وجّه الداعية السعودي ماجد الراشد "
أبو سياف"، الذي يقول إنه يقيم في سوريا، رسالة إلى أمير جبهة فتح الشام، انتقده فيها، وطرح عليه عدة أسئلة، ونصائح، قال إنه في حال قبل بها "سيصلح أمر الجهاد في الشام بإذن الله".
"أبو سيّاف" الذي اعتقل لسنوات طويلة في السعودية بسبب سفره إلى أفغانستان، ومعارضته الصريحة للحكومة السعودية، شكر الجولاني ابتداء على إنجازاته وعمله خلال السنوات الماضية، وعلى مفاصلته مع تنظيم الدولة، وفك ارتباطه بالقاعدة "وإن جاء متأخرا"، وفق قوله.
وبدأ "
أبو سياف" بانتقاد الجولاني من خلال رفض الأخيرة لمبادرة "أهل العلم في الشام" للتوحد، قائلا إنه "تهرّب" بطرحه مبادرة أخرى، كما ربط سبب رفض الجولاني بالمبادرة، بمقالة لـ"أبي قتادة الفلسطيني"، قدّم خلالها مبررات لرفض المبادرة اعتبرها "أبو سياف" بأنها "واهية".
"أبو سياف" قال إن "الطريقة الصحيحة للاندماج هي اختيار شخص جديد مقبول من الجبهة والأحرار ليفتح صفحة جديدة مع جميع الفصائل ومع العالم، وقراراته بمشورة مجلس الشورى ، فهو ممثل للفصائل داخليا وخارجيا".
وتابع "أبو سيّاف" في حديثه للجولاني: "أنت قلت للأحرار؛ لا أريد الأمارة، وصدقوك، وعرضوا عليك عشرات الأسماء خلال مفاوضات استمرت 11 ساعة، وكلها رفضتها ! فماذا نفهم مما حصل؟ هل تريد أن تجمع بين الأمارة والتزكية؟ أم تفكر في أمور أخرى؟ فإن قلت لي؛ لم لا تلوم الأحرار لأنهم رفضوني؟ قلت لك؛ الأحرار رفضوا شخصا واحدا ولهم مبررات معقولة، وأنت رفضت عشرات الأسماء، والفرق بينهما كالفرق بين الثرى والثريا".
وأشار "أبو سياف" إلى أن الجولاني "صاحب قرار حقيقي" في جبهة فتح الشام، قائلا: "الأحرار قرارهم من مجلس شوراهم، والحموي واجهة لهم بخلاف الجبهة، وعندما يكون القرار صادرا من عدة أشخاص فهو أقرب إلى الصواب، ثم السبب الذي جعلهم يرفضونك ليس كرها في شخصك ولا لعدم كفاءتك، ولكن لنفس السبب الذي لأجله تم فك الارتباط بالقاعدة، فهل من مصلحة الإسلام والجهاد أن يدفعوا فاتورة القاعدة في الشام ؟ لا".
ودعا "أبو سياف"، الجولاني إلى النظر في "مصلحة الجهاد"، وتقديمها على مصلحة الأشخاص.
وتابع في حديثه عن الاندماج: "الاندماج مستحيل في ظل عدم الثقة، فالأحرار يريدون طريقة يضمنون بها عدم اختيارك، وأنت تريد طريقة تضمن بها اختيارك، قد يكون لك عذرك لأنك ترى نفسك الوحيد القادر على قيادة سفينة الجهاد، ولكن يجب أن تعلم أن قرار أي قائد يجب أن يصدر من أهل العلم بالساحة وإلا لكان قراره استبدادا وفسادا في الأرض ، وأنت أكبر في عيني من ذلك".
"أبو سياف" شدّد على "الجولاني" ضرورة إنشاء محكمة مستقلة وجامعة للفصائل بمختلف توجهاتها، محذرا اياه من خطورة الامتناع عن التحاكم للشرع بحجة أن بعض الفصائل "عميلة".
واعتبر "أبو سياف"، "المناهجة" لهم خطر كبير على الساحة، وتابع: "لم يفتك أحد بالجهاد والفصائل والناس بعد بشار الأسد كما فتك المناهجة، وأنت لك يد عليهم".
وأضاف "الدواعش وحدهم قتلوا أكثر من عشرة آلاف، فإن قلت؛ هولاء خوارج ونحن من ضحاياهم؟ قلت لك؛ الأسماء لا تغير من الحقائق شيئا، وهؤلاء إخوة المنهج، وسأعتبر جدلا أنهم هم الذين تغيروا، لأحدثك عن غيرهم؛ في درعا أصبحت الجبهة وحيدة منعزلة عن الفصائل، وهو ما يسعى له الغرب، في مخيم اليرموك أصبحت الجبهة محاصرة من الدواعش والنظام! في القلمون الشرقي يبرود وما حولها أسوأ من وضع مخيم اليرموك، في معرة النعمان مظاهرات ضد الجبهة من عدة أشهر، في الغوطة فساد في الأرض كبير بعد إعلان جيش الفسطاط".
وعن الطريقة التي يمكن للجولاني أن يخرج منها من هذه القضايا، قال "أبو سيّاف": "يكفي أن تحيل هذه القضايا لمحاكم مستقلة، وتسلم من شرها، وتصلح ما فسد، وستجد الناس معك اذا رأوا صدقك في قبول جميع أحكام المحاكم، لك أو عليك".
وحول اتهامه بأنه "لا يتحدث عن خطر الإرجاء"، قال "أبو سياف": "تحدثت عن الإرجاء في بلاد الطغاة أكثر من 30 عاما ولم أتحدث عن الغلو لأن الخطر الحقيقي في بلاد الطغاة من الإرجاء، فلما ظهر خطر الغلو تحدثت عنهم، وساحات الجهاد على عكس ذلك؛ فخطر الغلو فيها لا يقارن بخطر الإرجاء، وعندما أشعر بخطرهم سأتحدث عنهم، فهل تعتقد أني أفضلهم على الجبهة؟".
كما حذّر "أبو سياف"، الجولاني من الاغترار بقوّة تنظيمه، قائلا: "قوّة الجبهة فإنها لا تعادل عشر قوة داعش، وترى حالهم، وليس للجبهة وأبطالها بعد الله إلا الشعب السوري النبيل الذي تحمل الكثير، ولا يجوز شرعا ولا عقلا أن تحملوه آثار خلافاتكم ونتائج اجتهاداتكم، والحل؛ أن نجعل الجهاد جهاد شعب لا جهاد نخبة، ونتعامل مع الناس على أساس الإسلام لا على أساس الفصائل والأحزاب والمناهج والأفكار".
"أبو سيّاف"، حذّر الجولاني أيضا من "المزايدة في المواقف والأحكام"، قائلا إنها "طريق الهلاك"، وتابع: "شكركم المسلمون حين انسحبتم من مناطق الشريط الحدودي قبل أشهر بسبب الجيش التركي وأنكم تحرمون الاستعانة به وتعذرون غيركم من الفصائل ممن يرى جواز الاستعانة بالجيش التركي، ثم قبل أيام انصدمنا ببيانكم الذي لم يعذر الفصائل المستعينة بالجيش التركي، ولا أدري ما الفرق بينهما؟ ".
وأضاف: "كل من رفض الاستعانة بالجيش التركي سيتفاجأ بنازلة أشد تكون الاستعانة فيها بأخبث من الجيش التركي بمليون مرة !!! أو يباد المجاهدون عن بكرة أبيهم،".