كتاب عربي 21

الشيخ "‏القرضاوي" الذي لم ينسَ الفضل

عزام التـميمي
1300x600
1300x600
توشك حلقات المسلسل الرمضاني المميز الذي تبثه قناة الحوار وثلة من القنوات الأخرى مع الشيخ يوسف القرضاوي على الاكتمال، وهي حلقات سعدت بل شرفت بإجراء الحوار معه فيها. كانت ثلاثين حلقة سُجلت على مدى سبعة أيام، كنت وطاقم العمل في ضيافة الشيخ يوسف يومياً في منزله ومكتبه في الدوحة من صلاة الظهر إلى ما بعد صلاة العشاء.

رغم أنني تتلمذت على كتابات الشيخ منذ أن كنتُ فتى في الأول الثانوي، إلا أنني خلال هذه الأيام العشرة تعرفت على يوسف القرضاوي كما لم أعرفه من قبل، ليس فقط العالم الفقيه الموسوعي، بل وأيضاً الإنسان اللطيف صاحب الإحساس المرهف، والشاعر الذي تثير فيك أبيات قصائده الحماسة والحزن والفرح، وتبعث فيك الأمل رغم اشتداد المحن.

من المواقف التي بهرتني وفاجأتني أننا قبل أن نشرع في تسجيل الحلقة رقم 22، نبهني الشيخ إلى أننا وصلنا في سيرته إلى النقطة التي لابد عندها أن يتكلم عن قصته مع أسماء بن قادة، تلك الفتاة الجزائرية التي أعجب بها ثم أحبها فتزوجها، ثم شاءت الأقدار ألا تستمر رفيقة لدربه فتفرقا.

تفاجأت بما طلبه الشيخ، وقلت له: هل أنت متأكد أنك تود الحديث حول هذا الموضوع؟ وإنما سألته لعلمي بما يمكن أن يسببه مثل هذا الحديث من حرج بعد أن وقع الفراق بينهما. فقال، نعم، لا بد من أن نذكر لأهل الفضل فضلهم.

وفي الحلقة تكلم الشيخ عن أسماء بن قادة باحترام جم ومودة كبيرة، وذكر أجمل ما فيها من صفات، ولم يذم فيها خلقا أو سلوكا قط. وكان موقفه فعلا ترجمة عملية لقوله تعالى "ولا تنسوا الفضل بينكم".

لم يخف الشيخ شيئا من مشاعره التي أبداها تجاهها منذ أن كانت إعجاباً إلى أن تحولت مودة وحباً بل وعشقاً، ولم ينطق بكلمة واحدة تسيء إليها أو تحط من قدرها، الأمر الذي أكبرته في هذه القامة العلمية والشخصية الإنسانية الرائعة.

ينبغي أن يتذكر الناس، من أحب الشيخ ومن يكن له غير ذلك من المشاعر، أن يوسف القرضاوي ليس ملكاً يمشي على الأرض، بل هو بشر مثل كل البشر، له قلب يحب ويعشق، وكما هي حال كل رجل منا، يمكن لمشاعر الحب والعشق أن تتطور، وأن تصبح رغبات ملحة وآمالاً يتعلق بها قلب العاشق، فإذا ما توفرت لديه ملكة التعبير نثراً أو شعراً فإنه يترجم عشقه إلى لوحات فنية تصبح تراثاً تتعلمه الأجيال وتتغنى به جيلاً بعد جيل، وهل يوجد في شعر العرب أثرى وأجمل وأعذب من قصائد العشق وعذابات العاشقين؟

نعم، لقد ألف الشيخ فيمن أحب شعراً وأرسل إليها معبراً عن مشاعره تجاهها رغبة منه في الاقتران بها، فوافقت، واقترنا، وعاشا معاً زمناً، ثم افترقا حينما استحال عليهما أن يستمرا معا.

لا يوجد في ما ذكره الشيخ يوسف القرضاوي في الحلقة 22 من "مراجعات" - وقد أحسن لأسماء بن قادة ولم ينس ما كان بينهما من فضل - ما يبرر الإساءة إليه أو التشهير به. بل ينبغي أن نكبر في الشيخ وفاءه وصدقه وشجاعته وأمانته. ونعوذ بالله، ثم نعوذ بالله العلي العظيم، أن نكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "وإذا خاصم فجر".
التعليقات (5)
ana howa
الثلاثاء، 05-07-2016 04:34 م
بعد بسم الله والصلاة والسلاح على حبيب الله انها لفضيحة كبيرة من العيار الثقيل للعلامة والمرجك كما انتم تقولون لكنه ليس بالنيبة لنا لاننا لانخون ولا نخفي الحقيقة فكيف لعلامة يقول وهو قائم بالمصلين انه يتخيلها امامة أليس هذا بنفاق وكفر اين الخشوع ايه هيبة الله أين هو الإيمان و فيما يخصها هي لقد كان بينهما مودة ورحمة ففي احد الاحاديث سئل الشخص عن زوجته قال كيف احدثكم عن اهل بيتي وبعد طلاقه لها سالوع عن السبب الذي طلقها قال لهم كيف اتحدث عن شخص غريب وما باله هو فقد قال انها وعدتني الا تتزوج من بعدي اي شخص آخر صحيح انه لحيوان ولو كان داعية و مرجع اتحداه ان يقول للدول العربية الحرب ضد اسرائيل ولاكن هنا النفاق لكل من مصر وقطر والسعودية لقد غركم بالله المادة وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء وكل الحساب ليس في الدنيا انما هو في الاخرة وحسبنا الله ونعم الوكيل
مراقب
الثلاثاء، 05-07-2016 03:52 ص
حل عنا انت واشكالك من الاسلاميين خربتوا بيتنا ودمرتونا
لحسن عبدي
الثلاثاء، 05-07-2016 02:48 ص
لكل فرس كبوة ، فهل كبوة الشيخ القرضاوي تأجيجه الحرب الطائفية الجارية حاليا في المشرق الاسلامي بإيعاز حاكم قطر ؟
أم ياسر
الإثنين، 04-07-2016 10:44 م
كنت أتمنى أن يبقى الشيخ القرضاوي رمزا وأب الجميع كما كان أستاذي الغالي محمد الغزالي الذي كان أبا للجميع غادرنا وترك لنا صورة مثالية نستأنس في زمن القحط، كان إذا ذكر زوجه آمنة المتوفاه بكى، كان يتحسر لأنها شهدت معه أيام العذاب والشدة والسجن، ولم تشهد معه أيام الرخاء، دموع الزوجة الفاضلة نقمة على الرجل مهما كان مركزه، خاصة إذا كانت حملت فوق طاقتها لترفع زوجها وتحمي أولادها، اتقوا الله في النساء الفاضلات ولا تفضلوا عليهن أي كان، خاصة إذا كن من النوع الوصولي المتطفل الأحمق الأرعن.
آل عبيدي
الإثنين، 04-07-2016 10:36 م
بارك الله في شيخنا القرضاوي. كلّ ما قرأت عنه أكثر إزداد حبّي له أكثر فهو الإنسان العالم .