نشرت صحيفة "إيزفيسيتيا" الروسية تقريرا؛ تطرقت من خلاله إلى الانتخابات المحلية التي تعتزم
الإدارة الذاتية الكردية في
سوريا تنظيمها قبل نهاية هذه السنة.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من التزام أكراد سوريا المعلن بوحدة الأراضي السورية، إلا أنهم في الواقع يعملون على إنشاء دولة كردية مستقلة، وذلك بدعم أمريكي، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر دبلوماسية روسية.
وأشارت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن
الأكراد في سوريا يخططون لإجراء انتخابات برلمانية في مطلع السنة المقبلة.
وقالت الصحيفة إن القيادات الكردية طالبت بالاعتراف بالحكم الذاتي لهم، فضلا عن تحقيق المساواة في الحقوق بين الأكراد وبقية المجموعات العرقية التي تعيش على الأراضي السورية. بالإضافة إلى ذلك، تعالت أصواتهم المنادية بتحويل سوريا من دولة مركزية إلى دولة اتحادية.
ويرى المراقبون أن دعم واشنطن للأكراد على المدى الطويل قد يؤدي إلى انهيار الدولة السورية.
وأضافت الصحيفة أن الأكراد يعتزمون عقد انتخابات للمجالس المحلية وانتخابات تشريعية في نهاية السنة المقبلة، ضمن "إقليم شمال سوريا" الذي أعلن عن قيامه في آذار/ مارس سنة 2016، وذلك حسب ما أعلن عنه عبد السلام علي، ممثل الاتحاد الديمقراطي الكردي في روسيا.
وحسب علي، فستجرى انتخابات المجالس المحلية في كانون الأول/ ديسمبر، وفي كانون الثاني/ يناير سيتم انتخاب برلمان "شمال سوريا".
وقال: "سيكون للعرب والأكراد عدد متساو من المقاعد في البرلمان بالمقارنة مع المجموعات العرقية الأخرى". ويضيف :"لا تتعلق المسألة بالرغبة في الاستقلال عن سوريا.. بل على العكس، حيث يصر الأكراد على تعزيز وحدة البلاد. وبالتالي، يتطلب الأمر ضمان حقوق كل المجموعات العرقية بموجب الدستور الجديد، الذي سينص على وحدة الأراضي السورية، علما وأنه لا ينطبق على الأكراد فقط".
وقال أيضا: "لتفادي أي مشاكل فيما يتعلق بتسمية الدولة، وحتى لا تنسب لشعب دون غيره، يجب إعادة تسمية البلاد من الجمهورية العربية السورية إلى الجمهورية الاتحادية الديمقراطية السورية"، وفق قوله.
وأوردت الصحيفة أن عبد السلام لا يستبعد انضمام الرقة بعد طرد تنظيم الدولة منها؛ إلى منطقة الحكم الذاتي الكردي. وقال: "تعد مناقشة هذه المسألة من مهام المجلس المحلي" للمدينة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية روسية؛ أن الأكراد يخططون للانفصال عن سوريا، والانسحاب تدريجيا في ظل دعم واشنطن لهم. وفي هذا السياق، تبنت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع "
كردستان المستقلة" الذي يحيل إلى أنه، وبالإضافة إلى سوريا، ستتم فصل مناطق شاسعة من تركيا والعراق وإيران، بقطع النظر عن الموقف الذي تتخذه دمشق وأنقرة وبغداد وطهران من الأكراد.
وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلي دمشق يعارضون بشكل مطلق جميع الخطوات الرامية إلى تطبيق نظام فيدرالي في البلاد، حيث أعرب المسؤولون السوريون، على غرار وزير الخارجية وليد المعلم، مرارا وتكرارا؛ عن رفض هذه الفكرة، نظرا لما سيترتب عنها من نزاعات في البلاد. من جهتها، تعارض روسيا مشروع النظام الفيدرالي الذي أعلن عنه الأكراد، وفق الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنه لا يمكن حل هذه المسألة من جانب واحد، وإنما ينبغي أن تحل في إطار مفاوضات. ومن هذا المنطلق، كان من الضروري إشراك الأكراد في العملية السياسية منذ بدايتها في جنيف، مشيرا إلى أن العملية السياسية تتضمن إمكانية صياغة دستور جديد مختلف عن النظام الحالي للدولة.
ونقل الصحيفة عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط، الدبلوماسي الروسي السابق، فياتشيسلاف ماتوزوف، أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد خطوات الأكراد مما سيدفع بسوريا إلى حافة الانهيار.
وقالت الصحيفة إن مسألة السيطرة على الأراضي التي استولت عليها المليشيات الكردية؛ تتصدر طليعة اهتمامات النظام في دمشق.
وأردفت الصحيفة أن الخيار الأنسب الذي يجب أن لا يغفله النظام السوري يتمثل في وضع هذه الأراضي تحت رقابة السلطات الرسمية. "وفي حال تقاعست عن فعل ذلك، سيؤدي الأمر إلى تقسيم سوريا وفتح الطريق أمام حرب جديدة، خاصة في ظل الموقف التركي المناهض لاستقلال الأكراد في سوريا. ومن الضروري أن تتوقف واشنطن عن تشجيع الأكراد فيما يتعلق بمسألة إقامة دولتهم الخاصة ودفعهم نحو الاستقلال".
وشددت الصحيفة على أنه من غير المحتمل أن تعارض الولايات المتحدة مشروع فدرلة سوريا؛ نظرا لأنها ترى في الأكراد حليفا يمكن الاعتماد عليه. بناء على ذلك، يمكن أن تندلع جولة جديدة من الأزمات بين النظام السوري والإدارة الذاتية الكردية.