سياسة دولية

ديلي بيست: أمهات يتحدن لمنع أبنائهن من الذهاب لتنظيم الدولة

سيدة من من تمنع ذهاب أبنائها لداعش ـ ديلي بيست
سيدة من من تمنع ذهاب أبنائها لداعش ـ ديلي بيست
نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا لآنا نمتسوفا تحدثت فيه عن الدور الذي تلعبه منظمة "نساء بلا حدود" والتي كانت الدكتورة إديت شلافر أسستها عام 2002 لمساعدة النساء المسلمات في منع أبنائهن من السقوط في براثن التطرف.

وقامت المؤسسة بفتح مدارس في 9 بلدان للأمهات تحت شعار "الأمومة لأجل السلام"، كما ستفتح مدارس في البلقان ومقدونيا.

وقالت شلافر، المختصة في العلوم الإجتماعية، لديلي بيست: "بدأت مدارس الأمهات لأنني أدركت على مدى سنوات من العمل في مناطق متأثر بالإرهاب بأن النساء كانت حجر البناء الغائب في البنية الأمنية القادرة على العيش. فلديهن إمكانية وصول متميزة وهن بحاجة لاستخدام هذه الإمكانية، فهن خط الدفاع الأول".

وقامت مدارس الأمهات هذه بتدريب 1500 أما في أنحاء العالم. وتعاونت في كل بلد تعمل فيها بما في ذلك كشمير ونيجيريا وباكستان وتانزانيا وطجكستان وزنجبار مع المعلمين المحليين والناشطين الاجتماعيين.

وبدأ هذا الشهر مشروع جديد في فيينا: حيث أدخلت مدرسة الأمهات 25 امرأة شيشانية كن قد هربن من روسيا إلى النمسا خلال الحرب بين عامي 1994 إلى 2004 وهن يخشين من وقوع أبنائهن في شرك الدعاية الجهادية. كما أن هناك فصولا ستعقد للنساء التركيات والبوسنيات  وسيتم تخريج الجميع في كانون أول/ ديسمبر. كما أن نساء من غير حدود تجهز برنامجا للملكة المتحدة وألمانيا.

كيف تتسرب الأفكار الجهادية داخل عائلة ما؟
تعتقد شلافر أن الأمر يبدأ بالعنف الذي يشهده الأطفال في البيت. وتقول: "الأطفال الذين أراهم الآن، أطفال تنظيم الدولة، معتادون على العنف البيتي كجزء طبيعي من حياتهم بشكل يومي".

بعد هجمات 11 أيلول عملت نساء بلا حدود مع الأمهات المتأثرات والقلقات لفهم بمن تثق المرأة إضافة إلى أعضاء عائلتها. وكانت إحدى الحالات التي درست حالة زكريا موساوي وهم مواطن فرنسي تعلم الطيران في أوكلاهوما ومينوسوتا ليشارك في اختطاف الطائرات ولكنه اعتقل قبل أن تقع العملية.

واعترفت أم موساوي، عايشة الوافي، بأن ابنها كان يرى أباه يضربها بل إن أباه حاول قتلها مرة بإلقائها من الشباك.

وتقول شلافر: "الأولاد في العادي يميلون للجانب القوي، ويشعرون أقرب للجاني ويميلون نحو عالم الذكورية والقوة والوعد. ويحلمون بأن يكونوا كبار وأقوياء، وهذا في العادة حنين لأن يصبح لديهم امبراطوريتهم الخاصة بهم".

ويمكن للأمهات أن يشكلن أثرا كبيرا على الأولاد وليس دائما بطريقة إيجابية.

وأشارت أيضا إلى مفجري الماراثون في بوستن تيمريلان وجوخار تسارنيف حيث كانت أمهما زبيدات وأبوهما أنزور قد انفصلا بعد مشاهد عنف كثيرة بينهما.

وقالت في مقابلة معي في بلدتها ماختشكالا بعد الحادثة بفترة قصيرة: "كنت أكره زوجي وافترقنا عندما كنا نعيش في أمريكا". فكيف كانت نظرتها لولديها:"كانا لطيفين ومحبين وحنونين، كالبنات".
 
وقالت إنها كانت هي وابنيها يشاهدون نفس الخطباء المسلمين على يوتيوب.

