قالت الكاتبة والروائية التركية الشهيرة
أليف ألاتلي، إنه لو كان زعيم تنظيم الكيان الموازي فتح الله
غولن، المقيم في الولايات المتحدة، يمتلك الحد الأدنى من العقل، لأدرك استحالة عودته إلى
تركيا بشكل مشابه لعودة الخميني إلى إيران.
وأضافت ألاتلي أن الشعب التركي ينظر إلى غولن، القابع في بسنلفانيا منذ 1999، على أنه "أخرق يدعي أنه المهدي"، مشددة على أن جميع شرائح المجتمع تصدت لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها منظمة فتح الله غولن الإرهابية، منتصف تموز/يوليو الماضي.
"شعبنا أثبت حقيقة - تتابع ألاتلي - أنه يمتلك شريحة عريضة من الوطنيين، الذين يعرفون الغرب جيدا وينظرون إلى الإسلام بوصفه هوية هذه البلاد، وبالتالي، فإن الجهات الراغبة بتدمير هذا البلد لم ولن تتمكن من الوصول إلى مآربها، إلا أنها تمكنت من حرق قلوبنا".
الراوئية التركية البارزة لفتت أيضا إلى أن "الشعب التركي شعب وطني، يعرف كيف يتعامل مع الغرب، وقد تمكن هذا الشعب أيضا من بناء بلاده بشق الأنفس وأوصلها إلى هذا المقام، رغم عدم امتلاكه ثروات باطنية من ذهب وغاز ونفط، لذا فإن من المحال أن يترك هذه البلاد تقع في براثن شخص أخرق".
وشبهت الكاتبة التركية المواطنين الذين تصدوا لدبابات الانقلابيين في المدن التركية منتصف تموز/ يوليو الماضي، بـ"جيل الأتراك الأوائل الذين تصدوا بصدورهم العارية للحملات الصليبية ودافعوا ببسالة عن المنطقة"، مشددة على "ضرورة مواصلة تركيا التمسك بهدي العلم ومكتسبات الحضارة المعاصرة، وإنتاج حلول إيجابية، تضع حدا لبعض المصابين بالاكتئاب والهلوسة من أمثال فتح الله غولن وغيره من الذين قد يظهرون مستقبلا".
وأليف ألاتلي، المولودة في إزمير عام 1944، هي كاتبة وروائية تركية، درست المرحلة الثانوية في العاصمة اليابانية "طوكيو"، والجامعية في جامعة الشرق الأوسط التقنية بالعاصمة التركية أنقرة، قبل أن تحصل على الماجستير في الاقتصاد من جامعة "فاندربيلت" بولاية "تينيسي" الأمريكية. ثم توجهت بعد ذلك إلى دراسة الفلسفة وحصلت على درجة الدكتوراه فيها من كلية "دارتموث" بولاية "نيو هامبشير" في الولايات المتحدة.
عادت أليف إلى تركيا عام 1974 وشغلت منصب محاضر في كلية الاقتصاد بجامعة اسطنبول ومنصب كبير الاقتصاديين في هيئة تخطيط الدولة. وبعدها شغلت منصب نائب رئيس اتحاد الكتاب الأتراك.
حازت أليف على عدة أوسمة أبرزها "وسام الحرية" الذي كرمها به الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أثناء إقامته في تونس، جائزة "رواية العام المئوي لميخائيل شولوخوف"، عن روياتها "الرحمة وليس التنوير".
من أبرز أعمالها الروائية، "ماذا استأجرت ياسمين حتى الآن؟" (1985)، و"الجلادون" (1986)، وأبحاث بعنوان "الاستبداد المستنير" (1986)، و"يجب أن يتمكن الإنسان من التفوه بلا" (2005)، وتراجم أبرزها "الإسلام في شبكة الأخبار" (1985 ) – "إدوارد سعيد، وقضية فلسطين" (1986) – "إدوارد سعيد"، و"أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" (1986) – خير الدين باشا التونسي".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، منتصف الشهر الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة (فتح الله غولن)، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.