صحافة عربية

كاتب سعودي يهاجم دعاة التطبيع مع إسرائيل في بلاده

جاسر الحربش دعا دعاة التطبيع لقراءة ما كتبه مفكرون يهود وأجانب عن الفكر الصهيوني- أرشيفية

نشرت صحيفة الجزيرة السعودية الاثنين الماضي مقالا للكاتب السعودي جاسر الحربش يهاجم فيه نخبا سعودية وعربية دعت إلى التطبيع مع إسرائيل.

 

وفي المقال الذي حمل عنوان "وللمتصهينين تذكرة خروج دون عودة"، يطلب الحربش ممن سماهم "المستعجلين على تقبل احتلال فلسطين" الاستماع لآراء مفكرين يهود وعالميين كتبوا عن الفكر الصهيوني قبل الدعوة للتطبيع.

 

ويقول الحربش: "لو أن المستعجلين على تقبل احتلال فلسطين وقمع أهلها كأمر واقع يشاهدون ويسمعون آراء بعض الحقوقيين اليهود عن الفكر الصهيوني، مثل جدعون ليفي وناعوم تشومسكي نورمان فينكنستاين والأمريكي الفلسطيني إدوارد سعيد، لربما خجلوا من جهلهم بنتائج ما يستعجلون التطبيع معه".


ويرى الكاتب السعودي أن " الخمسة أو العشرة أشخاص من الكتاب والمغردين بيننا، الداعين للتصالح مع أقبح فكر عنصري في التاريخ لا يملكون الفهم الكافي لنتائج ما يدعون له".

 

اقرأ أيضا: وجهات نظر إسرائيلية تكشف علاقات تل أبيب مع الرياض

وأضاف: "صحيح أن عددهم ما زال لا يستحق الاهتمام، لكنهم يسهمون في تسميم عقول الشباب الذين لا يفهمون معنى الفاعل والمفعول به في الحضارات، مثلما تسمم الجيفة الواحدة مياه البئر بالكامل".

ويتابع: "تكفي قراءة ما جرى بينهم وبين الشعوب التي طبعت معهم عبر مئات السنين والوصول إلى علاقة طبيعية مع الفكر الصهيوني يعني القبول بمتطلبات النص التوراتي الذي يصدقونه، الأخيار أسياد للأغيار، ويقول النص: يا أبناء إسرائيل كل ما تطأه أقدامكم من أرض هو ملك لكم تفعلون به ما تشاؤون".

ورصد الكاتب في مقاله ما سماها "سبعة متطلبات ولوازم للتطبيع مع إسرائيل"، وهي: 

أولا: السيطرة الروتشيلدية على رؤوس الأموال والأعمال، ومن لا يعرف معنى ذلك عليه التعرف بالقراءة المتوسعة عن العقلية المالية الروتشيلدية وتأثيرها في تاريخ العالم.

ثانيا: القبول بسيطرة الإعلام المسير الكاسح بيد المتحكم فيه المعروف على الفضائيات والصحافة والسينيما وصناعة الوثائقيات والبرامج السياسية والتربوية.

ثالثاً: القبول بشروط التعايش بحسب مفاهيم الحريات الشخصية الجسدية والفكرية التي يفرضها الطرف الأقوى على الأضعف.

رابعا: القبول بمنظمة آيباك صهيونية عربية على غرار نموذجها الأمريكي المتغلغل في الحياة السياسية والاجتماعية الأمريكية.


خامسا: أنه على كل مصرف مالي أو رجل أعمال أو مسؤول أو مفكر مستقل يرفض التعامل مع التطبيع، عليه أن يكون مستعداً للاغتيال الإعلامي والفكري وربما المحاكمة بتهمة معاداة السامية رغم أنه هو من أصول سامية ويرفض التعامل مع الفكر الصهيوني تحديداً.

 

اقرأ أيضا: كيف ساهم ابن سلمان وكوشنر بتشكيل ملامح إسرائيل الجديدة؟

سادسا: وهذه ربما الأقل أهمية عند المهرولين للتطبيع رغم أنها الأهم، وهي القبول بالتنازل عن فلسطين العربية بأرضها ومساجدها وكنائسها ومقابر الأجداد فيها وآثارها وزيتونها، بكل ما يعنيه ذلك من خيانة جيل واحد لكل الأجيال السابقة واللاحقة.

سابعا: تحمل أي دولة إسلامية تطبع مع مغتصب عنصري لكل ما يترتب على ذلك من نبذ وعداء مع الشعوب الإسلامية الرافضة لفرض الأمر الواقع بسبب العجز عن نقل المسؤولية إلى الأجيال القادمة.

ويختتم الكاتب السعودي مقاله بالقول" "هكذا وبناء عليه يتضح أن أفضل الحلول هو سفر الراغبين في التطبيع إلى صهاينتهم في إسرائيل بتذكرة خروج دون عودة، ليتعرفوا بالمعايشة معنى أن يكونوا عرباً في مجتمع عنصري أخيار ضد أغيار، ولتتخلص منهم مجتمعاتهم كذلك".