بحذر وترقب شديدين يتابع الغزيون زيارة
حكومة الوفاق غدا برئاسة رامي الحمد الله إلى
غزة، في خطوة هي الأولى منذ تشكيلها في حزيران يونيو عام 2014.
ويأمل الغزيون بأن يلمسوا نتائج الزيارة سريعا، عبر قرارات من شأنها التخفيف من حدة الأزمات التي تعصف بالقطاع المحاصر، والتي زادت حدتها جملة الإجراءات التي اتخذها رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس مؤخرا، ردا على تشكيل حركة حماس " اللجنة الإدارية" في غزة، والتي بدورها أعلنت حلها بعد لقاءات مع حركة فتح جرت في القاهرة برعاية مصرية، اتفق بموجبها على تنفيذ المصالحة.
وبينما يبدي كثيرون امتعاضهم من تأخر الرئيس عباس في إلغاء العقوبات المفروضة على قطاع غزة رغم مرور نحو أسبوعين على حل اللجنة الإدارية، يرى مراقبون أنه لن تتخذ أي قرارات في هذا الشأن، إلا بعد لقاء القاهرة المرتقب بين فتح وحماس.
اقرأ أيضا: لقاء للأجهزة الأمنية بالضفة وغزة تمهيدا لزيارة حكومة الوفاق
وتوقع المحلل السياسي إبراهيم أبراش أن يجري رفع العقوبات في اطار تنفيذ كامل بنود
اتفاق القاهرة المعلن عام 2011، متوقعا أن يجري ذلك كنتيجة للقاء وفدي حماس وفتح في العاصمة المصرية خلال الأيام القليلة القادمة.
ورأى أن الاهتمام ليس مركزا بشكل أساسي على رفع العقوبات وملف أزمات غزة على أهميتها، ولكن على المصالحة بكامل تفاصيلها، والتي من شأنها أن تنهي حالة الانقسام وما نتج عنه من إجراءات.
وقال أبراش في حديث لـ"
عربي21" إن هناك عقبات كبيرة تكمن في تداخل ملف المصالحة مع ملف التسوية السياسية في اطار ما يسمى الصفقة الكبرى أو التاريخية، موضحا في هذا الإطار أن ملف المصالحة جزء من تسوية شاملة تهدف إلى استقطاب حماس إلى مربعها في إطار جهود إقليمية ودولية.
واعتبر المحلل السياسي أن الكرة الآن رماها المجتمع الدولي في الملعب الفلسطيني عبر رفع الفيتو عن تحقيق المصالحة، محذرا من أن الفشل ستتحمل تبعاته الأطراف الفلسطينية كافة.
وبدا المحلل السياسي ناصر اللحام أكثر تفاؤلا هذه المرة، رغم الإخفاقات التي منيت بها مسيرة المصالحة على مدى السنوات السابقة.
وعدد اللحام عشرة نقاط اطلعت عليها "
عربي21" وصفها بالإيجابية التي تدفع نحو تحقيق المصالحة هذه المرة، من بينها إصدار الرئيس عباس أوامره المباشرة للحكومة بإنجاح الاتفاق بكل ما له وما عليه، بالإضافة لإعلان رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار الالتزام الكامل بما تم الاتفاق عليه مع فتح.
اقرأ أيضا: "الحمد الله" يعلن بدء تسلم حكومته مسؤولياتها في قطاع غزة
ورأى اللحام الذي يرأس تحرير وكالة معا المحلية في مقال له أن الإعلام الفلسطيني بكافة أطيافه استثمر في اتجاه إنجاح الاتفاق، ما يضاعف في فرصة نجاحه معتبرا أن التنظيمات والأحزاب والقوى الفلسطينية، كانت شريكا واعيا مع حماس وفتح، ووفرت الأجواء التنظيمية والمناخات الحزبية اللازمة لنجاح المهمة.
ومن أسباب نجاح الاتفاق حسب اللحام، أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد أعطتا ضوء أخضر على إنفاذه، معتبرا أن ذلك يمثل فرصة تاريخية لربط الوحدة الفلسطينية على الأرض واقعا ملموسا عبر قطار يربط غزة برام الله.
ولم يغفل المحلل السياسي الرغبة المصرية في إنهاء الانقسام الفلسطيني لما لذلك من نتائج إيجابية على الاستقرار في المنطقة.