صحافة دولية

الأمم المتحدة تهاجم سجل الرياض الحقوقي وسياستها التعسفية

السعودية في مقدمة الدول التي تنفذ حكم الاعدام في العالم - أ ف ب
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن موقف الأمم المتحدة الرافض للسياسة التعسفية التي تتوخاها الرياض، التي تتعارض مع حقوق الإنسان، وذلك على خلفية اعتقال عدد من الحقوقيين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، شملت حملة الاعتقالات في السعودية 60 شخصا وجهت لهم تهم سياسية. وكان من بين المعتقلين رجال دين، وناشطون، وحقوقيون، وصحفيون، وسياسيون. وقد طلب خبراء الأمم المتحدة من الرياض الإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين سجنوا منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، والسماح لهم بممارسة حقوقهم في التعبير عن آرائهم بكل حرية.  

وذكرت الصحيفة أن الأمم المتحدة أعربت عن قلقها إزاء إصرار الرياض على انتهاج سياسة القمع، مع استمرار حملة الاعتقال في حق المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين. وفي هذا السياق، أدان خبراء الأمم المتحدة السياسة القمعية التي تنتهجها المملكة العربية السعودية تجاه منتقدي الحكومة والمدافعين عن حقوق الإنسان، حيث تطبق قانون مكافحة الإرهاب لقمع المواطنين السعوديين ومنعهم من التعبير عن آرائهم بكل حرية.
 
وأوردت الصحيفة أنه، حسب التقرير الذي قدمته الأمم المتحدة، يوجد بين السجناء الذين شملتهم حملة الاعتقالات، الداعية سلمان العودة الذي يعتبر شخصية معروفة وأحد رموز الوسطية الإسلامية. فلطالما دعا سلمان العودة إلى احترام حقوق الإنسان بما تقتضيه الشريعة الإسلامية، فضلا عن أنه مدير موقع "الإسلام اليوم"، وأحد أعضاء الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين. 

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الداعية قد حث الحكومة السعودية، في تغريدة له على موقع "تويتر"، على اعتماد الحوار لحل الأزمة مع قطر. وعلى إثر ذلك، اعتقلت السلطات السعودية سلمان العودة على خلفية رأيه في الأزمة القطرية.

كما أكدت الصحيفة أنه من بين النشطاء السعوديين الذين انتهى بهم المطاف في السجن، الكاتب عبد الله المالكي، ورجل الأعمال عصام الزامل، وعبد العزيز الشبيلي، وعيسى بن حميد الحميد، المنتمين لجمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية "حسم". حيال هذا الشأن، بين خبراء الأمم المتحدة أنه بالرغم من أن السعودية تعتبر عضوا في لجنة حقوق الإنسان، إلا أنها تواصل شنها لحملة اعتقالات تعسفية تطال كلا من المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين للنظام.

وقالت الصحيفة إن مديرة منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط، سماح حديد، اعتبرت حملة الاعتقالات التي انطلقت خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، بأمر من ولي العهد محمد بن سلمان، فترة مظلمة في تاريخ حرية التعبير في المملكة العربية السعودية. والجدير بالذكر أن المجتمع السعودي يعاني من القمع، وبعد حملة الاعتقالات واسعة النطاق بات جميع المدافعين عن حقوق الإنسان قابعين داخل السجون السعودية بتهمة الإرهاب المزعومة، التي لا أساس لها من الصحة.

ووفقا لما ورد في تقرير الأمم المتحدة، لا ينبغي للناشطين أن يتعرضوا إلى القمع والسجن بل إلى التقدير والاحترام لاهتمامهم بالدفاع عن حقوق الإنسان، علما بأن الأمم المتحدة نادرا ما انتقدت سياسة السعودية. وخلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، أصبحت المملكة العربية السعودية عضوا في لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، وهي لجنة فنية تابعة للأمم المتحدة تهتم بالدفاع عن حقوق المرأة كما تعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين. 

وفي الختام، أكدت الصحيفة أن انتهاج المملكة العربية السعودية لسياسة تعسفية تجاه المعارضين والحقوقيين، وتصنيفها في المراتب الأولى في حالات الإعدام، أثار سخط وقلق المجتمع الدولي. فعلى الرغم من الانتهاكات التي ترتكبها المملكة العربية السعودية، إلا أنها تعتبر حليفا جيوسياسيا مهما للغرب والولايات المتحدة.