سياسة دولية

كيف غطى الإعلام الإيراني الأزمة مع قطر.. من المستفيد؟

الإعلام الإيراني قال إن قطع العلاقات مع قطر هو فشل للمشروع السعودي لاحتواء ايران بالمنطقة- أ ف ب
تابعت الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية باهتمام بالغ الأزمة الخليجية وقطع العلاقات مع قطر، معتبرة أن ما يحدث من خلاف داخل البيت الخيليجي سيضعف الموقف الخليجي في مواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة.

وعلقت صحيفة الشرق الإيرانية المقربة من الحكومة والإصلاحيين في تقرير تحت عنوان "في حرب الشيوخ كل الطرق تؤدي إلى إيران" سلطت فيه الضوء على الأزمة الخليجية، معتبرة أن "كل هذه الخلافات الخليجية والعربية سوف تصب في صالح إيران ونفوذها ومصالحها بالمنطقة".

وقالت الصحيفة: "في السنوات الأخيرة شهدت منطقة الشرق الأوسط تحولات عديدة، مما سبب في كسر بعض التحالفات القديمة وتشكيل تحالفات جديدة وبعضن الأحيان هذه التحالفات كانت أيضا عابرة وموقتة".

اقرأ أيضا : ظريف معلقا على الأزمة الخليجية: "لا يمكننا تغيير جيراننا"


وأضافت الشرق: "بعد الحصار الذي فرض على قطر من قبل دول الخليج فإنها تحولت إلى شِعب أبي طالب كدولة محاصرة ولكنها ثرية جدا، والطريق الوحيد الذي يمكنها التفس منه هو طريق إيران".

ومن جانبها قالت صحيفة آرمان الإيرانية إن ما حدث لقطر هو بمثابة "زلزال في العالم العربي"، واعتبرت الحصار الذي فرض عليها وقطع العلاقات، بأنه "يخدم المصالح الإيرانية أولا بالمنطقة".

وأضافت أن أهم نتيجة ناجمة عن قطع العلاقات مع قطر هو فشل المشروع السعودي لاحتواء إيران بالمنطقة.

وتابعت الصحيفة بالقول إن السعودية لم تفشل وحسب في تشكيل تحالف وائتلاف لمواجهة إيران، بل تقول التقارير بأن مجلس التعاون يتجه نحو الانهيار لصالح إيران على حد تعبيرها.

وللتعليق حول الموقف الإيراني من الأزمة الخليجية قال قاسم محب علي المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية الإيرانية لوكالة انتخاب الإيرانية إن ما حدث هو نزاع عائلي بين أنصار وداعمي التطرف وإن قطر خلال السنوات الماضية وضعت إيران تحت ضغوط شديدة ولهذا علينا أن نكون حذرين حيال الأزمة القائمة.

اقرأ أيضا: متحدث عراقي لـ"عربي21": هذه حقيقة مؤتمر ثلاثي لأزمة قطر


ودعا "محب علي" إلى عدم تدخل إيران في الأزمة حتى لا تُحل سريعا قائلا: "أستبعد جدا أن تتدخل إيران في هذه الأزمة، لأن التدخل سيغدو عملا غير عقلاني، وذلك يساهم في تسريع حلها، ثم إن الدوحة تعتبر الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة ولا تسمح واشنطن لطهران بأن تتدخل في هذا الملف على حد تعبيره".

واستبعد "محب علي" أن يتجه الخلاف الخليجي إلى المواجهة العسكرية بين السعودية وقطر قائلا: "هذه الدول تحكمها عوائل وعندما يحدث أي خلاف سوف تتدخل بعض العوائل لحل هذه النزاعات والنقطة الأخرى هو أن الولايات المتحدة لا تريد أن تضع كل البيض في سلة السعودية".

ويرى مراقبون للشأن الإيراني بأن الخلاف الخليجي الذي يشهده مجلس التعاون يصب في صالح إيران سياسيا واقتصاديا ويضعف المحور الخليجي لصالح المحور الإيراني بالمنطقة.