نشر موقع "هافنغتون بوست" تقريرا لسارة آن هاريس، حول
انتخابات اتحاد الطلاب في
بريطانيا، حيث خسرت رئيسة الاتحاد العام الماضي
ماليا بوعطية، انتخابات الرئاسة لهذا العام بفارق كبير.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن بوعطية، التي واجهت اتهامات عديدة بمعاداة السامية، حصلت على 272 صوتا مقابل 402 صوت حصلت عليها شاكيرا مارتن في المؤتمر العام لاتحاد الطلاب في برايتون.
وتلفت هاريس إلى أن الشعار الذي استخدمته مارتن في حملتها الانتخابية هو: "جعل التعليم خيارا متاحا للجميع"، مشيرة إلى أن مارتن من الناشطين المشجعين للتعليم في مرحلة ما بعد الثانوية.
ويذكر الموقع أن مارتن هي أم عزباء ذهبت للدراسة في كليات التعليم الإضافي بدلا من الذهاب إلى الجامعة، ودرست في كلية لويشام منذ عام 2005، بما في ذلك دبلوم في التعليم، لافتا إلى أن مارتن، البالغة من العمر 29 عاما، عملت رئيسة الاتحاد في الكلية، والمسؤولة عن شؤون المرأة في اتحاد الكلية، ومسؤولة علاقات.
ويفيد التقرير بأن مارتن كانت تشغل منصب نائبة رئيس الاتحاد العام للتعليم الإضافي "تعليم الكليات" قبل أن تترشح لرئاسة الاتحاد، لافتا إلى أنها اتخذت موقفا وسطا في حملتها بين بوعطية ومرشح ثالث هو توم هاروود.
وتورد الكاتبة نقلا عن مارتن، قولها بعد فوزها: "يشرفني وبكل تواضع انتخابي لأكون رئيسة للاتحاد الوطني للطلاب، وأعد هذا التصويت منحا للثقة يعبر عن اعتقاد زملائي بأني قادرة على قيادة حركتنا الوطنية لتكون المنظمة المقاتلة والمبادرة كما نحتاجها، التي تمثل جميع أعضاء الاتحاد على تنوعهم".
وأضافت مارتن: "التعليم الإضافي جعلني أبدو على ما أنا عليه اليوم، وأتطلع إلى مشاركة القصص التي تتحدث عن مدى قوة أشكال التعليم كلها عندما نعطى جميعا الفرصة للوصول إليها، وأريد أن أقضي وقتي في الاستماع والتعلم والقيادة خلال وجودي في المنصب".
وينقل الموقع عن مارتن قولها في كلمة الفوز: "صوت الطلاب اليوم لاتحاد طلاب يؤخذ على محمل الجد في قطاعه من الحكومة والمجتمع، لقد صوت الطلاب لاتحاد ممتع ومسل ومليء بالطاقة التي تعيد الحيوية للجامعات والكليات.. فإن الطلاب تعبوا من السماع عن التغيير وصوتوا ليروا أثرا وتغييرا".
وينوه التقرير إلى أن الأم لطفلين اشتهرت بخطبها العاطفية القوية، التي تتحدث من خلالها عن تجاربها الشخصية في التعليم.
وتقول الكاتبة إن النتيجة كانت صادمة؛ لأن رئيس الاتحاد غالبا ما يستطيع الحصول على دورة أخرى في منصبه، مستدركة بأن بوعطية نفسها أسقطت ميغان دان، في الوقت الذي كانت فيه الأخيرة تحاول الفوز برئاسة الاتحاد ثانية.
وبحسب الموقع، فإنه ينظر إلى بوعطية على أنها في أقصى اليسار، وأنها تؤيد زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، مشيرا إلى أن الطلاب
اليهود طلبوا العام الماضي من اتحاد الطلاب اليهود أن يقطع علاقاته بالاتحاد الوطني للطلاب في بريطانيا؛ بسبب تصرف وصف بأنه "معاد للسامية"، لكن اتحاد الطلاب اليهود صوت ضد قطع العلاقات.
ويذكر التقرير أن لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان أصدرت تقريرا حول معاداة السامية، شجب رئيسة الاتحاد الوطني للطلاب بوعطية، بسبب قولها إن جامعة بيرمنغهام "موقع متقدم للصهاينة في نظام التعليم العالي البريطاني"، وقال التقرير إن هذه العبارة "تفوح بالعنصرية الصارخة".
وتبين هاريس أن بوعطية أثارت الجدل عندما قالت خلال خطابها في مؤتمر الاتحاد عام 2014، الذي تحدثت فيه عن "غزة والانتفاضة الفلسطينية"، حيث انتقدت "وسائل الإعلام التي تقودها الصهيونية"؛ لوصفها "المقاومة بالأعمال الإرهابية"، وقالت بوعطية في مدونة على موقع "هافنغتون بوست" بأنها ملتزمة بتحدي معاداة السامية والعنصرية "بأشكالها كلها".
ويكشف الموقع عن أن اتحاد الطلاب اليهود وجه يوم الأربعاء "التهاني القلبية" لمارتن بمناسبة فوزها، وقال الاتحاد في بيان له: "إن انتخاب شاكيرا يظهر رفض الخطاب الانقسامي الذي استخدمته الرئيسة الحالية ماليا بوعطية، التي بقيت تعليقاتها المعادية للسامية معضلة للطلاب اليهود على مدى أكثر من عام".
وأضاف البيان: "ستكون غالبية الطلاب اليهود في المملكة المتحدة سعيدة بأن الاتحاد الوطني للطلاب سيقوده قريبا رئيس قادر وملتزم بصدق لأن تكون الحركة الطلابية لأعضائها كلهم".
ويختم "هافنغتون بوست" تقريره بالإشارة إلى قول البيان: "بعد تعاون شاكيرا مؤخرا مع اتحاد الطلاب اليهود، حيث تضمن ذلك التعاون زيارة إلى بولندا قبل يوم ذكرى المحرقة هذا العام، فإننا نتطلع لرؤيتها تستمر في تقديم مصالح الطلاب اليهود من بين الطلاب جميعا بصفتها رئيسة للاتحاد الوطني للطلاب، ونتمنى لها ما هو أفضل في دورها الجديد".