مقابلات

نائب رئيس "تحالف القوى" الليبي: نرفض إجراء انتخابات الآن

رفض المسوري تحميل الأحزاب مسؤولية الأزمة السياسية - عربي21
حذر نائب رئيس حزب تحالف القوى الوطنية الليبي، صفوان الميسوري، من إجراء انتخابات برلمانية أو رئاسية في ليبيا حاليا، واصفا المناخ العام بأنه "غير آمن" و"غير صحي" للقيام بذلك.

وأكد في مقابلة خاصة مع "عربي21"؛ أن الحزب سيتحالف فقط مع "من يؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وينبذ العنف والإرهاب"، وأنهم في الحزب يدهم "ممدوة للجميع من أجل برنامج وطني لإنقاذ ليبيا من أزماتها".

ورحب الميسوري بخارطة الطريق التي اقترحها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، مطالبا بضرورة تجميع القوى الفاعلة في المشهد الليبي لحضور المؤتمر الوطني الذي أشارت له الخارطة، وكذلك الاتفاق على برنامج عملي لحل الأزمات والانتقال للمراحل الأخرى.

وذكر نائب رئيس التحالف الليبي أن علاقة الحزب بكثير من الأطراف السياسية في الداخل جيدة، دون أن يتطرق للعلاقة الحقيقية مع قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي، خليفة حفتر، لكنه أكد أن قيادات الحزب مجبرة على التواجد خارج ليبيا.

وفيما يلي المقابلة:

* نبدأ معك حول الاجتماع الذي عقدتموه مؤخرا في الداخل الليبي.. ولماذا مدينة نالوت؟

- اجتماع الداخل الليبي هو الانطلاقة الجديدة للتحالف، وسبب اختيار مدينة نالوت (مدينة أمازيغية جنوب غرب العاصمة طرابلس)؛ أن لها تجربة جيدة جدا في تجميع العديد من الشخصيات التي تمثل الطيف السياسي والاجتماعي الليبي رغم اختلاف توجهاتهم، وبالتالي فإن اختيار هذه المدينة كان انطلاقا من هذه القناعة. والإخوة في نالوت مواقفهم كانت دائما تصب في اتجاه الوحدة الوطنية، الأمر الذي نعتبره أولى الأولويات الآن.

* ولماذا يدير الحزب كل فعالياته من الخارج، خاصة تونس ومصر؟

- ربما أختلف قليلا مع هذا السؤال، إذ أن المكتب الرئيسي للتحالف الآن هو مكتب مدينة طبرق (شرق ليبيا)، لكن هذا لا ينفي وجود الكثير من قيادات التحالف خارج الوطن؛ مجبرين بسبب ظروف التهجير والحرب في العاصمة سنة 2014.

* وهل العودة من جديد للظهور هي بداية التسويق للحزب ورئيسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- الحديث على إجراء انتخابات الآن وفي هذه الظروف؛ هو نوع من الترف السياسي. ما يهم الحزب وقيادته الآن هو صناعة بيئة مستقرة أولا؛ توفر الحد الأدنى من متطلبات الحياة للمواطن، ومن ثم تهيئة الظروف لعمل سياسي قادم.

* وكيف هي علاقة حزبكم بالأطراف في الداخل الليبي شرقا وغربا؟

- التحالف على علاقة طيبة بالكثير من الأطراف السياسية والاجتماعية الفاعلة في شرق البلاد وغربها وجنوبها، بالرغم من الهجمة الكبيرة التي شُنت، ولا زالت تُشن، على الأحزاب السياسية، ونحن نتشاور مع الكثير منهم بخصوص ما يستجد على الساحة السياسية في ليبيا.

* وهل حفتر ووجود محمود جبريل في المشهد هو سبب منعكم من عقد الاجتماع في شرق البلاد؟

- هذه معلومات غير دقيقة بخصوص العلاقة بين الطرفين، لكن لا أخفيك سرا أن الندوة التي عقدناها في تونس في شهر آب/ أغسطس الماضي كان مقترحا لها أن تعقد في مدينة طبرق، غير أن بعض "اللوجستيات" التي قد لا تتوفر في طبرق، وكذلك صعوبة تنسيق السفر لبعض الشخصيات الدبلوماسية، كانت سببا في نقل الندوة إلى تونس.

* وفي حال خضتم الانتخابات، من أبرز المتحالفين معهم داخليا؟

- التفكير في الانتخابات الآن يعد خطأ كبيرا، فالمناخ الحالي ليس مناخا صحيا لإجراء انتخابات. الأهم الآن هو محاولة إحداث أكبر نوع من التوافق على برنامج عمل حكومي يعنى بإزالة معوقات قيام الدولة. وفي تصوري أن برنامجا مثل هذا يتطلب فترة ما بين عام وعام ونصف، وبعد ذلك قد يكون من الممكن الحديث عن الانتخابات.

