قال حاكم إقليم
كردستان مسعود
بارزاني، في تصريحات نقلها عنه مراسلا صحيفة "الغارديان" مارتن شولوف ويول جونسون، إن الأكراد يرفضون أن يكونو ا تابعين، مشيرين إلى أن بارزاني على حافة عقد
استفتاء، متحديا المجتمع الدولي، ومنهيا الدور الطائفي في
العراق, ومعبدا الطريق أمام الاستقلال.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن بارزاني قال في حديثه قبل أيام من التصويت المزمع عقده يوم الاثنين، إن المجتمع الدولي أساء تقدير تصميم الأكراد، وأساء الفهم عندما زعم أن قراره بعقد الاستفتاء ما هو إلا "ورقة ضغط" للحصول على تنازلات، بدلا من أن تكون خطوة ملموسة تجاه الهدف الأخير وهو الاستقلال.
ويورد الكاتبان نقلا عن بارزاني، قوله: "منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن فنحن لسنا جزءا من العراق"، وأضاف أنه، أي العراق، "دولة دينية وطائفية، ولدينا جغرافيتنا وأرضنا وثقافتنا، ولدينا لغتنا، ونرفض أن نكون تابعين"، مشيرا إلى أن "البرلمان في العراق ليس فيدراليا، بل هو برلمان طائفي شوفيني، والثقة ببغداد أقل من صفر".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "اللغة القادمة من جنوب بغداد قوية أيضا، حيث هدد رئيس الوزراء حيدر العبادي بشن عملية عسكرية لو تم الانفصال".
ويلفت التقرير إلى أن بارزاني، الذي قاد الإقليم منذ 12 عاما، بصفته حاكما فعليا، يحمل عبء تحقيق السيادة للإقليم، ويواجه تركيا وإيران والعراق والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، ولا يدعم طموحه سوى إسرائيل.
ويقول الكاتبان إن "الشتائم المتبادلة بين بغداد وأربيل تركت الكثير من الأثار على الأرض، فكونها جزءا من ترتيبات ما بعد الحرب في العراق، حصلت كردستان على ميزانية مستمرة من الحكومة المركزية، إلا أن الاتفاق أنهار وسط خلافات حول تصدير الإقليم النفط، دون تنسيق مع الحكومة".
وتنوه الصحيفة إلى آثار الخلاف على عملية البناء في أربيل، التي يسكن فيها 850 ألف نسمة، حيث توقفت عملية البناء، وبدت الرافعات ساكنة، وكانت هناك بنايات لم تكتمل بسبب عدم توفر المال، حيث يواجه الإقليم دينا قيمته 20 مليار دولار.
ويذكر التقرير أن لقاء تم في قاعة المؤتمرات، استقبل فيه بارزاني وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، وقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ووزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، وكلهم نصحوه بعدم عقد الاستفتاء، إلا أن بارزاني البالغ من العمر 71 عاما، الذي يقود الحزب الديمقراطي منذ عام 1979، حيث خلف والده في قيادته، قال إنه إما أن يقام الآن أو لن يقام أبدا.
ويقول الصحافيان إن "بارزاني يبدو مدفوعا بحس الهدف منذ انضمامه للبيشمركة عندما كان عمره 16 عاما، فـ(هناك الكثير من الذين سقطوا وفقدوا أرواحهم من أجل هذه المعركة)، والآن لديه ورقة للعبها مع قرب نهاية تنظيم الدولة".
ويقول بارزاني: "في عام 2015 أخبرت الرئيس (باراك) أوباما أن الشراكة مع العراق قد فشلت، وفي ذلك الوقت اتفقنا على التركيز لقتال تنظيم الدولة، وتركنا الأمر كما هو"، وأضاف: "هل هي جريمة سؤال شعبنا عما يريد بشأن المستقبل؟"، وتابع قائلا: "من المثير للدهشة رؤية رد المجتمع الدولي، أين هي ديمقراطيتكم؟ أين ميثاق الأمم المتحدة؟ وأين هو احترام حرية التعبير؟ وبعد التضحيات الكبيرة التي قدمتها البيشمركة وتحطيم أسطورة تنظيم الدولة، واعتقدنا أنهم سيحترمون الحقوق".
وتعلق الصحيفة قائلة: "يبدو بارزاني منزعجا من حجم المعارضة للاستفتاء، ففي يوم الخميس أعلنت واشنطن عن ثالث بيان شديد حول الاستفتاء، وتخشى تركيا وإيران من مواقف الأكراد في أراضيهما، وما يترتب على الاستفتاء بشكل يؤثر على الاستقرار، والأمر ذاته في سوريا، وتم شمل مدينة كركوك النفطية التي يديرها الأكراد منذ ثلاثة أعوام بالاستفتاء، بشكل أدى بزعيم منظمة بدر هادي العامري وسليماني إلى التهديد بالعمل العسكري".
ويفيد التقرير بأن الحكومة العراقية واصلت رسائلها، التي اعتبرت الاستفتاء خرقا للدستور ومقدمة لتقسيم البلاد، ورد بارزاني على التهمة قائلا إن العراق هو نتاج لاتفاقية سايكس بيكو، التي وضعت الحدود و"مسؤولين بقلم وخريطة".
وينقل الكاتبان عن المسؤول الكردي البارز، قوله إنه لم يحصل على سبب مقنع يجعله يغير رأيه، سوى العودة للتفاوض مع بغداد، ويضيف أن التحاور مع بغداد فشل خلال الـ 14 عاما الماضية، مشيرا إلى أن الاستفتاء هو وسيلة لغاية، و"ليس نهاية بحد ذاتها"، وأن المفاوضات بعد الاستفتاء قد تبدأ بعد عامين.
وتبين الصحيفة أن بارزاني أجاب عندما سئل عما يجعله يغير رأيه، بأنه حل من الأمم المتحدة وأجندة وجدول زمني، وتساءل قائلا: "لماذا ندخل في أجندة مفتوحة ولا نعرف ما هو البديل؟ لن نفعل هذا، فنحن بحاجة لأجندة حقيقية وبمواعيد محددة، وبإشراف من تونامي (بعثة الأمم المتحدة في العراق)"، وأضاف أنه على "بغداد أن تتقدم بمفهوم حول التفاوض كيف سنكون جيرانا جيدين وبموعد زمني محدد".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالقول إن سؤال الاستفتاء هو: هل ترغب بأن تصبح منطقة كردستان والمناطق الكردستانية خارجها مستقلة؟ ويقول بارزاني إن الاستقلال سيكون عن "بناء الدولة لا يقوم على مجموعة إثنية بعينها، وستقوم على المواطنة"، وهناك تحذير من شخص إن كردستان قد "تصبح إسرائيل ثانية" وقد "تصبح فلسطين ثانية".