نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحررتها للشؤون الصحية سارة بوسلي، تقول فيه إن الأبحاث أظهرت أن الوفاة بسبب
العنف، مثل القتل والاعتداء الجنسي، تزيد بنسبة مطردة في منطقة شرق المتوسط، أكثر من أي مكان آخر، ما يضيف إلى معاناة الشعوب التي تعاني من الصراعات والحروب.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه بحسب
دراسة قام بها معهد المقاييس الصحية والتقييم في جامعة واشنطن في سياتل، فإن الوفاة بسبب إيذاء النفس زادت بنسبة 100% على مدى ربع القرن الماضي، حيث وصلت إلى 30 ألف حالة، أما حالات الوفاة بسبب الخلافات الشخصية والعنف فزادت بنسبة 152%، ووصلت إلى 35 ألف حالة في الفترة ذاتها.
وتقول بوسلي إن عدد الوفيات بسبب
الانتحار في أجزاء أخرى من العالم خلال الفترة ذاتها زاد إلى 19%، وزاد عدد حالات الوفاة بسبب الخلافات الشخصية بنسبة 12%، بحسب تقرير المعهد.
وتنقل الصحيفة عن رئيس قسم
الشرق الأوسط في المعهد الدكتور على مقداد، قوله: "إن العنف المتفشي والمستعصي يتسبب بخلق جيل ضائع من الأطفال والشباب"، وأضاف أن "مستقبل الشرق الأوسط مظلم ما لم نستطع جلب الاستقرار للمنطقة".
ويلفت التقرير إلى أن البيانات التي تم جمعها تظهر أن الحرب والعنف كانا هما السبب الرئيس في الموت في كل من سوريا واليمن والعراق وأفغانستان وليبيا عام 2015، مشيرا إلى أن الدراسة أظهرت أيضا أن أعداد المصابين بالأمراض النفسية تزايدت، وكانت أكثر الحالات انتشارا هي حالات الاكتئاب والقلق، حيث يؤثر المرضان على النساء أكثر من الرجال.
وتفيد الكاتبة بأن عدد حالات الانتحار التي يتم التبليغ عنها غالبا ما يكون أقل من العدد الحقيقي؛ لأسباب ثقافية واجتماعية وضغوط قانونية، لافتة إلى أن الدراسة أظهرت أن الناس في المنطقة يعانون من سوء التغذية على مستويين؛ قلة الأغذية وتناول الأغذية الخطأ.
وتبين الصحيفة أن هناك أطفالا يعانون من السمنة المفرطة إلى جانب الأطفال الذين يعانون من ضعف في النمو، حيث زاد انتشار السمنة المفرطة بنسبة 37%، في الفترة بين عامي 1980 و2015، حيث أن هناك واحدا من كل خمسة يعاني من السمنة المفرطة في المنطقة، وتعاني كل من قطر والكويت من أعلى نسبة انتشار للسمنة المفرطة بين الأطفال والكبار.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن مجال تراجع وفيات الأطفال غير منتظم، بحسب الدراسة، فنسبة وفيات الأطفال تحت سن الخامسة تناقصت بمعدل أقل من المعدل العالمي، مع حوالي 80% من وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، تعود لست دول من الـ22 دولة التي شملتها الدراسة، وهي: أفغانستان وباكستان والصومال وجنوب السودان والسودان واليمن.