أثارت ظاهرة انتشار الحبوب المخدرة في الجنوب السوري عموما، ومحافظة
درعا خصوصا، تساؤلات كثيرة حول كيفية إدخالها وترويجها في المناطق المحررة خلال فترة زمنية قياسية.
ولم تعد هذه الظاهرة مجرد تجارة سرية، بل باتت وسيلة حرب منظمة تنتهجها إدارة قوات النظام ومليشيات "
حزب الله" لإفساد الشباب في المناطق المحررة، بحسب مصادر أكدت لـ"
عربي21" أن هذه المليشيات تعمل على تأمين نقل الحبوب المخدرة من مصدرين رئيسين؛ هما الساحل السوري والحدود السورية اللبنانية، وتعد محافظة السويداء مركزا لتخزينها وترويجها عبر مهربين يُدخلونها إلى درعا والأردن.
وفي ظل انتشار هذه المواد في المناطق المحررة؛ عمدت الفصائل الثورية بالتعاون مع محكمة دار العدل إلى ملاحقة مروجيها، حيث تم اعتقال عدد من عناصر شبكات الترويج في مدينة بصرى الشام وبلدة المزيريب خلال العام الماضي.
وقال عضو المكتب الإعلامي في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، مقداد المقداد، إن "حملات مكثفة شهدتها المدينة خلال العام الماضي لملاحقة شبكة مروّجي
المخدرات في المدينة، حيت تم اعتقال عدد كبير منهم نهاية كانون الأول 2016، بعد ضبط كميات كبيرة وأنواع مختلفة من الحبوب المخدرة والحشيشة، وتم تسليمهم للمحكمة بعد إتلاف ما وجد بحوزتهم حينها".
وأضاف لـ"
عربي21" أنه "في ظل ازدياد أعداد النازحين الوافدين إلى بصرى الشام في الآونة الأخيرة، لوحظ أن هناك سلوكيات مريبة لبعض الأشخاص، ما دفع عناصر الشرطة لمراقبة تحركاتهم، ومداهمة أوكارهم الأحد الماضي، ليتبين أنهم يعملون بتجارة وترويج الحبوب المخدرة والحشيشة، حيث تم القبض عليهم وبحوزتهم كميات كبيرة منها، بالإضافة إلى ميزان يستخدم في عملية البيع، ومبلغ مالي ضخم، وعدد من الأسلحة والذخائر".
وأشار المقداد إلى أن كبار تجار المخدرات في الجنوب السوري يشترون تلك المواد من "حزب الله"، ويوكلون مهمة تهريبها لعملاء ينقلونها من قرى ومدن محافظة "السويداء" باتجاه المناطق المحررة.
وكانت محكمة "دار العدل" أكدت في عدة بيانات سابقة، أن حزب الله هو المسؤول الرئيس عن انتشار هذه الظاهرة، وأن ذلك ثابت باعتراف عدد من المتورّطين بعد اعتقالهم من قبل المحكمة، مشيرة إلى أن ملاحقة شبكات الترويج مستمرة، بالتعاون مع مراكز الشرطة والفصائل العاملة في مدن وبلدات الجنوب السوري.
بدورها؛ نوهت الهيئات المدنية في المناطق المحررة، إلى ضرورة مواجهة هذه الظاهرة، من خلال عقد الندوات الطبية، ونشر الحملات الإعلامية، ودعوة خطباء المساجد إلى الحديث عن مخاطرها.
وعمد مجلس محافظة درعا الحرة، بالتعاون مع مديرية الصحة، إلى توزيع نشرات توعوية، وعقد ندوات أسبوعية، لتنبيه الأهالي إلى خطر المخدرات وآثارها السلبية على أبنائهم.
وبحسب مراقبين؛ فإن محاولات قيادة المنطقة الجنوبية التابعة لقوات النظام، تواصل حملاتها لاختراق المناطق المحررة؛ من خلال نشر الفساد عبر العملاء والمنتفعين، وذلك بعد فشلها في إحراز تقدم كبير على الصعيد العسكري.