طب وصحة

اكتشاف علاجات جديدة قادرة على مقاومة الشيخوخة

جيتي
نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن توصل مجموعة من الباحثين إلى ابتكار طرق جديدة لعلاج معضلة العصر، الشيخوخة. وفي هذا الصدد، وظّف الباحثون علاجات تعتمد على الحمض النووي الريبوزي أو "آر أن إيه".

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الشيخوخة أمر طبيعي ولا مهرب منه، وقد نتمكن في بعض الأحيان من حجب مظاهرها من خلال مساحيق التجميل. في المقابل، من الصعب إيقاف ظهور معالم الشيخوخة على أجسادنا، أو حتى التصدي لها ومقاومتها.

وبينت الصحيفة أنه نظرا لأن خلايا الجسم تهرم مع تقدم الوقت؛ فإنه يصبح من الضروري مقاومة الشيخوخة على مستوى جميع الخلايا؛ حتى نتمكن فعلا من تجديد شباب وحيوية الخلايا. عموما، مثّل هذا الهدف هاجسا لغالبية الباحثين ومحور العديد من البحوث والدراسات، علما أنه لم يتحقق بعد.

وأضافت الصحيفة أن الوضع تغير منذ أن توصل باحثون في مستشفى ميثوديست في هيوستن في الولايات المتحدة الأمريكية إلى طريقة تساعد على تجديد شباب وحيوية الخلايا البشرية. في الواقع، قد يعود هذا الاكتشاف بالفائدة على كافة البشر، خاصة الأطفال الذين يعانون من الشيخوخة المبكرة.

ونقلت الصحيفة تصريحات جون كوك، مدير الأبحاث، التي أجريت في هذا الصدد، الذي أورد أنه "من خلال نتائج الأبحاث، اكتشفنا أنه يمكن إيقاف، أو على الأقل جعل مراحل الشيخوخة المتسارعة أكثر بطئا".

وأضاف كوك قائلا: "نرغب في تجسيد العلاجات المتوصل إليها ضمن هذه الأبحاث، من خلال تجارب سريرية. ويتمثل هدفنا الموالي في تعزيز العلاجات الخلوية الحالية، فضلا عن تطوير علاجات لحل مشاكل الأطفال الذين يعانون من الشيخوخة المبكرة، والاستجابة لاحتياجات لم تحسم بعد". 

وأوضحت الصحيفة أن أبحاث فريق كوك ركزت بشكل خاص على الأطفال الذين يعانون من الشيخوخة المبكرة، وهو مرض وراثي نادر يبدأ في الظهور في مرحلة مبكرة من العمر. ونظرا لتسارع مراحل الشيخوخة، تنتهي حياة المصابين بهذا المرض عادة عند بلوغ سن المراهقة.

وأضافت الصحيفة أن الباحثين كرسوا جهودهم بالأساس على دراسة التيلوميرات، التي تلعب دورا أساسيا في استقرار المادة الوراثية وشباب الخلايا. وفي الأثناء، تتمثل المشكلة أساسا في أنه مع كل انقسام خلوي، تصبح التيلوميرات أقصر. وبمجرد بلوغها الحد الأدنى من الطول، تصبح هذه الخلايا هرمة، أو ببساطة تموت.
 
وفي هذا الصدد، أشار الباحثون القائمون على هذه الدراسة إلى أن "جميع البشر يعانون من تآكل التيلوميرات مع تقدم الوقت، كما أننا قد نتعرض لبعض الحالات التي يعاني منها الأطفال الذين يعانون من الشيخوخة المبكرة، لكن بوتيرة غير متسارعة مثل ما يحدث معهم".

وأردف الباحثون بأنه "وفقا لما أظهرته نتائج البحوث، يمكننا منع حدوث عملية تقلص طول التيلوميرات على مستوى خلايا هؤلاء الأطفال. فضلا عن ذلك، يمكن العمل على جعل هذه التيلوميرات أطول. وبهذه الطريقة، سيصبح من الممكن الحد من العديد من المشاكل المتعلقة بالشيخوخة".

وتطرقت الصحيفة إلى الوسيلة أو الطريقة التي يمكن أن تساعد على جعل التيلوميرات أطول فضلا عن تجديدها. وفي هذا الإطار، وظف الباحثون تكنولوجيا تعرف باسم "العلاج الذي يعتمد على حمض نووي ريبوزي". في واقع الأمر، يتم تلقيح هذا الحمض في الخلايا، من أجل أن يغير خصائص إنزيم "التيلوميراز"، الذي يساعد على زيادة طول التيلوميرات. على العموم، أظهرت الأبحاث التي أجريت على خلايا بشرية أن هذه التقنية تعمل بشكل جيد، ووفقا لوتيرة سريعة أيضا.
 
من جهته، أكد كوك أن "هذه التكنولوجيا كان لها تأثير إيجابي، حيث حفزت الخلايا على العمل بشكل طبيعي. فضلا عن ذلك، ساهمت هذه التكنولوجيا في زيادة متوسط العمر المتوقع للخلايا وتحسين عملها".

وفي الختام، أوردت الصحيفة على لسان جون كوك أنه "من موقعي، أعتقد أن معظم الأمراض هي نتيجة للشيخوخة. وفي حال تم التوصل إلى حل لهذه المشكلة، فسيتم، تبعا، العثور على حلول للكثير من الأمراض".