اتهم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
أنس العبدة، روسيا بالعمل على إلحاق الهزيمة بالثورة السورية، وفرض حل سياسي على مقاس نظام بشار
الأسد.
واعتبر العبدة في تصريحات، أن "عدم جدية
النظام في مفاوضات جنيف الأخيرة (انطلقت أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي)، أثبتت أن روسيا باعتبارها راعيا للعملية السياسية في
سوريا إلى جانب الولايات المتحدة، لم تقم بالدور المنوط بها والمتمثل في ممارسة الضغط على نظام الأسد".
وتابع قائلا: "دائما ما يقول الروس إن هامش المناورة لديهم ضيق فيما يتعلق بالضغط على النظام، وهذا يقولونه علنا ومع الدبلوماسيين، وهم يقولون بذلك إما لكي لا يحدثوا مستوى عاليا من التوقعات، أو أنهم لا يملكون إرادة حقيقة فيما يتعلق بالانتقال السياسي".
واستطرد: "ربما يكون هناك تصور لدى روسيا يتضمن إنشاء حكومة وحدة وطنية، والإبقاء على النظام، بل وحتى السماح للأسد بالترشح مرة أخرى للرئاسة وهذا أبعد ما يكون عن الحد الأدنى للعملية السياسية".
واعتبر "العبدة" محاولات روسيا إدراج فصيلي "أحرار
الشام" و"جيش الإسلام" المعارضين، على قوائم الإرهاب "محاولات يائسة القصد من ورائها تمييع وهزيمة الثورة السورية".
ولفت إلى أن "موقف المعارضة السورية، ومجموعة أصدقاء سوريا (مجموعة اتصال دوليّة تدعم الثورة السورية ضد نظام الأسد، تتكون من 70 بلدا، عقدت أول مؤتمر لها عام 2012)، كان واضحا، ويعتبر الفصيلين المذكورين، من الفصائل المقاتلة المعتدلة ويشكلان أحد أهم أسس الثورة ولا يمكن الحديث عن حل سياسي بدونهما".
وفيما يتعلق بعملية التفاوض بين النظام والمعارضة، قال "العبدة" إنهم "لم يتسلموا من جانب النظام أية وثيقة بخصوص الحل السياسي، وأن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لم يبلغهم بأي تفاصيل بشأن المقترحات المقدمة من النظام (في حال وجودها)، مشيرا إلى أن المعارضة السورية تدرس حاليا تقديم تفاصيل رؤيتها للمرحلة الانتقالية وبعد إقرارها من الهيئة العليا للمفاوضات سيتم تقديمها لدي ميستورا".
وذكر أن المعارضة مستعدة للذهاب لجولة جديدة من المفاوضات "في حال شعرت بوجود جدية من المجتمع الدولي"، موضحا أنه من المزمع أن تنعقد جولة مباحثات تقنية قريبة، إلا أن النظام يتهرب منها لأنه لا يريد أن يخوض في تفاصيل الحل السياسي.
وطالب "العبدة" المجتمع الدولي بتوضيح الأمور، والإشارة صراحة للطرف الذي يعيق المسار السياسي، والآخر الذي يقدم أفكارا إيجابية، على حد تعبيره.
وأعرب عن اعتقاده بعدم إمكانية توسيع الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة في الوقت الراهن، إلا أن ذلك ممكن في الوفد التفاوضي حيث يمكن ضم أطراف جديدة إليه في حال وافقت تلك الأطراف على أسس بيان مؤتمر الرياض التي انبثقت عنه الهيئة العليا للمفاوضات.
وبخصوص المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، ذكر "العبدة" أن الأمم المتحدة تنتظر موافقة النظام لإلقاء المساعدات جوا لتلك المناطق، وقال: "لكن لو كانت لدى النظام نية لذلك، لسمح بدخول المساعدات برا".
واعبتر أن "العوائق التقنية التي تقول الأمم المتحدة إنها تواجهها بهذا الخصوص يمكن التغلب عليها بسهولة"، دون أو يوضح طريقة ذلك.
وأفاد أن "تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى وجود نحو 700 ألف سوري محاصرين في 28 منطقة، إلا أن تقديرات الائتلاف تفيد بوجود نحو مليون شخص بحاجة لمساعدات عاجلة".
وشدّد المعارض السوري، على أن "الملف الإنساني غير قابل للتفاوض وهو بين النظام والمجتمع الدولي، ونحن نراقب وإذا حدث تحسن يمكن وقتها الحديث عن الانتقال السياسي".
وأوضح رئيس الائتلاف أنهم تواصلوا مع الجانب الأمريكي، عقب تناقل وسائل الإعلام أنباء عن وجود اتفاق أمريكي روسي على دستور جديد لسوريا، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين نفوا وجود مثل هذا الاتفاق، مؤكدا أن الدستور "هو عقد اجتماعي وهناك آليات واضحة لكتابة الدستور ولن تتم إلا عبر الشعب السوري".