فهل كان بإمكان نساء بلا حدود المساعدة؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال ولكن شلافر قالت للديلي بيست: "نفترض أن كل النساء يتمنين الخير لأطفالهن".

وقامت نساء بلا حدود باستطلاع لآراء آلاف النساء المسلمات القلقات على أطفالهن من مخاطر التطرف في عدة بلدان بما في ذلك باكستان ونيجيريا وإسرائيل وفلسطين وشمال ايرلندا، وسأل الراصدون النساء كيف يشعرن وبمن يثقن وماذا يحتجن.

وتحدثت معظم النساء عن مجندين خطيرين يحاولون اصطياد أطفالهن ومن ناحية الثقة قالت النساء إنهن يثقن ببعض ثم بعائلاتهن وخارج العائلة يثقن بمدرسي الأطفال.

وتقول شلافر: "مع أنهن أحيانا كن يخشين أن الحديث مع الأساتذة قد ينتج عنه إخبار السلطات، أدركنا أن علينا أن نجلب الأساتذة إلى جانبنا وبناء جسر مع الأمهات"، وتجربة المجموعة تثبت أن معظم الأساتذة لديهم نوايا حسنة وأبدو قلقا من أن أعدادا كبيرة من الأطفال يتأثرون بالتطرف.

وقبل تلك الدراسة كانت المجموعة تظن بأن النساء سيثقن بالقيادة الدينية ولكن شلافر تقول "على العكس من ذلك وجدت من المثير أن الأمهات شعرن بالتشكك مع إدراكهن أن كثيرا من التجنيد للمجموعات الراديكالية يتم حول المساجد".

ويمكن لكثيرمن النساء حول العالم الاستفادة من الدراسة في مدرسة تابعة لنساء بلا حدود. في بانيسكي غورج في جورجيا قابلت عدة أمهات ذهب أبناؤهن لسوريا اثنين منهم مراهقين وكانت أمهما تعتقدان بأنهما يذهبان للمدرسة حتى اختفيا يوما ما وظهرا مع تنظيم الدولة بعد ذلك.

وبكت أمينة على ابنها مسلم كشتاناشفيلي الذي ذهب إلى سوريا ثم العراق وكان عمره 16 عاما فقط. وعندما قابلت أمينة دق هاتفها وكان ابنها مسلم يتصل بها من قاعدة لتنظيم الدولة ورجته أن يعود إليها ولكن كان جوابه: "لا تتحدثي بهذا ثانية يا أمي". أمينة تعلم أنه فات الأوان لأن تتعلم كيف توقف ابنها الهروب من البيت، فعندما لم يكن لديها الوقت لتسمع لابنها بطريقة أفضل ولتراقبه كل يوم وجد مجنده وقت كاف لفعل ذلك.

تقول شلافر: "خلال ورشات التدريب نريد أن نرى مدى التفاهم بين النساء والمدربين وتعليقات كل منهم وكيف يمكن أن نجعل الأمهات أكثر ثقة بأنفسهن.. قمنا منذ فترة قريبة بإنتاج فيلم حول عصابات شيشانية وأفغانية تتقاتل في فيينا. حيث يذكر أبوان مع أبنائهما من الشيشان وأفغانستان يقولان إنه مهما فعلوا وحاولوا أن يصبحوا نمساويين أو أوروبيين فإن الأوروبيين دائما يسألونهم: "ولكن من أين أنتم حقيقة؟".

هناك حوالي 20 ألف شيشاني في النمسا وبحسب نساء بلا حدود هناك حوالي 100 نمساوي شيشاني انضموا إلى تنظيم الدولة وهناك ما مجموعه 250 نمساوي مسلم يقاتلون في سوريا.

وترى مؤسسة نساء بلا حدود إن على الدول الأوروبية التي تريد استقبال لاجئين أن تعير الأطفال اهتماما خاصا حيث تقول شلافر: "في أمريكا لو سألت طفلا أصله من الشيشان عمن يكون سيقول في العادة إنه أمريكي أما في النمسا فإنه سيقول لك إنه شيشاني".

وترى شلافر أنها وبعد العمل لمدة 16 عاما مع الأمهات والأطفال المسلمين إلا أنها ترى أن من يقومون بالتجنيد للحركات المتطرفة لا يزالون متقدمين عليهم.
التعليقات (0)