قال مسؤول بالمعارضة السورية المسلحة إن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في
حلب قامت بتخزين إمدادات أساسية تكفي لأشهر، في ظل
حصار تفرضه قوات موالية للحكومة أدى لعزل نصف المدينة الواقع تحت سيطرة المعارضة، في الأسبوع الماضي، رغم نقص في بعض السلع بالفعل.
وتقدمت قوات الحكومة السورية بدعم من حلفاء، بينهم جماعة حزب الله اللبنانية، وغارات جوية روسية الأسبوع الماضي، لتصبح على بعد بضع مئات من الأمتار من الطريق الوحيد المؤدي لمناطق سيطرة المعارضة في حلب، ما جعل عبور الطريق متعذرا على مئات الآلاف القاطنين هناك.
وساعد هذا التطور الحكومة على الاقتراب من تحقيق هدف تسعى له منذ فترة طويلة بتطويق مناطق سيطرة المعارضة في حلب، التي تعدّ رمزا كبيرا للانتفاضة التي بدأت في 2011 ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وتقاتل المعارضة في محاولة لإعادة فتح طريق
الكاستيلو. ولا تتوقع المعارضة أن يقتحم الجيش السوري وحلفاؤه المناطق كثيفة السكان في حلب وتستعد لحصار طويل محتمل.
وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، للصحفيين الثلاثاء: "الحقيقة هي أن الطريق كان يستخدم بشكل مكثف لإمداد العديد من المنظمات الإرهابية. في مثل هذا الموقف يحق للحكومة بالتأكيد الرد، ونحن هناك لمساعدتها في هذا الصدد".
وقالت المندوبة الأمريكية سامانثا باور، خلال اجتماع لمجلس الأمن بخصوص الشرق الأوسط اليوم، إن محاولات الحكومة السورية لتطويق شرق حلب ستؤدي إلى "عواقب مدمرة محتملة".
وأضافت: "على روسيا -بوصفها شريكا في رعاية اتفاق وقف الأعمال القتالية- استخدام نفوذها على النظام؛ للمساعدة في وقف هذه الهجمات".
وقال بريتا حج حسن، رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، إن سلطات المعارضة تسعى في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار إلى ترشيد الاستهلاك، ومنع اكتناز السلع، وضبط الأسعار؛ لمنع التجار من زيادتها. وقال إن سلطات المعارضة تتحرك أيضا لفتح "طرق بديلة" إلى مناطق سيطرتها في المدينة.
وأضاف لرويترز: "عندنا إمكانية لفتح طرق بديلة؛ لأن الوضع ما زال ضمن السيطرة، وضمن المقبول." لكنه قال متحدثا من مناطق الريف إلى الغرب من حلب، بعد محاولتين فاشلتين لدخول المدينة الأسبوع الماضي، إن هذه الخطط سرية.
وزادت أسعار السلع الغذائية الأساسية غير القابلة للتلف إلى ثلاثة أمثالها، وزادت أسعار السلع الطازجة بأكثر من ذلك، إن وجدت من الأساس. على سبيل المثال يباع كيلو الطماطم (البندورة) في موسمها الحالي بأكثر من خمسة أمثال ما كان عليه قبل الحصار.
غارات جوية
قال حسن إن مجلس المدينة قام بتخزين كميات من الطحين (الدقيق) والقمح والوقود والسكر والأرز، وإن توجيهات صدرت للسكان بالتعايش مع الوضع الجديد.
وأضاف: "طمنت الأهالي أنا بالنسبة لهذا الموضوع. حسب السياسة ووعي الأهالي والخطة التنفيذية الموضوعة بالمواد الاحتياطية، من الممكن أن نبقى أشهر عدة ما في أي مشكلة. حاليا في ملصقات، وفي مؤتمر صحفي سينعقد حول هذا الموضوع، بحيث إن الأهالي توعى للواقع الجديد لأن الواقع جدا سيئ".
وطلبت السلطات من أصحاب مولدات الكهرباء خفض الاستهلاك إلى ساعتين يوميا، وقام مجلس المدينة بتخزين كميات من الوقود للاستخدامات الضرورية كالمخابز.
وفي إطار الهجوم المضاد، شنت فصائل المعارضة حملة قصف عنيف على مناطق سيطرة الحكومة من حلب، التي يقدر عدد ساكنيها بأكثر من مليون نسمة. واستهدفت غارات جوية مناطق تسيطر عليها المعارضة من المدينة.
وقال مالك إدريس، وهو أب لخمسة أبناء يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة بحلب: "في هدوء غير طبيعي في الشارع بعد ما قصفونا بالبراميل.. الناس بتترقب".
وأضاف: "الأسعار ارتفعت للضعف، وما لقيت خضروات هاليومين، بس ما في نقص؛ لأنه لسه في بضاعة".
وقالت الأمم المتحدة إنها تشعر بقلق بالغ من تصاعد القتال في حلب ومحيطها، وطالبت بالسماح بدخول مساعدات إنسانية، وإجلاء آمن وسريع للمدنيين.
وقالت أليساندرا فيلوتشي، المتحدثة باسم الأمم المتحدة، إن تصاعد الأعمال القتالية بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة تسبب في قطع الإمدادات عن 300 ألف شخص.
وقدر حسن عدد سكان مناطق سيطرة المعارضة في حلب بنحو 400 ألف.
ويحظى الأسد بدعم روسيا -التي بدأت حملة غارات جوية في أيلول/ سبتمبر الماضي- ومن مقاتلين إيرانيين، بالإضافة لجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية. وقال حزب الله إنه يعتبر حلب أهم معركة في
سوريا، ويراها في أهمية الدفاع عن العاصمة دمشق.
ويقول حلفاء الأسد إنهم يقاتلون في حلب ضد جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. لكن فصائل مسلحة تدعمها دول غربية، تحت راية الجيش السوري الحر، تقول إنها تحكم قبضتها على مناطق سيطرة المعارضة من المدينة.
وقالت جبهة النصرة إن مقاتليها ومقاتلي جماعة نور الدين زنكي حققوا تقدما، وتمكنوا من السيطرة على عدة نقاط في منطقة قريبة من طريق الكاستيلو مساء الثلاثاء. ولم يصدر تعليق فوري من جماعة نور الدين زنكي.