ونحن بشكل عام مستعدون في كل وقت إلى مد اليد لكل من يرتضي الديمقراطية كوسيلة لإدارة الاختلاف ونبذ العنف والإرهاب. وبالرغم من عنف الاستقطاب الحاصل في البلاد الآن وصعوبة العمل السياسي، إلا أننا عازمون على المضي قدما في ترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة، وعلى حق الشعب الليبي صاحب السيادة على أرضه في اختيار ممثليه ومن ينوب عنه.

* حزب العدالة والبناء أم خليفة حفتر.. من الأقرب لكم في الداخل للتحالف معه؟

- لا أتذكر أننا ناقشنا يوما في التحالف هذه القضية وبهذا الشكل. حزبنا معني أكثر بجلوس كل من يرتضي مبدأ التداول السلمي على السلطة على طاولة حوار لنقاش برنامج عمل يخرج هذا البلد من أزمته، وكل الأسماء والعناوين يجب أن تذوب في بوتقة الوطن الكبرى. هذا ما نؤمن به، لذا فإن جهودنا وإمكانياتنا تصب في هذا الإتجاه.

* وما موقف الحزب من خارطة الطريق التي تقدم بها المبعوث الأممي إلى ليبيا؟

- الخارطة جيدة ومعقولة جدا، والتحدي الحقيقي الآن يكمن في جزءين: الأول هو النجاح في تجميع القوى الفاعلة على الأرض لتشكل المؤتمر الوطني المشار له في هذه الخارطة، والثاني هو التقاء هذا المؤتمر حول برنامج عمل، بمعنى ماذا نعمل؟ وكيف نعمل؟ ومن ثم يمكن الانتقال إلى مرحلة تسمية من ينفذ هذا البرنامج. فالحديث عن برنامج عمل حكومي يجب أن يسبق الحديث عن الأسماء.

* وما تعليقك حول تصريحات غسان سلامة حول ضرورة مشاركة سيف القذافي في الانتخابات المنتظرة؟

- ثمة جدلية كبيرة حول استفادة سيف الإسلام من قانون العفو العام الذي أقره البرلمان، وفي تصوري أن موضوع سيف القذافي يجب أن يحسم داخل أروقة القضاء داخليا وخارجيا أولا، ومن ثم يمكن الحديث عن التفاصيل الأخرى حول مشاركته او تواجده في المشهد السياسي.

* قلتم إن الحزب يملك مشروعا لحل الأزمة الليبية وسيتم طرحه قريبا.. ما أبرز ملامحه؟

- هذا صحيح، التحالف اجتهد في صياغة مشروع معني باقتراح حلول للإشكالات الكبرى العالقة الآن، كانتشار السلاح والمصالحة الوطنية وإعادة تدوير عجلة الاقتصاد وتفعيل المجالس البلدية لتقوم بدور أوسع، وكذلك عدة ملفات أخرى مستعجلة، كإدارة السيولة وحل مشكلة انقطاع الكهرباء. وفي الفترة القادمة سيتم تسليط الضوء على هذا البرنامج إعلاميا، وسيتم نقاشه عبر منابر إعلامية متعددة، وكذلك مع الأطراف الفاعلة سياسيا واجتماعيا وعسكريا لنستفيد من وجهات نظرهم.

* هناك حراك دعا له المرشح السابق للحكومة الليبية عبد الباسط قطيط.. ما موقفكم منه؟

- مع كل احترامي وتقديري لشخص السيد قطيط، لكني أعتقد أن البلاد في حاجة إلى التهدئة ولم الشمل وإلى صوت العقل أكثر، مع التأكيد على حرية التعبير والتجمع والتظاهر السلمي. وكنت أتمنى أن يقدم قطيط مشروعه من خلال طاولة الحوار والمفاوضات وعبر الأطر المتفق عليها إلى حد كبير في هذه الفترة؛ لأن هذا ربما كان أجدى.

* وكيف ترى مستقبل العمل الحزبي في ليبيا؟

- هناك حملة شرسة ممولة تمويلا جيدا تهاجم العمل الحزبي في ليبيا بشراسة، والعمل الحزبي ينضج بالمراكمة والتكرار. وليس ثمة أي وجاهة في محاولة وأد العمل الحزبي مرة أخرى؛ لأن بديل الأحزاب سيء جدا، ويتمثل في القبلية والجهوية والتي لا يمكن أن تؤسس لدولة المواطنة والقانون.

* لكن البعض حملكم - كأحزاب - مسؤولية ما وصلت له البلاد؟

- دعني أضرب لكم بعض الأمثلة ربما تجيب عن هذا التساؤل: في المؤتمر الوطني العام السابق كان عدد المقاعد الحزبية 80 مقعدا مقابل 120 مقعدا للمستقلين، أي أن الأحزاب مجتمعة تشكل فقط 40 في المئة، بمعنى أنه حتى ولو اتفقت كل الأحزاب على موقف موحد، فإن هذا الموقف لن ير النور إلا بمباركة المستقلين، وتكرر هذا في البرلمان الليبي ولجنة صياغة الدستور. فلِمَ نوجه اللوم للأحزاب، وهي لم تكن أكثرية ولو مرة في كل هذه العملية الحزبية التي بدأت في حزيران/ يونيو2012؟