقات. وتكمن مشكلة فيسبوك خلال الأشهر 18 الأخيرة في أن المحتوى الذي يتم إظهاره للمستخدمين يهدف بشكل أساسي إلى دفعهم إلى تمضية أطول وقت ممكن على فيسبوك. وعلى الرغم من أن هذا الأمر يعتبر مربحا ماديا، إلا أنه سلبي على الصعيد الإنساني.
 
وأوردت المجلة أن مارك زوكربيرغ يطمح إلى جعل الوقت الذي يمضيه المستخدمون في تصفح الموقع قيما. وقد ذكر المسؤول عن المحتوى العام بفيسبوك، آدم موسيري، أن المنشورات ومقاطع الفيديو التي تنشرها الصفحات ستحظى بأهمية أقل من منشورات العائلة والأصدقاء. وهذا يعني أن عدد التعليقات على المنشورات سيكون له وزن أكبر من عدد المرات التي أعجب بها الأشخاص بهذه المنشورات، كما ستمنح التعليقات المطولة أهمية أكبر من التعليقات المقتضبة.
 
وتطرقت المجلة إلى طريقة عمل هذه الخوارزمية الجديدة، التي تمنح كل منشور تقييما معينا يرتكز على مدى أهمية هذا المنشور حسب رؤية فيسبوك. في الأثناء، تقوم الخوارزمية بأخذ طبيعة المنشور بعين الاعتبار، بالإضافة إلى مصدره، وما إذا كان منشورا إخباريا أو أنشأه أحد أصدقائك. وكلما ارتفعت إمكانية تفاعلك مع المنشور، رفع فيسبوك في تقييمه.
 
وتحدثت المجلة عن هذه التغييرات من منظور موظف سابق في غوغل، تريستان هاريس، الذي أبدى قلقه من هذه الخوارزمية. لطالما وصف هاريس الشركات التكنولوجية العملاقة، خاصة فيسبوك، بأنها بمثابة الهيروين البصري المصمم لدفع الإنسان للإصابة بالإدمان. كما انتقد هاريس هذه الشركات، قائلا إنه يتوجب عليها إعادة النظر في نماذج عملها بصفة جذرية؛ بهدف التوقف عما أسماه "الاستثمار في جذب انتباه الأشخاص".
 
وأوضحت المجلة أن هذه الخوارزمية الجديدة تهدف إلى تسهيل عملية تحديد مصداقية الأخبار المتداولة على الصفحات الرئيسية للمستخدمين. إلى جانب ذلك، يمثل ذلك محاولة جادة لفرض العديد من القوانين المتعلقة بالدعاية السياسية، بما يتماشى مع قواعد وسائل الإعلام الأخرى. في هذا الصدد، تسعى التغييرات التي وقع إقرارها يوم الخميس إلى تصحيح مسار شركة فيسبوك، بعد أن وقع اتهامها بقيادة المستخدمين والمحررين إلى منصاتها الخاصة، ومحاولة الهيمنة على مجال التسويق الرقمي.
 
وأشارت المجلة إلى الآثار الجانبية والسلبية المحتملة لهذه التغييرات، حيث صرح هاريس بأن بعض المنشورات ستحظى بالأولوية على حساب منشورات أخرى. نتيجة لذلك، سيتحتم على بعض الناشرين دفع الأموال من أجل قيام إدارة فيسبوك بزيادة معدلات مشاهدة منشوراتهم.
 
وفي الختام، تحدث ميسوري عن النقاط الإيجابية التي تميز هذه الخوارزمية الجديدة التي طورها فيسبوك، على غرار زيادة التفاعل بين الأشخاص، فضلا عن تقليص المنشورات المحرضة على الكراهية. لكنه حذر من إمكانية استغلال بعض الأطراف لهذه الخاصية من خلال كتابة تعليقات طويلة، لمنح منشوراتهم نسبة مشاهدة أكبر.

 

فيسبوك يقوم بتعديل صفحتك الرئيسية لتشاهد المزيد من منشورات الأصدقاء والعائلة
عربي21-  حمزة مثلوثي
 
نشرت مجلة "وايرد" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن التغييرات الجديدة التي أقرها مارك زوكربيرغ بشأن موقع فيسبوك، حيث يسعى مطورو الموقع إلى منح الأولوية للمنشورات التي تعود لأفراد العائلة والأصدقاء.
 
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المدير التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، استعرض خلال مؤتمر المستثمرين ربع السنوي، في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، فكرة تكريس مبادئ الشركة عن طريق العمل على تقريب الأشخاص من بعضهم البعض.
 
وحيال هذا الشأن، بين زوكربيرغ أن موقع التواصل الاجتماعي يمثل منصة هامة لتواصلنا مع أصدقائنا ومع جميع أفراد العائلة، فضلا عن أن هدف فيسبوك السامي هو تشجيع الأشخاص على إنشاء روابط متينة من خلال التفاعل فيما بينهم بشكل هادف، لبناء علاقات مفيدة.
 
وأوضحت المجلة أن مارك زوكربيرغ قد أفاد مساء يوم الخميس بأن المطورين في فيسبوك يعملون على تغيير الخوارزمية المسؤولة عن تحديد المحتوى الذي نشاهده على صفحاتنا الرئيسية، فضلا عن تحيين الآلية التي تتحكم في نشر المعلومات والأخبار حول العالم.
 
