قالت وكالة الأنباء الإثيوبية إن السلطات في البلاد بدأت حملة تهدف إلى تعزيز التعبئة العامة لاستكمال بناء سد "النهضة"، فيما يسود الصمت المحادثات الخاصة بالسد، التي تجريها مكاتب استشارية.
من جهته، حذر خبير سدود
مصري من أن إثيوبيا تكاد تغلق
النيل "بالضبة والمفتاح"، وأنها تستمر في بناء السد دون أن تسمح بزيادة فتحاته لتمرير مزيد من الماء إلى السودان ومصر.
ونقلت الوكالة الإثيوبية، الخميس، عن رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلى ماريام ديسالين، قوله إن شعلة النهضة تهدف إلى تنشيط دعم الجمهور بروح جديدة.
وتابعت: أُضيئت شعلة النهضة، الثلاثاء، في أديس أبابا، وستبقى في المدينة لمدة شهر، بعدها ستطوف جميع أرجاء إثيوبيا لمدة 11 شهرا.
خبير: إثيوبيا أغلقت النيل "بالضبة والمفتاح"
من جهته، كشف الأستاذ المصري المشارك لهندسة السدود وهندسة الجيوتكنيك بجامعة Uniten-Malaysia، الدكتور محمد حافظ، أن إثيوبيا أغلقت النيل "بالضبة والمفتاح"، محذرا من اكتمال بناء أجزاء مهمة من النيل، مع إغلاق كامل لمجرى النيل، وهو ما أثبتته عدد من الصور قال إنها التُقطت حديثا لسد النهضة.
وفي تدوينة له عبر صفحته بموقع "فيسبوك"، قال حافظ إنه التقط تلك الصور من مقطع فيديو أذاعه التلفزيون الإثيوبي في 29 مارس الجاري، مشيرا إلى أن المقطع يظهر الجزء الشرقي من
سد النهضة، الذي وصل لأقصي ارتفاع له، بينما الجزء الأوسط بدئ العمل في المقطع الناقص منه حتى يوم 18 فبراير 2017، الذي ظهر في فيديو قناة الجزيرة، والماء يمر من عليه.
وأضاف أن أحدث صورة تم أخذها في منتصف الليل (حتى لا يظهر منها أي تفاصيل) تظهر البدء في صب خرسانة الجزء الناقص من المقطع الأوسط.
وشدَّد حافظ على أن معنى هذا الكلام هو أن النيل أغلق "بالضبة والمفتاح"، وأنهم لو عملوا ليل نهار دون أي توقف حتى منتصف شهر يوليو المقبل، فمن المنتظر أن يتمكنوا من استكمال الجزء الأوسط والارتفاع به لمئة متر، وهذا يعني قدرتهم على التخزين وتوليد الكهرباء بحلول شهر أيلول/ سبتمبر 2017، بحسب قوله.
تسعون مليون مصري مهدد
إلى ذلك، كشف تقرير عرضه موقع "UPI" عن دراسة حديثة استغرقت سنوات عدة لنهر النيل، وتأثير النشاط البشري فيه، ذكر فيها أن زيادة النشاط البشري خلال العقود القليلة الماضية أدت إلى صنع أزمة في المياه العذبة، مهددة حياة ما يقرب من تسعين مليون نسمة في مصر.
وأشار التقرير إلى أن هذه الكارثة قد تؤدي إلى جعل المنطقة بأكملها غير قابلة للسكن بحلول نهاية هذا القرن، مشيرا إلى أن معظم سكان مصر، البالغ عددهم قرابة تسعين مليونا حاليا، يعيشون بالقرب من وادي النيل والدلتا؛ بسبب تربتها الغنية التي وفرت معظم الوسائل الزراعية المحدودة لإنتاج الغذاء وإمدادات المياه العذبة.
يُذكر أن مصر اعترفت بموجب وثيقة مبادئ في 23 آذار/ مارس 2015، وقعها رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في الخرطوم، بحق إثيوبيا في بناء السد، مقابل تعهداتها بمشاركة القاهرة في إدارته.
لكن خبراء مصريين حذروا من عدم إقرار إثيوبيا في الوثيقة نفسها بحصة مصر من مياه النيل، التي تقدر بـ55 مليار ونصف المليار متر مكعب سنويا، وفقا لاتفاقية عام 1959.
وكانت إثيوبيا أعلنت إنشاء سد "النهضة" لتوليد الطاقة في مطلع عام 2011. وبحسب ما صدر عن سلطاتها حديثا، فإنها أتمت بناء ما يقرب من 60% من أعمال السد حتى الآن، فيما يتوقع خبراء المياه حدوث حزمة آثار سلبية مدمرة على القطاع الريفي في مصر بسببه.