ملفات وتقارير

السيسي يجدد دعمه لحكومة "الوفاق الليبية"..ماذا عن حفتر؟

السيسي جدد دعمه لمؤسسات الدولة الليبية ومنها حكومة الوفاق- تويتر

طرحت تصريحات أطلقها عبد الفتاح السيسي، تؤكد دعمه لحكومة الوفاق الوطني الليبية وليس حفتر فقط، عدة تكهنات وتساؤلات حول علاقة نظام السيسي بقائد قوات البرلمان الليبي خليفة حفتر حاليا ودلالة تجديد دعمه للوفاق الليبي الآن.


وأكد السيسي أن "دعم مصر "للمشير" خليفة حفتر، لا يعني رفضها أبدا حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، موضحا أن بلاده "فقط تدعم الجيش الوطني الليبي، ومؤسسات الدولة الليبية ومنها حكومة السراج"، حسب تصريحات على هامش منتدى شباب العالم بشرم الشيخ المصرية.


حصار "حفتر"

 
ويتعرض حفتر وقواته الآن لما يشبه الحصار من قبل قوى داخلية وأخرى خارجية؛ بسبب ما قامت به قواته في الشرق الليبي من تنفيذ مجازر بحق مدنيين، وما قام به نجله "صدام" مؤخرا بدفع مبلغ 120 ألف دولار بهدف الترويج لعائلة حفتر في الكونجرس الأمريكي، ولحشد تأييد أعضاء الكونجرس لدور هذه العائلة في مستقبل ليبيا السياسي والعسكري.


من جهتها، طالبت فاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، حفتر باحترام العدالة الدولية وسرعة اعتقال وتسليم ضابط الإعدامات بقواته محمود الورفلي إلى السلطات الليبية، كي يسلم إلى المحكمة دون تأخير"، حسب تصريحات لها الأربعاء.

 

اقرأ أيضا: حفتر في القاهرة بعد أيام من اجتماعات مصرية ليبية

وأثارت تصريحات السيسي وما يماثلها من مواقف دولية وإقليمية عدة تساؤلات حول مصير مشروع اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا؟ وهل ستشهد نهاية العام الجاري التخلي عن حفتر ومشروعه من قبل داعميه وعلى رأسهم مصر والإمارات؟.


ارتباك وتنصل

 
وقال العضو السابق في المؤتمر الوطني العام، فوزي العقاب، إن "هناك بعض المؤشرات بدأت تظهر تؤكد ارتباكا في علاقة نظام السيسي مع خليفة حفتر، ولعل أحداث درنة الأخيرة وتضارب التصريحات يدل على ذلك، ناهيك عن بعض التغيرات في المسؤولين والجهات المصرية المكلفة بمتابعة الملف الليبي (الفريق محمود حجازي)، وفق تقديره".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "تصريح السيسي بهذا الوضوح، يصح أن يفهم على أساس أنه تنصل من أي انتهاكات تحسب على قوات "الكرامة" (قوات حفتر)، غير المعترفة بشرعية حكومة الوفاق المعترف بها دوليا".


وتابع: "ودلالة اعتراف السيسي بحكومة الوفاق علانية في هذا التوقيت، كاف في حد ذاته لطرح سؤال عن الموقف المصري من مشروع حفتر" (الكرامة).


وقالت الناشطة الليبية في المجتمع المدني، غالية بن ساسي، إنه "ربما انتهى دور حفتر الآن والجميع سيتخلى عنه، وخصوصا بعد التصريحات الشديدة من مجلس الأمن بعد اجتماع عسكريين في مصر، وكذلك بعد خسارة حفتر لأعوانه في المنطقة الغربية"، كما قالت لـ"عربي21".


تلاعب

 
مدير مركز "بيان" الليبي للدراسات، نزار كريكش، رأى من جانبه؛ أن "كلام السيسي مجرد تلاعب بالكلمات، حتى وإن سلمنا بذلك فهي تدعم حكومة الوفاق من أجل تثبيت حفتر في المشهد الليبي، أي إن العلاقة أفقية بين مؤسستين عسكريتين، ومحاولة لاستخدام الجنرال حفتر للسيطرة على القرار الليبي"، حسب كلامه.


وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "مصر تمارس الدور السوري والسعودي في لبنان، وهذا لن يحدث لاعتبارات الجغرافيا السياسية لليبيا وكذلك التاريخ، فليبيا في تجاذب بين الشرق والغرب ومن مصلحة الجميع ترك ليبيا مساحة للتوازن، لأن الجزائر لاتطيق أن تكون مصر قوة أساسية في شمال إفريقيا، والمجال الحيوي لمصر هو الشام وفلسطين ولا يعني ضعف ليبيا تغيير هذه الحقائق".


توازن

 
وأكد عضو المؤتمر الليبي السابق، محمد دومة، إن "دعم حكومة السراج هو الموقف المعلن للدولة المصرية، وبالتأكيد فإن "الرئيس" السيسي يعرف أن حكومة الوفاق هي نتاج توافق دولي حول الملف الليبي، وبالتالي فإن مصر ملزمة بهذا التوافق والاعتراف الدولي".

 

اقرأ أيضا: لماذا يرفض حفتر تسليم الورفلي للجنائية الدولية؟

وتابع لـ"عربي21": "لكن هذا لايعني تخلي النظام المصري عن "الجيش" (قوات حفتر)، لأن دعم "الجيش" أمر استراتيجي بالنسبة لمصر، فالتصريحات هي مجرد توازن لا أكثر".


وأما الكاتب والأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي، فقد أشار إلى أن "هذا التصريح هو تأكيد من الحكومة المصرية التعاطي بتوازن مع الطرفين دون انحياز، وهذا ما دأبت عليه القاهرة".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الدولة المصرية في أكثر من مناسبة تؤكد هذا التوازن، سواء بتأكيد اعترافها بالجيش الليبي بقيادة "المشير" حفتر، أو تعاطيها بإيجابية مع حكومة الوفاق كحكومة؛ نتيجة لاتفاق الصخيرات"، وفق رأيه.