ملفات وتقارير

في ذكرى 30 يونيو الرابعة.. لماذا انقلب معسكر السيسي عليه

مصر
مع حلول الذكرى الرابعة لمظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013 بمصر، أكد عدد من قادتها ورموزها، في تصريحات لـ"عربي21" أن دعوتهم الرئيسية كانت إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، إلا أن قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي قفز عليها وسرقها، واصفين حكمه بالدموي والقمعي، ويجب إزاحته من الحكم عاجلا أم آجلا؛ لإنقاذ ما تبقى من البلاد.
 
 
التغيير أو الانتخابات لإزاحة السيسي

وشن القيادي بتحالف التيار الديمقراطي، وأحد الداعين لمظاهرات 30 يونيو، السفير معصوم مرزوق، هجوما عنيفا على نظام السيسي، قائلا: إن "ديدان وثعابين الفساد والمحاسيب ينعمون بالحرية، أما أبناؤها المناضلون، المدافعون عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير خلف القضبان".
 
وأضاف لـ"عربي21": أنه "لا وجه للمقارنة بين 30 يونيو اليوم، وما خرج المصريون من أجله قبل أربع سنوات، فالآن أعتقد أن الأوضاع تتحدث عن نفسها، فالأرض المصرية ضاعت، ومياه النيل مهددة بالضياع، والأسعار تأكل عظام المصريين من الفقراء والطبقة المتوسطة".
 
واستبعد أن يكون لقيادات جبهة الإنقاذ، أو تمرد المعارضين لنظام السيسي أي دور في تغيير المشهد الحالي، خاصة بعد ما تكشفت الحقائق بشأن الترتيبات التي كانت تتم بين بعض شباب الحركة وبعض الجهات السيادية.
 
ورأى أن "المصريين أمام طريقين لإزاحة نظام السيسي إما التغيير أو الانتخابات، وبلا شك فأحدهما سيسبق الآخر، والأيام المقبلة حبلى بالأحداث والمفاجآت، وأظن أن هناك الكثير من البخار المحبوس الذي يريد أن ينفجر".
 
الثورة تحسم حكم السيسي
 
ووصف القيادي السابق بجبهة الإنقاذ، مجدي حمدان، ذكرى أحداث 30 يونيو "بذكرى النكبة والنكسة"، وقال لـ"عربي21": "ما ندمت على شيء في حياتي قط بقدر ما ندمت على دعوتي ومشاركتي في مظاهرات 30 يونيو"، مضيفا "لو كنا نعلم أنها سوف تصب في صالح السيسي وامتلاكه للدولة بهذا الشكل لما كنا دعونا لمثل هذا اليوم، ولكننا اليوم نتحداه أن يفتح الميادين أمام المواطنين".
 
واستبعد أي دور لقيادات جبهة الإنقاذ المعارضين في إحداث أي تغيير"فجميعهم يملؤهم الرعب إلا قليل، ولا يغادرون صفحات الفيسبوك وتويتر، ولا يوجد لهم رد فعلي حقيقي على الأرض، فالأمل معقود في نواصي الشباب؛ لأنه هو القادر على التضحية لفعل أي شيء وليس هؤلاء العجائز" على حد قوله.
 
ورأى أن "تغيير هذا (الرئيس) لن يكون بالطرق السلمية، ولا بصندوق الانتخابات؛ لأن النتائج محسومة مسبقا، وكل شيء تم ترتيبه، فمن أسهل الطرق وأسرعها أصبح مشيرا فرئيسا، فديكتاتورا، ولديه (السيسي) نهم للسلطة"، مشددا على أن الحل في التغيير "لا بد أن يكون بالوصول للحكم بشكل ثوري".
 
السيسي يحتمي بالجيش والشرطة
 
فيما أكد القيادي السابق بحركتي كفاية، وتمرد، يحيى قزاز، لـ"عربي21": أن "الهدف من مظاهرات 30 يونيو لم يكن إسقاط حكم الإخوان، إنما الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وهو المطلب الأساسي لحركة تمرد، التي أشرفت على تأسيسها، والمساهمة ماديا في إقامة أول مؤتمر صحفي لها".
 
وأضاف أن "مظاهرات 30 يونيو هي ثورة سرقها السيسي ورجاله؛ وبالتالي صار الحلم كابوسا، والأمنية يأسا"، مشيرا إلى أن "السيسي ليس شجاعا، ويستقوي على شعب أعزل، ويستمد قوته من حضن العدو الصهيوني الذي انغمس فيه، ومن جيشه وشرطته أكبر قوتين على الأرض".
 
ورهن قزاز تغيير المشهد الحالي "بعودة القوى الوطنية والسياسية  إلى ما بين يومي 28 يناير و12 فبراير2011 قبل أن يتفرق الثوار، والقوى السياسية، وتفتتهم الإيديولوجيات، والتحالفات، وتضعف شوكتهم، وتذهب ريحهم"، مضيفا أنه "لا بد أن يدرك الإخوان أنهم مصريون وطنيون وأن قاعدة الوطنية المصرية، تسبق أسس جماعة الإخوان، فمن غير وطن لا كيان ولا وجود لأحد، ولا بد أن يكون التعاون بيننا وبين الإخوان على أسس المواطنة".