قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الفلسطينيين في
الضفة، يمارس عليهم الضرب والاعتقال والإهانة يوميا من قبل جنود
الاحتلال دون أدنى سبب.
وأشارت الكاتبة عميره هاس في مقال لها إلى أن وحدات خاصة من الجيش، اعتقلت فتى قاصرا برفقة جاره في 28 شباط/ فبراير الماضي، بعد أن أطلقوا النار في الهواء بهدف التخويف، وقاموا بضربهما وأبقوهما مكبلين وعيونهما مغطاة في البرد لبضع ساعات، قبل اقتيادهما لمركز
الاعتقال.
وقالت هاس إن هذا ما يحصل دائما فيما وصفتها "مملكة يهودا المقدسة" أي الضفة الغربية، مهاجمة الجنود الإسرائيليين قائلة: "هكذا تتصرف العصابة التي تفرض السيطرة على المدنيين.. الإلإهانة والتخويف والعجرفة والمطاردة هي السلاح الضروري الذي يتحول بالتدريج إلى ميزة للجنود، إضافة إلى الأكاذيب".
وتروي الصحفية مشاهدات عايشتها حين قامت بزيارة أهالي قرية صغيرة تسمى أم العمد، غرب يطا في جنوب الضفة الغربية، تبعد مئات الأمتار فقط عن مستوطنة عتنئيل، يعيش فيها حوالي 300 شخص يرتزقون من الزراعة البسيطة، حيث قالت إن شابا من القرية يدعى إبراهيم سيف الدين كان يراقب الأغنام التي تأكل الأعشاب على بعد أمتار من بيته، وفجأة سمع إطلاق نار من جهة الغرب وشاهد شخصان يقومان بالهرب، عندها ظهر الجنود وهم يسيرون باتجاهه وبعد ذلك وصل جيب على متنه مستوطن مسلح.
وقال الشاب في شهادته: "لقد طلبوا مني أن أنزل إليهم، أنا أعرف العبرية، ولم أعرف ماذا أرادوا مني، وقلت لهم كيف أنزل وأنا مع الأغنام؟ فقاموا بإطلاق النار في الهواء و اضطررت للنزول.. قام ثلاثة جنود بإمساكي، وأحدهم أمسك برأسي ووضعه بين الحجارة، والآخر سحب يدي إلى الخلف وقام بتكبيلي والثالث أمسك قدماي. عندها قاموا بضربي بالبنادق وسحبوني إلى الجيب".
ولم يكتف جنود الاحتلال بذلك بل دخلوا بيت الشاب وروعوا أخواته اللاتي شاهدن تنكيل الاحتلال بشقيقهن إبراهيم، ودفعوا إحداهن إلى الحائط، ومن ثم هددوا كل من تواجد في المنطقة من أبناء القرية، قبل أن يطلقوا النار الكثيف في الهواء، ويغادروا المكان تاركين أهالي القرية البسطاء في حالة من الخوف والهلع.
اقرأ أيضا : مركز يرصد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية
وقد احتجز جنود الاحتلال الشابين لمدة ست ساعات في معسكر مستوطنة عتنئيل مكبلين ومعصوبي العينين، يكابدون البرد القارس، بالإضافة للضرب المبرح والإهانة اللفظية، التي تناوب على ممارستها بحقهما جنود الاحتلال في المعسكر المذكور.
وتروي الصحيفة كيف أن الأطباء الإسرائيليين يتواطؤون مع جنود الاحتلال، فحين تم عرض الشاب والفتى على الطبيب، وعندما اشتكيا من آلام بسبب الضرب، زعم الطبيب أنهما لم يتعرضا للضرب، بينما اتهمهما ضابط خلال التحقيق معهما زاعما أنهما قاما بكسر شيء في نبع القرية الذي تسيطر عليه المستوطنة.
وتوضح أنهما قاما بسرقة شيء ما، وعلى إثر الاتهام تم نقلهما إلى شرطة "كريات اربع" في الخليل، وهناك أيضا كانا مكبلان ومعصوبا العيون، وتم إجلاسهما في البرد مدة ساعة ونصف قبل التحقيق معهما، وأطلق سراحهما بعد ساعات.
وتلفت الصحيفة إلى الكذب الذي مارسه المتحدث باسم جيش الاحتلال حين قال في بيان له: "أن فلسطينيين مشبوهين كانا قرب بؤرة عتنئيل.. قوة إسرائيلية ذهبت إلى هناك واعتقلت مشبوهين بعد أن حاولا الهرب.. ووصلت أيضا تقارير عن تخريب أرجوحة في موقع في البؤرة قرب المنطقة التي وجد فيها المشبوهان".
وتم توقيف المعتقلين في معسكر في عتنئيل وبعد ذلك تم نقلهما إلى الشرطة للمتابعة ولم يتم استخدام العنف مع المعتقلين، وسيتم فحص هذه الادعاءات". حسب زعمه.
وعدلت الصحيفة ما وصفته أكاذيب المتحدث وقالت: "عتنئيل هي التي بنيت قرب أم العمد، الشباب لم يهربوا، لا توجد أرجوحة قرب بيتهما حيث اعتقلا، قام شخص ما بالكذب على المتحدث بلسان الجيش بوقاحة".