ونقلت المجلة تدوينة لزوكربيرغ قال فيها "لقد أنشأنا فيسبوك لمساعدة الأشخاص على البقاء على اتصال دائم وتقريبهم من ذويهم. فقد أظهرت الأبحاث أن توطيد علاقاتنا يساهم في تحسين صحتنا ويزيد سعادتنا في الحياة". وأضاف الملياردير الشاب أنه وردتهم عدة تشكيات تتعلق بالمحتوى العام، الذي تطغى عليه المنشورات الدعائية، مما يتسبب في تضاؤل ظهور اللحظات الخاصة والمنشورات التي تقربنا من بعضنا البعض.
 
بناء على هذه التشكيات، يسعى فيسبوك لإحداث العديد من التغييرات، كما ينوي إجراء تحويرات مركزية على طريقة عمل الموقع. كما صرح زوكربيرغ بأنه سيغير الهدف المحدد لفرق الإنتاج، حيث كان التركيز منصبا على تسهيل وصول المستخدم إلى المحتوى المناسب له، لكنه أصبح يتمحور حول عرض المزيد من المنشورات التفاعلية.
 
وبينت المجلة أن خوارزمية المحتوى العام الجديدة تولي أهمية أقل لمدى شهرة المنشورات، مقابل منح الأولوية للمنشورات التي تشجع المستخدمين على التفاعل وكتابة التعليقات. وتكمن مشكلة فيسبوك خلال الأشهر 18 الأخيرة في أن المحتوى الذي يتم إظهاره للمستخدمين يهدف بشكل أساسي إلى دفعهم إلى تمضية أطول وقت ممكن على فيسبوك. وعلى الرغم من أن هذا الأمر يعتبر مربحا ماديا، إلا أنه سلبي على الصعيد الإنساني.
 
وأوردت المجلة أن مارك زوكربيرغ يطمح إلى جعل الوقت الذي يمضيه المستخدمون في تصفح الموقع قيما. وقد ذكر المسؤول عن المحتوى العام بفيسبوك، آدم موسيري، أن المنشورات ومقاطع الفيديو التي تنشرها الصفحات ستحظى بأهمية أقل من منشورات العائلة والأصدقاء. وهذا يعني أن عدد التعليقات على المنشورات سيكون له وزن أكبر من عدد المرات التي أعجب بها الأشخاص بهذه المنشورات، كما ستمنح التعليقات المطولة أهمية أكبر من التعليقات المقتضبة.
 
وتطرقت المجلة إلى طريقة عمل هذه الخوارزمية الجديدة، التي تمنح كل منشور تقييما معينا يرتكز على مدى أهمية هذا المنشور حسب رؤية فيسبوك. في الأثناء، تقوم الخوارزمية بأخذ طبيعة المنشور بعين الاعتبار، بالإضافة إلى مصدره، وما إذا كان منشورا إخباريا أو أنشأه أحد أصدقائك. وكلما ارتفعت إمكانية تفاعلك مع المنشور، رفع فيسبوك في تقييمه.
 
وتحدثت المجلة عن هذه التغييرات من منظور موظف سابق في غوغل، تريستان هاريس، الذي أبدى قلقه من هذه الخوارزمية. لطالما وصف هاريس الشركات التكنولوجية العملاقة، خاصة فيسبوك، بأنها بمثابة الهيروين البصري المصمم لدفع الإنسان للإصابة بالإدمان. كما انتقد هاريس هذه الشركات، قائلا إنه يتوجب عليها إعادة النظر في نماذج عملها بصفة جذرية بهدف التوقف عما أسماه "بالاستثمار في جذب انتباه الأشخاص".
 
وأوضحت المجلة أن هذه الخوارزمية الجديدة تهدف إلى تسهيل عملية تحديد مصداقية الأخبار المتداولة على الصفحات الرئيسية للمستخدمين. إلى جانب ذلك، يمثل ذلك محاولة جادة لفرض العديد من القوانين المتعلقة بالدعاية السياسية بما يتماشى مع قواعد وسائل الإعلام الأخرى. في هذا الصدد، تسعى التغييرات التي وقع إقرارها يوم الخميس إلى تصحيح مسار شركة فيسبوك بعد أن وقع اتهامها بقيادة المستخدمين والمحررين إلى منصاتها الخاصة، ومحاولة الهيمنة على مجال التسويق الرقمي.
 
وأشارت المجلة إلى الآثار الجانبية والسلبية المحتملة لهذه التغييرات، حيث صرح هاريس بأن بعض المنشورات ستحظى بالأولوية على حساب منشورات أخرى. نتيجة لذلك، سيتحتم على بعض الناشرين دفع الأموال من أجل قيام إدارة فيسبوك بزيادة معدلات مشاهدة منشوراتهم.
 
وفي الختام، تحدث ميسوري عن النقاط الإيجابية التي تميز هذه الخوارزمية الجديدة التي طورها فيسبوك، على غرار زيادة التفاعل بين الأشخاص، فضلا عن تقليص المنشورات المحرضة على الكراهية. لكنه حذر من إمكانية استغلال بعض الأطراف لهذه الخاصية من خلال كتابة تعليقات طويلة، لمنح منشوراتهم نسبة مشاهدة أكبر.